الشباب السوري يدلي برأيه بجرأة فائقة في عملية الإصلاح
في ظل الأحداث والمحن التي تمر بسورية والتي جعلتها أمام تحديات كثيرة ,ولكن تبقى كلمة الإصلاح المنتشرة هذه الأيام في الشارع السوري , حيث أنها أصبحت الشغل الشاغل للجميع السوريين الذين يريدون الخير لهذا البلد,
وأن الطريقة التي ندعو بها الجميع للإصلاح تنطلق من هذا المبدأ الحقيقي"تصفية النوايا وان يكون الولاء للوطن أولا وآخرا دون أي توجيهات خارجية" من هذا المبدأ أجرت "المسيرة" مجموعة لقاءات حول آليات الإصلاح والطريقة المثلة للنهوض بسورية إلى أعلى المستويات بعيدا عن كل ما يعكر صفو هذا البلد:
الإنسان هو اللبنة الأساسية
إن أردت أن تصلح مجتمعك ليكون مثالي فالسبيل الأول للإصلاح يبدأ لدى الفرد وينتهي في موطنه فالإنسان هو اللبنة الأساسية للمجتمع فإن فسدت البذرة لن نحصد نبتة صالحة على حد تعبير مصطفى نعنوع(طالب ثالث ثانوي)وأضاف:أن مسألة الإصلاح تتعلق أساسا بالمناخ الاجتماعي حيث يبدأ بالأسرة وطبيعة العلاقة بين العائلة فلا تستطيع أسرة متفسخة اجتماعيا ومن بيئة منحلة أخلاقيا مبنية على أساس خاطئ أن تنشئ مجتمع متطور.
وتوافقه بالرأي غزل عبد الجواد(طالبة ثالث ثانوي) قائلة:إن الإصلاح يبدأه الفرد من نفسه فان لم يصلح نفسه فليس من حقه أن يطالب من الإصلاح وان يكون طلبه للإصلاح ليس لمصالح شخصية بل يجب أن تكون لمصلحة الوطن أولا والآخرين ثانيا لنعيش في مجتمع متحاب لا يريد إلا مصلحة الوطن وهدفه الأساسي الارتقاء بالمجتمع السوري إلى أعلى المستويات لكي يقال عنه انه مجتمع مثالي ويزيد فخرنا بأننا سوريين.
بين الإصلاح والكبت
وقد لمسنا في رأي علا زيدان(طالبة ثالث ثانوي):يعتبر الشباب الأكثر عطاء و الأكثر خطرا في الوقت نفسه وقد اعتبر العرب أن الشباب "شعبة من الجنون" إن لم يستغل بالشيء المفيد قد يكون مدخلا من مداخل الفساد وعليه يجب أن توظف طاقات الشباب في خدمة عملية الشباب والحذر من كبت هذه الطاقات لأنه قد تنحرف عن طريق الصواب فتتحول إلى أجسام مفخخة حيث يمثل شباب سورية عامل قوة وشرطا أساسيا لنجاح مشروع النهضة الإصلاحية.ويوافقها عروة محمد علي(طالب أول ثانوي)بالرأي ويضيف:حتى يكون للشباب دور في العجلة الإصلاحية يجب إطلاق طاقاتهم في صنع القرار والابتعاد عن التهميش لنستثمر ما نستطيع من قدرات الشباب في مجالات مدروسة.
الوطن فوق الجميع
ورأينا في رأي محمد مصري(طالب ثالث ثانوي):لا شك عندما تبنى مصالح المجتمع على المصلحة الشخصية بحيث يعلو صوتها على صوت مصلحة الوطن يتحول معها المجتمع إلى الانحلال الأخلاقي ويصبح معها الشعار المرفوع الغاية تبرر الوسيلة ويجب أن تكون المصلحة العامة هدف كل مواطن شريف وتوافقه بالرأي يمامة الباشا(طالبة ثالث ثانوي):إذا أراد المجتمع أن يحقق نهضة وإصلاحا حقيقيا عليه أن ينتهي من هذا المرض السرطاني بان يرفع مقولة مصلحة الوطن فوق أي مصلحة إضافة إلى إصلاح النفس البشرية بالدرجة الأولى بما يؤدي إلى الارتقاء والنهضة وأكدت أنها من هذا المنطق سيساهم تغييرك لنفسك وسلوكك في بناء المجتمع بشكل سليم.
الثقة بين المواطن والحكومة
ورأى عبد العزيز عساف(18عام ):انه لكي تتحقق النهضة الإصلاحية يجب أن يبتعد المسئولون عن مصالحهم الشخصية وان تكون مصلحة الوطن فوق كل شيء لذا يجب أن يتعامل المواطن و المسئول بشفافية تامة وان تكون بينهم ثقة لتكتمل عملية الإصلاح،ويوافقها بالرأي نور الدين كوريني(طالب ثاني ثانوي)قائلا:يجب أن يكون لدى الحكومة سياسة الإفصاح الإعلامي عن مشاريع عملها و أن تبتعد عن سياسة التعتيم حتى تتحقق الثقة بين المواطن والحكومة وكما يجب أن تبقى أبواب جميع المسئولين مفتوحة في وجه المواطن كما تعودنا دائما أن يكون هناك صلة وثيقة بين المواطن والمسئول كما أوصى السيد الرئيس.
حرية الإعلام وموضوعيته
نجاح الدولة مرتبط بترتيب البيت الداخلي بشكل جيد لتحقيق اكبر قدر ممكن من التنمية الاجتماعية والسياسية و الاقتصادية وهو ما يرتبط بحرية الإعلام ودوره الهام في محاربة كل أنواع الفساد أما حين يتحول الإعلام إلى صورة فقط وليس عمل إعلامي فهو ما يفقده مصداقيته وهذا ما يؤكده بعض المعلقين السياسيين بقوله:"إذا اقتنع الناس أن الوسيلة الإعلامية غير صادقة و غير موضوعية فقدوا ثقتهم بها وانفكوا عنها وبحثوا عن البديل الأكثر مصداقية" ومن المؤكد أن موضوعية الإعلام وشفافيته في طرح القضايا وبالذات الخطيرة منها هي المقياس الحقيقي الذي يجعل المشاهد يثق به.
عبرة لكل الناس
احمد الأحمد (إعلامي شاب):الإعلام هو فانوس علاء الدين السحري بسبب قدرته الفائقة على اقتلاع هذه المشكلة من جذورها عن طريق إلقاء الضوء على مسببات الفساد وإقامة حملات توعوية للمجتمع للتعريف بنتائج الفساد ونبذ الفاسدين والمفسدين ليكونوا عبرة لكل الناس،ويوافقه بالرأي(مرهف جمال)ويضيف قائلا:أن معظم النظم السياسية أدركت دور الإعلام وأهميته في تشكيل الرأي العام لذلك يجب على وسائل الإعلام ان تتعامل بمصداقية مع قضايا الفساد وتكون منبرا حرا للمجتمع السوري إضافة إلى المسؤولية الاجتماعية.
وجهة نظر
حتى تتحول العملية الإصلاحية إلى واقع يعاش نحتاج للأخلاق والعلم والعمل بعيدا عن الشعارات وان نبدأ الإصلاح من ذاتنا و أن نمتلك فقه الإصلاح دون أن نتكل على أي احد بنية خالصة للوطن الأم سورية والقانون يبقى دائما وان نكون يدا واحد ضد الفساد لأننا بوحدتنا نكون قد قضينا على شيء من الفساد ويبقى الدين لله والوطن للجميع.