ثقافة الإرهاب
الحقيقة ماوراء (البيرينيه)خطأ ما بعدها ..مقولة غيرت مفاهيم وطورت أعراف وألفت عادات كانت سائدة طوال حقبة من الزمن في مجتمعات شتى لما تحمله هذه المقولة من عمق يصيب جوهر الحقيقة ويلغي منطقيا بعض من الإختلافات والتصلب في الرأي لمسألة ما أو جوهر لقضية تختلف
أبعادها ,فما هو عادي ومنطقي وطبيعي لدى مجتمع ما قد يكون شاذا أو حراماً أو خطيئة لدى مجتمع آخر والعكس صحيح.وبناء عليه قامت ثقافة شفافة تدعو إلى احترام الرأي والرأي الآخر دون الدخول في موضوع التحليل والتحريم الذي هو أمر الله حصراً والذي بيده مقاليد الأمور .ومن خلال هذه المقدمة التي تعطينا الضوء الأخضر لنبحث في واقع المأساة المريرة والوضع الراهن الذي تعيشه سوريا الحبيبة ضمن ظروف خارجة عن المألوف وخارجة عن الأعراف وعن ثقافة وعادات وتقاليد بلدنا وشعبنا .ولن أدخل في تحليل الأسباب التي أدت إلى هذه الأزمة والدخول في جدل بيزنطي سفسطائي لا يوصل إلى نتيجة ولا يرقى إلى حوار .لكنني أبحث ظاهرياً في ثقافة الأحزاب وثقافة المعارضة وثقافة الموالاة والمستقلين والقاسم المشترك بين تلك الثقافات
لكل حزب أو تنظيم ثقافة يستمد من خلالها مبادئه وأهدافه التي من أجلها نذر نفسه وفكره وروحه ايماناً بما يعتقده ويؤمن به ولكل حزب مجموعة من المبادئ والقوانين وقاعدة شعبية مؤمنة برموز هذا الحزب تدعمه وتطور مساره نحو مايصبو اليه فنجد أن هذا الحزب من وجهة نظره تكون الغاية الأولى والأخيرة والهدف الأسمى إلى تأسيسه هو خدمة الوطن والمواطن والدفع بعجلة التطور إلى الأمام ليرق ببلده وشعبه إلى مصاف الدول المتقدمة والمتطورة وذلك بطرح مجموعة من القيم والمبادئ التي عليها يبني قاعدته الجماهيرية فالمعارضة الشريفة بالتحديد في الداخل كانت أم في الخارج تهدف أولاً وأخيراً إلى تصحيح أخطاء لايمكن السكوت عنها ضمن نظام الحكم وبالتالي طرح أفكار أكثر موضوعية وأشد اشراقاً وإنارة لخدمة الوطن والشعب . ولو اشتط البعض من هم في المعارضة الخارجية بطرح شعارات أكثر تعقيداً وتطرفاً والتهجم بشكل مباشر أو غير مباشر على رموز بارزة في سدة الحكم لها قاعدتها الجماهيرية العريقة إلا أننا قد نصل في يوم من الأيام إلى طاولة حوار مع هذه المعارضة والتاريخ العربي بعصره الحديث سيشهد بعد ذلك ومهما كثر الجدال بين أطراف متفاوتة من المعارضة والمولاة ستنتهي بتقبيل الرؤوس واللحى والوصول إلى نقاط مشتركة تخدم هذا الوطن وننتقل إلى أحزاب دينية متطرفة وأحزاب معتدلة تضع الله أولاً والوطن ثانياً وهذا من الناحية الدينية والمنطقية لا خلاف من أحد عليه ومثالاً على ذلك الأخوان المسلمين والذي نجد ظاهر تسميته بكلمة أخوان ومسلمين وهذا يعني حكمها ومن خلال كلمة مسلمين تحريم سفك الدماء تحت أي شعار أو حديث أو آية يتلاعب بها ذوي اللحى المأجورة لينفثوا سموم أحقادهم من خلال ضعاف النفوس وصغار العقول .وكلمة الله وشريعته لا تتحققان إلا بالمحبة والسلام .وهذا مايبني عليه حزب الأخوان مبادئهم وقيمهم واستبعد كل البعد أن يكون للأخوان مهما بلغت بهم الأحقاد على النظام أن يسفكوا الدماء لنصرة الإسلام لأن الإسلام ليس دين ترهيب بل دين ترغيب وليس دين قتل ودمار بل دين أمن وسلام بقي لدينا مجموعة واحدة لاتنتمي إلى أي من المعارضة ولا إلى أي حزب إسلامي أو حزبي عقائدي تحرم شرائعه القتل والتدمير ولا إلى تنظيم شعبي يهدف إلى تغيير النظام . ألا إنها المجموعات الإرهابية المسلحة التي عاثت فساداً وقتلاً ودمارأ على أرض وطني ونالت من شعبنا وجيشنا ومزقت أمنهم وأمانهم وحولت صفاء عيشهم إلى جحيم ونثرت الدموع والحسرات في أعين الأمهات والأطفال وتعدت على الإنسانية وحولت بسمة الأطفال إلى خوف ووجل وكحلت زرقة سماء بلادي السواد وصبغت ترابه بدماء الشهداء .
