المنتديات الشبابية وطغيان المجموعات الفيسبوكية
المنتديات الشبابية على كثرتها واختلافها لها دور ثقافي واجتماعي خجول أسبابه التسويق الخاطئ و طغيان المجموعات الفيسبوكية
أصبح الانترنت ضرورة ملحة في قاموس الشباب المتشوق للانخراط بالعالم الحديث،الذي أصبح أشبه بحي صغير عبر مواقع التواصل الاجتماعي ولعل إحداها المنتديات الباحثة في ساحات حوارها عن جذب فئات ذات اهتمامات متشابهة تدير الحوار وتغنيه بوجهات نظر منطقية وتنشر كتابات مهمة يستعين بها الباحثون بعد التأكد من صحتها ودقتها لكن للأسف بدأت هذه المنتديات تفقد جزاءا من أهميتها بسبب ظهور منتديات منافسة ذات مضمون اقل أهمية منها وتصميم جميل حتى باتت تتصدر الصفحات الأولى في قاعدة البيانات العربية ما سبب عائقا أمام الباحث في سرعة على المعلومة والتأكد من دقتها!! فما هو السبب الحقيقي وراء انتشارها على حساب تلك المنتديات الفعالة التي تعيش تحديا آخر بعد حصول وسائل التواصل الجديدة كالفيسبوك و التويتر على اهتمام الشباب وأفكارهم؟!
ترويج خاطئ
يسعى العاملون في إدارة المنتديات إلى وصولها لأكبر عدد ممكن من متصفحي الانترنت متعمدين في تحقيق هذه الغاية على التسويق والترويج بعد حجز مكان لها في الشبكة العالمية ما يكون ضامنا بظهورها في صفحات محركات البحث الأولى على حساب مواقع أخرى أكثر أهمية منها،هذا ما لمسناه في رأي عبد المنعم جعفر (مهندس حاسبات في جامعة حلب)،الذي أكد أن آلية عمل المنتديات القاضية بوجوب التسجيل فيها لقراءة مواضيعها يتسبب في ترك الباحث للمنتدى ولاسيما في ظل انتشارها الكثيف،مرجعا ذلك إلى تطور شبكة الانترنت السورية و المخدمات المنظمة لها مقارنة بالدول المتقدمة ولكن هذه المشكلة التقنية لا تلغي ايجابيتها الكثيرة حيث توجد منتديات على كافة الأصعدة يشرف عليها اكادميون متخصصون لضمان التواصل بين الأعضاء بأسلوب تفاعلي حضاري منوها الى ضرورة التواصل الدائم مع الأعضاء الآخرين عبر النقاش وتبادل وجهات النظر لكي يتم تفعيل الاشتراك والإسهام في إغناء حلقات الدردشة وتفعيلها.
تراجع الأهمية
لم تعد المنتديات تلقى رواجا كبيرا بين جيل الشباب بعد ظهور مواقع التواصل الاجتماعي الحديثة كالفيسبوك على حد تعبير مصطفى نعنوع (مشرف صالة انترنت) حيث أوضح وجهة نظره بقوله:أن عدد رواد المنتديات أصبح قليلا جدا فالشاب لم يعد راغبا في التعاطي مع منتديات تعتمد طريقة عمل بطيئة نسبيا في عصر السرعة في تقديم المعلومة إذ يتوجب عليه مثلا الاشتراك في المنتدى من اجل تحميل أي برنامج خاص بالكمبيوتر وبين قبوله بين الأعضاء لابد من الانتظار يوم أو أكثر للحصول على النتيجة المرجوة التي قد تأتي بالرفض او الموافقة.ويوافقه ضاهر زيدان(صيدلاني) قائلا:طريقة التعامل في الفيسبوك أكثر سهولة في طريقة عرض و إدخال المعلومة والصور عدا عن أن المنتديات غالبا ما توجه مواضيعها نحو فئات ذات ميول واهتمامات مشتركة كالمنتديات الخاصة بالصحفيين أو الأطباء و المهندسين وغيرهم لذا لا تلقى الإعجاب إلا من المهتمين بها باعتبارها تحمل طابعا خاصا وليس عاما إضافة إلى وجود بعض المنتديات تشد المتصفحين إليها بأساليب براقة لكن سرعان ما يكتشف المنتسب إليها محتواها اللا أخلاقي متسببة في ترك آثار سلبية على نفسية متصفحيها وخاصة الشباب الذين قد ينساقون وراء أفكارها البعيدة عن قيمنا وتقاليدنا.
