الضعف الجنسي يؤرق السعوديين

لم يدرِ محمد الذي يعاني من مشاكل في البروستات أن خطأ طبيا سيصيبه بالعجز الجنسي مدى الحياة.
ويقول محمد لصحيفة "الرياض" السعودية إنه خلال زيارة مرضية لطبيب خاص لعلاج مشاكل في منطقة البروستات، لجأ هذا الطبيب لوخزه بحقنه في "منطقة حساسة" بعد أن أقنعه بأهميتها في علاج البروستات، وبعد مغادرته العيادة شعر ببعض الأعراض السلبية المخيفة فاتصل بالطبيب المعالج الذي لم يعره أي اهتمام بل أجابه بقوله "أنت تعيش أفضل لحظات عمرك".  وحالة محمد لا تعتبر الأولى في السعودية التي تسجل مستويات مرتفعة للمصابين بالضعف الجنسي تفوق دول الجوار، أما الأسباب فبعضها نفسية مثل القلق والتوتر والخوف من الفشل، وبعضها عضوية مثل السكري وارتفاع ضغط الدم والكوليسترول.  وأكد طبيب سعودي مؤخرا أن نسبة الضعف الجنسي لدى الرجال في البلاد تتراوح بين 25 و 30 بالمائة، موضحا ان أعمار المرضى تكون عادة بين 35 و 70 عاما.  ونقلت صحيفة "اليوم" السعودية عن الدكتور نادر قلعجي (استشاري جراحة الكلية وتنظير المسالك البولية والتناسلية) قوله "المقصود بالضعف الجنسي لدى الرجال كان قديما يتمثل في ضعف الانتصاب فقط، لكن في وقتنا الحالي يقصد به عدة أمور، يأتي في مقدمتها ضعف الانتصاب، وضعف الشهوة (عدم الرغبة الجنسية)".  وأوضح قلعجي أن مرض السكر يأتي في مقدمة مسببات الضعف الجنسي لدى الرجل، إضافة إلى الضغط والكوليسترول، وأخيرا السمنة ونقص الهرمون والأكل، وطبيعة الحياة اليومية لدى الرجل.  ويؤكد مراقبون أن السعوديين هم من أكثر الشعوب استهلاكا لأدوية الضعف الجنسي، ويعتبرون ذلك أمرا طبيعيا نتيجة لارتفاع أعداد المصابين بهذا المرض في البلاد.  ويؤكد الدكتور عمر جاد (رئيس المجموعة الخليجية للصحة الجنسية) أن السعودية أصبحت سادس دولة في العالم استهلاكاً لأدوية الضعف الجنسي.  ويؤكد في تصريح نشرته صحيفة "الوطن" السعودية أن المملكة أصبحت منفذاً لبيع هذه الأدوية لدول أخرى، فضلا عن تكاثر العوامل المسببة له كزيادة نسب مرضى السكري وزيادة الوزن ونمط الحياة. وتؤكد دراسة نشرت العام الفائت خلال مؤتمر حول صحة الرجل عقدت بمدينة نيس الفرنسية أن السعوديين ينفقون قرابة 1.5 مليار دولار سنوياً على أدوية الضعف الجنسي.  وتشير الدراسة التي نشرت جزءا منها صحيفة "الرياض" إلى ان 62 بالمئة من الرجال السعوديين تعرضوا لمشاكل جنسية.  وتؤكد الدراسة التي أجريت في سبع دول عربية هي مصر والسعودية والإمارات ولبنان والجزائر والمغرب أن عدم الرضا عن الحياة الجنسية لا يقتصر على المتقدمين في السن من الرجال والنساء بل يشمل الشباب أيضا.  وتبين أن النساء تحت الثلاثين من عمرهن هن الأقل رضا عن حياتهن الجنسية مقابل الرجال بين الثلاثين والخمسين من العمر.  وتؤكد ان الامراض المزمنة مثل السكري وتغير النمط الغذائي وتفشي السمنة عند الشعوب العربية هي احد اهم المسببات الرئيسية لزيادة مشكلة الضعف الجنسي عند الرجال، مشيرة إلى ان الجانب النفسي يلعب دورا مماثلا، ولا يقل اهمية عند دراسة مثل هذه المشكلة عند فئة الشباب من الرجال في هذه المنطقة من العالم.