ثقافة الإرهاب : لتعريف ثقافة الإرهاب يجب علينا أن نعرف من هو الإرهابي أو المخرب ..ومن تكوين شخصيته نستطيع أن نصل إلى فكر الإرهاب
فالإرهابي :هو إنسان باع نفسه وعرضه وأرضه للشيطان من أجل حفنة من المال إنسان خارج عن القانون والأعراف نتيجة إدمان على مخدرات أو نتيجة ارتكاب لجرائم سابقة أو مهرب طالته أو لم تطله يد العدالة ففضل حفنة من المال مقابل تخريب وطنه وهز أمنه وأمانه ففي بلادنا تنقسم المجموعات الإرهابية إلى مجموعتين لا ثالث لهما مجموعة وصل الجهل الأسود بعناصرها بانصياعهم إلى دعاة إسلاميين لا يمثون إلى الإسلام بصلة يأمرونهم بالجهاد في سبيل الله وإعلاء كلمته وذلك بالإيحاء لهم بأن الجيش العربي السوري وقوى الأمن وكل من يخدم تحت مظلة القيادة العسكرية هو خائن وتصدر فتوى تحلل وتشرع قتله .وبناء عليه فإن تعداد جيشنا وقوى الأمن والشرطة يبلغ أكثر من مليوني شخص منهم الموحدين والمصلين والركع والمؤمنين فعليهم وبناء على تلك الفتاوى الشرعية أن نبيدهم جميعاً لتعلو كلمة الله بحسب فتاوى أهل اللحى هذا منطقهم وهذه ثقافتهم .إضافة إلى أن كل من يعمل لدى دوائر الدولة ومؤسساتها هو خائن وعميل وعليه يجب أن يقتل ويسفك دمه ويستباح ماله وعرضه أي يجب علينا قتل أكثر من سبعة ملايين موظف وعامل لدى الدولة بحسب فتواهم وشريعتهم والأمر حتى اللحظة وتماشياً مع الجهل والجهالة مقبول من وجهة نظرهم .أن أقتل دون أن أعرف من الضحية التي أقتلها وأن أذبح أقطع الأوصال وأمثل بالأجساد دون أن أميز بين شيخ وامرأة وطفل مردداً كلمة الله أكبر وكأنما دجاجة أو شاة بين أياديهم يكبرون عليها بكلمة الله والله منهم براء
فهذا أمر لا تحليل له ولا يخضع تحت أي بند من بنود الثقافات وبخاصة اذا كان ثمن الضحية بين الألف والعشرة آلاف ليرة سورية ,والسؤال المطروح لهذا الإرهابي وأخشى أن أتلفظ بكلمة إرهابي فتصدر بحقي فتوى تكفيرية أدفع ثمنها روحي مجاناًَ ولن أقول أيها العميل لأن ماتبين لنا أن (دود الخل منه وفيه ) وطبعاً مع دعم من جهات خارجية وما يحز في نفسي أن ما من جواب على سؤالي .. أيها الإرهابي أثق كل الثقة أنك لن تسمع صوتي ولكن أقول :بماذا تفكر وأنت تذبح إنساناً لا على التعيين بماذا تفكر وأنت تردد كلمة الله أكبر وتقتل تحت شعار لا إله إلا الله محمد رسول الله ورسولك الكريم نهى عن قطع شجرة أو قتل شاة أو إرهاب شيخ أو امرأة أو راهب في صومعته بماذا تفكر وأنت تدمر المساجد وتهتك الأعراض وتحرق وتسرق وتدمر باسم الدين وتحت لواء الله أكبر أيها الإرهابي إذا كانت لك مطالب فلا تستتر تحت كوفية وخمار كالجبناء وتختبئ في الجحور كالجرذان والفئران أجهر بصوتك لا يأخذك ترويع ولا ينفع الصوت إلا وهو مسموع فكفاك كذباً ودجلاً وافتراء على الدين فالشمس تكشف كل مستور والنعامة لا يمكن لها أن تدفن رأسها في التراب وكأنها متوارية عن الأنظار .