لها تأثير ولكن
استقطاب مواقع التواصل الاجتماعي لاهتمام الشباب لايعني إلغاء المنتديات وأدوارها ومن أهمها الدور الثقافي الذي يعتبر من أهم الأدوار حسب رأي وضاح نعمة(باحث في التربية الحديثة) قد يكون رواد المنتديات محدودي العدد مقارنة بالفيسبوك إلا أنها تكتسب أهميتها من هذه الميزة حيث تسعى كل مجموعة لإقامة منتدى يطرح قضاياها بشكل موسع إذ يوجد منتدى للطب البديل والطب الشرقي ومنتديات البرامج الالكترونية وغيرها لذا فالأفضل قبل التوجه إليها تحديد المتصفح لأغراضه للاستفادة من ميزاتها الكثيرة وأكد الأستاذ وضاح نعمة على الغرض المهم من إقامتها قبل تحويلها لوسيلة لإضاعة الوقت وجعلها أداة لمحو عاداتنا القديمة الأصيلة التي تميزنا كمجتمع سوري قائلا:أقيمت المنتديات بهدف تسهيل الحصول على المعلومة لأصحاب الاختصاص وأهل العلم والمعرفة إذ توجد منتديات عالمية تأخذ منها معلومات موثوقة في البحوث والدراسات العلمية في الفيزياء والكيمياء وكافة العلوم من خلال اعتمادها في كادرها الإداري على الأخصائيين الأكفاء في كافة المجالات مؤكدا في نهاية كلامه على ضرورة إقامة حملات توعوية وندوات للتعريف اكثر بهذه المنتديات وتبين أهميتها وإيجاد طريقة لإقناع المستخدمين المبتدئين للانترنت للاشتراك فيها لضمان عدم تعرضهم لخبرات خاطئة تؤثر على نفسيتهم وشخصيتهم.
موضة وبطلت
ان المنتديات في ظل ظهور الفيسبوك و التويتر لم يعد لها الأهمية التي كانت تحصل عليها قبل ظهور مواقع التواصل الاجتماعي على حد تعبير عبد الغني جاروخ (ناشط في الفيسبوك)حيث أوضح رأيه:أن التعامل مع الفيسبوك أسهل من أكثر من ناحية أما المنتديات فالتعامل معها فيه شيء من التعقيد والصعوبة وأتوقع انه بعد ظهور الفيسبوك انخفض عدد رواد المنتديات إلى الربع أو أكثر للصعوبة التعامل معها وبطئها.ويخالفه في الرأي نوري عفارة(مشرف على منتدى) قائلا:أنا كنت عضو في إحدى المنتديات ولم أر أي احد قد انسحب من المنتدى حتى في الوقت الذي ظهر فيه الفيسبوك بل زاد نشاط الأعضاء بعض الشيء ونحن نكافح بكل ما تعني الكلمة من معنى لإبقاء المنتديات لما تحمله من فوائد ثقافية واجتماعية وتربوية وغيرها لأنها الشيء الوحيدة الذي استثمر الانترنت بشكل صحيح وأدعو جميع الأعضاء الذين انسحبوا من المنتديات بالرجوع إليها لأنها بحر من المعلومات.
وأخيرا نؤكد على دور المنتدى الثقافي والفكري في الحياة اليومية للفرد وهو ما شكل احد الأسباب المهمة إلى نقل هذه الفعالية للانترنت للاستغلال اتساع صدره الرحب في الاستفادة من أفكاره التنويرية و التوعوية ونشرها بين شرائح المجتمع مع العلم إن بعض المنتديات لم تكن تحمل نفس الهدف بل انحرفت نحو ادوار سلبية تحمل مضامين اجتماعية وفكرية خطيرة يصعب إيقافها في ظل عدم وجود رقابة على شبكة الانترنت آملين من كل من يقرأ هذه الكلمة إن يحكم عقله في تحديد خياراته وتوجهاته.