أرفع صوتي عالياُ .. أحرقت بيتي كي أشعل شمعة
من هنا تبدأ الحكاية اذاً … أهداف وغايات .. وسائل وأساليب ..
ونوايا مدركة .. ترتبط ببعضها البعض موصولة بإرادة الفعل والحركة وهنا لا بد من الإشارة الى بديهية أن النوايا الحسنة والخيرة ليست مبرراً مقبولاً لاستخدام كافة الأساليب والوسائل المشروعة وغيرالمشروعة حتى عند السعي لأهداف سامية لايختلف عليها اثنان .
هذا بالمطلق فما بالك بالقضايا التي تتعلق بالأوطان … كبيتنا الكبير سورية.. بيتنا الذي بنيناه حجراً حجراً .. بعرقنا ودمائنا بسواعدنا وعقولنا .. بيتنا الذي يستظل به الكبير والصغير
الغني والفقير …. لا بد لنا من الوقوف بل والعودة خطوة الى الوراء …لأنها سورية التي لا قبلها ولا بعدها .. عشقنا الأول والأخير … والتي لا قيمة لأي شيء من دونها .. فهي الوطن
من البداية للنهاية .. وهذه المعادلة لا تقبل النقاش أو الجدل أو البحث ومهما كانت المبررات والمسوغات ومن أي جهة أوطرف كان / وهو مايجمع عليه السوريون جميعاً على ما أعتقد /
هنا ؟؟ وعند نقطة الارتكاز الأساسية هذه أدعو نفسي مع السوريون كافة وبجميع مشاربهم وطوائفهم وأديانهم البحث عن الأجوبة الصحيحة لكل الأسئلة والتي بتنا بأمس الحاجة لها بعد أن طفت على السطح دفعة واحدة وبذات اللحظة .
-عن أي حراك سلمي وحرية وإصلاح ومكافحة للفساد نتحدث كشعار لفظيّ براق لحراك سلمي بينما الحراك الفعلي يتم على إيقاع الطوائف والعشائر والقبائل وحتى العائلات واعتماد الفتنة بينها نهجاً ووسيلة وغاية ؟
-عن أي حرية وقيم نبيلة وسامية نتحدث عندما نستخدم للوصول إليها الكذب والدجل الفكري والشعوذة الإعلامية وخيانة الأوطان ورشوة الضمائر والعقول واستغلال حاجات الناس ومعتقداتهم بشتى السبل ؟
-بل عن أي وطن نتحدث بينما نزرع الكره والبغضاء والحقد والشك والريبة بالآخرين ؟
والسؤال الأهم الذي يطرح نفسه بقوة كيف كان الحال لو لم تكن المسافة منعدمة بين فكر وإرادة رأس الدولة ونبض الشارع السوري الوطني ؟ لجهة السعي والعمل لبناء سورية بنور الحرية
والقضاء على الفساد وبكل ما يمكن من قوة التغيير وإرادة الشعب طبعاً من غير أن يؤدي ذلك لهدم المنزل على من فيه .
ودليل ذلك الشعارات التي أطلقها الرئيس الأسد ومنذ الأيام الأولى لتوليه سدة الحكم كخطط للعمل الحكومي في البلد .وهنا لابد من الاعتراف بأهمية ودور و وحضور الأسد الحكيم القائد والنبيل ..العاشق لبلده وشعبه معززاً بعقول وقلوب وثقة الملايين من السوريين .. على المستويات كافة .
ومن غير هذه المعادلة المحصنة بإرادة وعزيمة وبأس شديد يستتر خلف كل ذلك التواضع والنبل والعفوية وألق الحضور في محيّا الرئيس الأسد …. لما كان بالإمكان كتابة الحكاية الآن بهذه الحروف والألوان .
فالحرية كغيرها من القيم النبيلة .. يجب أن تفوح منها رائحة الوعي والحياة والعمل والخير والبناء والنور .. بروحية الحوار الدائم وبعقول وقلوب مفتوحة متقبلة للآخر بهدف الإغناء وليس الإلغاء.
وكما الخير يحتاج للأخيار .. كذلك الحرية تحتاج لأحرار حقيقيين يريدونها هم .. وكما يشاؤون هم وليس أي أحد آخر .. ولا يسلّمون مفاتيح العقول والبيوت والقلوب إلا لمعشوقتهم ذاتها ..
" والتي هي هنا سورية " .. وإلا فالحكاية أبعد ما تكون عن ذلك.
… حقاً … الطريق الى جهنم معبدة بالنوايا الحسنة .