الم يفكر هذا الإرهابي وهو يطلق النار عشوائياً من دراجته أن يقتل أخاه أو أباه أو أمه أو قريبة ألم يفكر أن أحد أقاربه من المجندين قد يلاقي نفس مصير من يترصد لهم من قتل وتمثيل وتنكيل ..ألم يفكر وهو يقتل جندياً لا يعرفه ذبحاً أو حرقاً بأن هذا المجند هو إنسان بالدرجة الأولى يصلي يؤمن بأن الله محبة وسلام يأمر بالبر وينهي عن المنكر .أية ثقافة تحمل أيها الإرهابي وأنت تدمر منشآت وطنك التي بنيت لخدمة أبناء وطنك من مستوصفات ومشافي ومؤسسات خدمية استغرق بناؤها عشرات السنين لتدمرها بإثمك وحقدك في لحظات وتهتف بكل وقاحة بإسم الحرية التي لا تعرف عنها شيء إلا اسمها هذه ثقافة المجموعة الأولى من الإرهابيين أما المجموعة الثانية فهي المجموعة المتمردة التي ترفض حتى الإنصياع لأوامر أصحاب الفتاوى وأصحاب العقول المدبرة لهذه الفتنة كالقرضاوي والعرعور وسواهم ذلك بأن هذه المجموعة قد تمردت على أسيادها وعشقت رائحة الدم والموت وصار القتل عندهم هواية ولذة ومال للهو وهؤلاء ما نسميهم بالساديين فلا شريعة تردهم ولا شريعة الهية تردعهم همهم القتل والتدمير والخراب لأنهم جزء من أفلام دراكولا المستورد تغذيهم حبوب الهلوسة وحقن الكوكايين تعمدت القوى الخارجية بالتعاون مع مسؤولين وعملاء من القوى الداخلية التي تستهدف تمزيق سوريا إلى تجيشهم بالمال والمخدرات ليعثوا في بلادي فساداً دون أن يكون هناك هدف واضح لجرائمهم ومجازرهم .ومما نقدم نستنتج أن للإرهاب ثقافة ! فراغ في الرؤيا وفقدان تحديد مساره عبث في طرح الأهداف وأخيراً دمار وخراب ودماء وفناء .
أيها الإرهابي قف أمام مرآة تأمل جمالك وتباهى بأفعالك وأنت تتذكر بفخر ذلك الذي ذبحته في الصباح أو المساء وقطعت أوصاله ورملت زوجته والحقت اليتم بأولاده دون أن تعرفه ودون أن يكون بينك وبينه سابق عداوة سواء في الدين أو في الإنتماء
ولا نستطيع ختاماً أن نقول لذلك الإرهابي عد إلى رشدك فقد سبق السيف العدل وتلطخت يداك بدم الخطيئة فإذا ماغفرنا نحن كشعب فإن الأرامل واليتامى لن يغفروا وإذا سامحنا كأفراد فإن الله لا يغفر لمن يقتل ويهدر دم مؤمن أي كان دينه وانتماؤه وحسبيُّ الله ونعم الوكيل .
تحية لأستاذنا الكبير فادي قباني والله مقالة غاية بالأهمية شكرا لك استاذ فادي
تلك أجمل كلمات من اجمل استاذ