سقوط الوكيل وظهور الأصيل

بعد مرور أربعة أشهر على المؤامرة سقطت الأقنعة وتحطمت الدروع , وتاهت النبال وبات المتآمر على وطننا يتلقى الضربات بجسده يسقط أرضاً يتمرغ بالوحل يعود وينهض مندفعاً متسرعاً مهاجماً
 لكنه يعود ليسقط من جديد دون الإنكار بأننا أصبنا بجراح لكننا كالشجرة الباسقة نحو السماء الضاربة في عمق الأرض جذورها لا يضيرها تقليم أغصانها بل يعطيها المزيد من النضرة والشباب. 

أدوات الغرب في المؤامرة على سوريا .. 

كشفت التقارير بأن ما تعرضت له سوريا أعدت له خطط منذ سنوات وذلك برسملة العديد من الشخصيات وتحضير منابر للهجوم وبث الفتنة بحيث يكونوا هم رأس الحربة التي تفرق وتطعن وتفبرك وتهيئ البيئة الملائمة ليكون الوطن مبنياً على أساس طائفي عرقي وتصبح فيه سوريا دويلات متصارعة وبالمتابعة نجد بأن لكل مرحلة كان لها داعيتها الخاص الذي يحض على القتل والذبح والتمرد , في درعا كان القرضاوي وفي بانياس كان الخدام وفي حمص كان العرعور ولكن متانة النسيج السوري والوعي الاجتماعي والتفاف الشعب بكل أطيافه حول قيادة الرئيس بشار الأسد ودعمهم لمشروع الإصلاح الشامل على اعتبار أنه الطريق الوحيد للخلاص بالوطن معافى قوي سليم متجاوزاً تلك المحنة وتم إفراغ خطابات ودعوات كل أسماء الفتنة من تأثيرها وأصبحت عناوين للسخرية وشخوص تعبر عن الحقد والإجرام وكان العنوان الجامع فيما بينهم ليمت ثلث أبناء سوريا في سبيل تحقيق مبتغاهم في تدمير الثلثين الآخرين .. 

حماه واضطرار الغرب بالتدخل المباشر .. 

ولكن بعد فشل كل الأدوات في التأثير على المجتمع السوري كانت الصدمة الكبرى باضطرار الغرب بالتدخل مباشرة في حماه عبر سفراء كل من أمريكا وفرنسا ولم تعد الحرب على سوريا بالوكالة بل أصبحت مباشرة مع أعداء سوريا التقليدين وبالتحليل لهذه التصرف نجد أنها مخاطرة دفعت أمريكا وفرنسا بزج نفسها فيها وذلك لعدة عوامل ..
• تحول دور تركيا بعد جسر الشعور وخربة الجوز واتجاه تركيا إلى تطويق الخلاف مع سوريا . 

• غياب المظلة للمتمردين بانسحاب تركيا من اللعبة .
• الفيضان الشعبي المؤيد لمشروع الإصلاح .
• المؤتمر التشاوري للحوار ومرونة الدولة في التعاطي مع المعارضة.
• تطويق الأزمة في حماة ومحاولة الوصول إلى حلول خصوصاً في الساعات الأخيرة قبل وصول السفراء. 

كل ذلك كان له من المفاعيل ما من شأنه وئد الفتنة في سوريا وخروج سوريا من الأزمة دون تقديم أي تنازلات لا في ملفات المنطقة بدءا من العراق إلى لبنان وحتى في الشأن الفلسطيني ولا في طبيعة الصراع مع إسرائيل بل على العكس كان التصعيد على كل الجبهات من قبل سوريا مما دفع أمريكا بالدخول مباشرة لتقوية موقف المتمردين ومحاولة إرغام سورية على دفع بعض التنازلات وسعي فرنسا بأن يكون لها دور في ترتيبات المنطقة. 

رسالة إلى كل المتحاورين .. 

كأن المجتمع قسمين قسم مثقف يدعي وعيه لأمراض المجتمع ومكامن الخطأ ويأخذ بإملاء علينا وصفاته العلاجية ويطالب الدولة بتطبيق آراءه على أنها الحقيقة المطلقة دون شروعه في تطبيقها ذاتياً من ذاته أولاً والقسم الآخر من المجتمع من الطبقات التي تعاني وتكابد وتتحمل ظروف الحياة وتأبى الخروج إلى الشارع لان تفضل العيش في أمان وغايتها الأولى والأخيرة هي الخدمات الاجتماعية وامتلاك القدرة على العيش الكريم ولا يعنيها قانون أحزاب ولا طبيعة الحياة السياسية في سوريا ولا نوع الحزب الحاكم وإنما يعنيها متطلبات العيش العيش الكريم لذلك أدعو جميع المتحاورين أن تكون جلساتهم المقبلة في تلك الأرياف الفقيرة أو الأحياء المهملة في المدن بعيداً عن الصالات المكيفة والفنادق الفخمة .