عرس إسرائيلي بعراضة شامية .. بقلم : مجد قباني
عذراً ثم عذراً .. لقد أخطأت في العنوان ..إنه عرس إسرائيلي بمعارضة سورية ترقص على إيقاع العراضات الشامية .. وحتى لا يظن القارئ أنه يقرأ عنواناً لمسلسل تلفزيوني تركي مدبلج أو عنوان لمسرحية كوميدية من مسرح الا معقول
، فإنني أختصر الكلمات وأوضح المعاني تفاديا للوقوع في الخطأ والإنزلاق نحو الهاوية .فنحن أمام دراما حقيقية مسرحها الواقع لا الخيال ..وأبطالها دمى بشرية حقيقيون لا دمى الكترونية هم أشباه رجال وخيالات ظل تديرهم أجهزة إستخباراتية تجيد كل فنون القتل والإرهاب والتدمير ..والبداية تكمن في كلمة (عرس إسرائيلي ) فنحن قد اعتدنا من خلال ثقافتنا وعروبتنا أن نقول الكيان الصهيوني بدلاً من استخدام كلمة إسرائيلي ،ولكننا وفي ظل التطورات والظروف والأحداث التي تمر بها سوريا ولوجود المعارضة التي جعلت من إسرائيل قطر شقيق حيث صارت العلاقة بين المعارضة وإسرائيل أكثر من خوش بوش كما يقال بالمفهوم العاميّ ،فلا حرج إذا ما ذكرت كلمة إسرائيل دون تحفظ إذ لا فرق بين إسرائيلي وعربي معارض إلا بموت الضمير والنخوة وانتحار الشرف العربي ..
وبما أن المعارضة لا تجيد الرقص الشعبي لأنها بالأساس لا تعيش فوق تراب هذا الوطن لتتذكر أو تتعلم فلكلوره وحضارته الممتدة عبر آلاف السنين فقد سخرت راقصين محترفين مطيعين مخلصين لأوامر سادتهم ليقودوا عراضتهم في العرس الإسرائيلي لقاء أجر مادي أو منصب موهوم باعوا من أجله ضمائرهم وعروبتهم وكرامتهم وعودة إلى العرس الإسرائيلي فالمكان وبشديد من الخجل والأسف أرض سوريا الطاهرة .
والمناسبة الأشد حزناً وأسى لشعبنا عرس الانتصار المجاني الذي حققته إسرائيل على جيشنا وشعبنا وثقافتنا
الحلم الإسرائيلي : لقد كانت إسرائيل تحلم بعد انهزامها في حرب تشرين التحريرية 1973بقتل جندي سوري أو بالنيل من شبر واحد من أرضنا أو تدمير منشأة حيوية اقتصادية ،كانت تحلم بتحقيق أي انتصار يرد لها اعتبارها وبخاصة بعد انهزامها في حرب تموز 2006 .
لقد كان حلم إسرائيل أن تنال من سورية الأسد ومن صمود سوريا الأسد .واليوم تقام الأفراح والأعراس والليالي الملاح في إسرائيل فقد استطاعت اختراق الجسد السوري عبر وسائل الإعلام وعبر شرائها لعملاء الشيطان والعقول البشرية الضعيفة والغبية فحققت انتصاراً مجانياً دون حرب ودون ضحايا ودون دماء ،انتصاراً حققته على أشلاء شهدائنا وعلى دموع أطفالنا ودمار وخراب مؤسساتنا .
أربعون عاماً وإسرائيل تخشى مواجهة قواتنا المسلحة الباسلة أربعون عاماً وإسرائيل تعيش جيشاً وشعباً في رعب حقيقي من سوريا ومن جيش سوريا ومن شعب سوريا
لقد قدمت المعارضة لإسرائيل نصراً مجانياً على طبق من ذهب ويتساقط الشهداء الواحد تلو الآخر مجندون وضباط صف وضباط أمراء ومدنيون شرفاء ،يروون بدمائهم الزكية تراب هذا الوطن وللدخول في تفاصيل هذا العرس والعرض الذي قدمته فرقة المعارضة فإننا نبحث أولاً في الأدوات التي تستخدمها بالعادة فرقة العراضة الشامية .
فهي تحتاج أولاً إلى سيف وترس ،وألعاب نارية وإعلام وإعلان وما إلى ذلك ،وهذا كله متوفر والحمد لله في معارضتنا وعراضتنا بل بأدوات أكثر تطوراً وانسجاماً لهذا العرس ،فعراضتنا تستخدم بدلاً من السيف والترس السواطير والشنتيانات والسيوف الحقيقية لتمثل بجثث ضباطنا وشبابنا وشعبنا أبشع تمثيل كي يبدو المشهد حقيقياً وأكثر واقعية،ولكي تسيل دماء حقيقية لا حبراً أو مداد أو صبغة .ولتنفذ هذه الجرائم وللأسف بأيدي سورية وبأوامر إسرائيلية أمريكية تنفذها المعارضة بكل أمانة وإخلاص .ولكي تزين الألعاب النارية سماء الاحتفال في أعراس الفرح الإسرائيلي ،فإن رصاص وقذائف فرقة العراضة المزعومة أشعلت سماء الوطن وحولت ليله إلى نهار وجنته إلى جحيم ،ولم توفر رصاصة ولا قذيفة ولا أي نوع من السلاح إلا واستخدمته .
