إلى من يهمه الأمر ..
قيل ” ما لجرح بميت إيلام ” وقد ينطبق هذا القول على الكرة السورية عموما ً بل والرياضة السورية بمختلف ألعابها ومستوياتها ..
ودائما ً ما نقرأ ونستمع لكلام قاس ٍ من الجمهور المتابع الذي اقترب من اليأس إزاء واقع مؤلم نصنعه بجهود ذاتية للأسف والسبب أنه ليس هناك من يحاسب إذ أن الاتحاد الرياضي أكثر جهة بإمكانها أن تجسد ما قاله المتنبي " فيك الخصام وأنت الخصم والحكم " !!
لن أطيل في مقدمة تحرك المواجع إلا أن الكلام القادم نضعه برسم اتحاد كرة القدم والاتحاد الرياضي علنا نحصل على إجابات عن تساؤلات مؤلمة جدا ً ..
فشل منتخباتنا الجماعي بمختلف الفئات كشف بنية اتحاد كرة القدم بشكل واضح وعرّى هشاشة العمل المؤسساتي فكان " نشر الغسيل " و " طق البراغي " من أولويات أعضاء الاتحاد الذين أخذوا بالتسابق لإفشاء سر من هنا وإخفاء معلومة من هناك ووصل الأمر لحدود الإضرار بمن يمثل علم الوطن في المحافل الخارجية وفضيحة قانون المسابقات مع منتخب الرجال واستبعاد لاعبي منتخب الشباب مازالت حاضرة في الأذهان كدليل قاطع على ما نقوله .
لكن وبرغم كل تلك الخلافات نجد أن هناك اتفاقا ً لا يمكن اختراقه مبني على مصلحة مشتركة مع البعثات الخارجية التي أصبحت بمثابة " كعكة " يتقاسمها الجميع فنرى الجدول السياحي مبرمجا ً من أوزبكستان إلى السعودية واليابان وتونس والجزائر والمغرب وربما نلعب قريبا ً مباراة ودية مع أحد المنتخبات الباحثة عن تدريب جدي وليس هناك أسهل من التعاقد مع اتحاد الكرة السوري فلا صوت أعلى من الدولار هنا حتى ولو على حساب قدسية دوري المحترفين الذي لم يتنازل الاتحاد الآسيوي للنظر في ملفه للمشاركة في بطولة الأندية !
وللحقيقة فقد استفزني بشدة خبر وصلني عن اجتماع كان مقررا ً في اتحاد الكرة لبحث أسباب إخفاق منتخب الشباب الذي ذهب إلى البطولة بطموح إحرازها لكنه فشل بالحصول ولو على نقطة مكتفيا ً بهدف يتيم ، دون نسيان أنه سبق وأن لعب في كأس العالم للناشئين وهو أحد أكثر المنتخبات في تاريخ الكرة السورية استقرارا ً فنيا ً وإداريا ً ولعبا ً للمباريات الودية على مدار عامين ، وإن كانت ذريعة " مؤامرة " الاتحاد الآسيوي موجودة لتبرير هذا الحضور المخجل نطرح تساؤلا ً حول مستوى منتخب من المفترض أن يكون جميع لاعبيه بمستوى واحد وبالتالي يكون احتياطيوه جاهزون في وقت الشدة وقد مررنا بها ، لا أن يكونوا " كمالة عدد " والأهم من ذلك افتقادهم للروح لأنهم يعلمون مسبقا ً بأن لا دور لهم ، ولعل أكثر ما يثير السخرية هو الحديث عن تأثر اللاعبين لغياب زملائهم مع أنه من المفترض أن يكون حافزهم كبير في فرصة مثالية للتعويض وتحدي المؤامرة المفترضة !!
الاجتماع المقرر يوم الثلاثاء الفائت علمنا بأنه تأجل ليوم الأحد ومن المفترض أن يليه مؤتمر صحفي لشرح الأسباب والوقائع خاصة وأن المنتخب سيكون عماد المنتخب الأولمبي القادم ..
ولدينا جملة من التساؤلات الهامة نأمل من اتحاد كرة القدم والجهاز المسؤول عن المنتخب تقديم ردود حاسمة حولها ، ونبدأ من موضوع اختيار القائمة الأخيرة للاعبي المنتخب والتي استبعد منها عدة أسماء كانت موجودة منذ سنتين ودخلت فيها عناصر جديدة وقيل أن ذلك كان بمثابة ترضية لأطراف معينة ؟؟ ، وما هي حقيقة مسألة حساسة كموضوع تأجيل الخدمة العسكرية للاعبي المنتخب والتي كما وردنا تحولت لتجارة دخل من خلالها لاعبون في قائمة المنتخب " للتأجيل فقط " ودفعوا المعلوم ثم أبعدوا عن المنتخب ؟؟ ، وما هو السر في استبعاد اللاعبين من البطولة الآسيوية قبل أيام من انطلاقتها رغم اعتمادهم في التصفيات وأين الحلقة المفقودة في ذلك ما بين المراسلات والفاكس والإيميل ؟؟
كلامنا الذي خصص الجزء الأكبر منه لمنتخب الشباب الذي عقد الأمل عليه أكثر من سواه لأنه كان إشراقة لكرتنا في مونديال الناشئين الكوري لا يعني أننا متحاملون على القائمين على هذا المنتخب ، لكن ما وصلنا من معلومات لا بد وأن له أساس " فلا دخان بلا نار " ونتمنى أن نجد إجابات لدى اتحاد كرة القدم أو الجهاز الفني للمنتخب ومدربه الصديق محمد جمعة ونجزم بأن لديه الجرأة الكافية للرد بشفافية ، وهدفنا في النهاية جلاء الحقيقة والاعتراف بالخطأ وتحديد المسؤوليات فالمعالجة السليمة لما حصل ربما تكون خطوة أولى نحو مستقبل أكثر إشراقا ً وإيجابية و" نظافة " لكرتنا التي لطختها النكسات بسوداوية الفشل .