وتتابع المعارضة أدائها الرائع ببث برنامجها الإعلامي الدعائي فتصبغ الأحمر بالأصفر بالأخضر وتتمازج الألوان وتكثر شهود العيان وتختفي الحقيقة تحت شعار الدين المزيف والإصلاح المزعوم ،فترفع المنصوب وتنصب المجرور وتضيع الطاسة ،فمعارضتنا السورية تقتل باسم الإصلاح.. ومعارضتنا السورية تدمر وتحرق مؤسسات الدولة ومشافيها واقتصادها باسم الحرية ..ويكبر العرس شيئاً فشيئاً ليتحول إلى إرهاب منظم بدءاً من تعطيل الخط الحديدي الذي استهدف القطار القادم من حلب باتجاه دمشق وعلى متنه خمسمائة من الركاب أنقذتهم العناية الإلهية ،ومروراً بتفجير خط النفط في منطقة تلكلخ والذي تسبب في كارثة بيئية واقتصادية ،وانتهاء إلى مجزرة حماة وتقطيع جثث الشهداء ورميها في مياه العاصي تحت شعار الله أكبر .
أي هدية يمكن أن تعطى لإسرائيل أكبر من تلك الهدية جثامين ضباط وأفراد تلقى في نهر العاصي ليقدس بها هذا النهر ..جثث تحمل كالنعاج وعلى مرأى من المجتمع الدولي تلقى دون خجل لتطهر مياه العاصي بطهر شهدائنا ودماء شهدائنا ليصبح هذا النهر نهر معمودية وطهارة وإباء لكل الشعب السوري على مر الأجيال هذا هو العرس الإسرائيلي .
إسرائيل كل إسرائيل ترقص طرباً على أشلاء شهدائنا وكرامتنا أو على بقايا من كرامتنا ،فالشريف في بلدي صار عميلاً والعميل صار مواطن شرف بامتياز ..فسجل يا تاريخ إن بقي في جعبتك حبر أو مداد .
سجل صفحة سوداء يندى لها الجبين في تاريخ سورية
مبـــــروك لإسرائيل انتصارها .. مبـــروك للمعارضة الغبية التي شاركت في هذا العرس وفي صنعه ،لأن معارضتها ومظاهراتها السلمية وانتهاكاتها لكل الأعراف ستبقى وصمة عار أبدية في تاريخ سوريا.
ولأمهات سوريا الأحرار عامة وأمهات حماة الأبية خاصة أوجه ندائي من وحي الضمير ، أبناؤكم يرقصون على جثث شهدائنا من الجيش العربي السوري وانتم تنظرون .. أبناؤكم يقطعون الأوصال ويحرقون الحجر والبشر وأنتم تنظرون إن كان هذا ما يرضي ضمائركم فبئس ما حملت بطونكم وبئس ما تحملون.
العرس لم ينته ..والمؤامرة أكبر من أن يتصورها بشر .. أناشد أصحاب الضمير إن بقي في أجسادهم ضمير .. هذه سوريا ، أرض المسيح وأحمد ، رفقاً بها عل صحوة الضمير تجعلكم تتبصرون ماذا فعلتم وما أنتم بسوريا فاعلون ..
الاخ مجد احييك من قلب سوريا الابية.قليلون امثالك نبهوا الى مدى استفادة الصهاينة مما يحاك..ليس لي عتب على المواطن العربي السوري الشريف الذي لايحمل سوى مسؤولية حب الوطن.بل العتب وكل اللوم على بعض مسؤولي البلد وطريقة تعاملهم مع المؤامرة ومدى قدرتهم على استيعابها والاحاطة بها…..اسفي شديد لاينفع العتب فقد وقع الفأس بالرأس…لكن بإذنه تعالى سوريا قادرة على النهوض والارتقاء نحو الافضل
وسوى الروم خلف ظهرك روم فعلى اي جانبيك تميل
الله يختار الخير والله يلهمنا عالخير انا وكل سوري حر وكل واحد بقول لا اله الا الله محمد رسول الله
عذرا “نيوتن” : سوريا هي التي تجذبناعذرا “ديكارت” : أنا سوري إذاً أنا موجود…عذراً “دافنشي “: سورية أجمل من الموناليزا… … …عذراً” أديسون”:سوريا هي مصباح العالمعذرا “ايها الصباح”:سورياهي اشراقتيعذراً “أفلاطون”:سوريا هي المدينة الفاضلةعذراً “روما” : كل الطرق تؤدي إلى سورياعذراً “روميو” :سوريا هي حبيبتي وستبقى الى الابد
سأل أحد الناس هتلر: من أحقر الناس الذين قابلتهم بحياتك فأجاب أولئك الذين ساعدوني لاحتلال بلدانهم