وفيق الزعيم: الدراما الشامية تعبر عن حضارة وقيم بلاد الشام
قال الفنان وفيق الزعيم إن أعمال البيئة الشامية استطاعت أن ترسخ وجودها على خريطة الدراما السورية
في كل موسم لكونها تحوي طيفاً واسعاً من الخيارات الدرامية وتتوجه لطيف أكبر من الجمهور المحلي والعربي.
ولفت الزعيم في حديث لسانا إلى أن هذه الأعمال الشامية أتت كتعبير عن هذا التنوع رغم تعرض الدراما السورية في المواسم الماضية لغلبة نوع درامي على بقية الأنواع نتيجة اللعبة الإنتاجية غير المدروسة والتي تهدف للربح المادي فقط موضحاً أن التوازن والتنوع كانا متوافرين في هذا الموسم الرمضاني من ناحية الأشكال الدرامية المختلفة.
وعبر الزعيم عن استيائه من حالة المتاجرة بشكل العمل الدرامي الشامي من بعض شركات الإنتاج نتيجة إقبال الجمهور العربي على هذا النوع من الأعمال.
وأكد أن البيئة الشامية الحقيقية تحمل الكثير من العمق التاريخي والروحي والثقافي والحضاري للمنطقة العربية ككل وهي اختصار لبلاد الشام التي خرجت منها الديانات السماوية والحضارات العريقة للعالم اجمع ما يستدعي تقديمها بما يناسب هذه المكانة وعدم استسهال الموضوع واختزاله ببعض القشور التزيينية.
وأوضح الزعيم أن حال الدراما العربية عموماً يرتبط بشكل كبير بأحوال الوطن العربي السياسية والاقتصادية فهي تعبر عنه وعن المناخ السائد فيه مبيناً أن ما قدم في هذا الموسم الدرامي مقبول من ناحية الكم والسوية الفنية الى ناحية تلقي الجمهور لهذه الأعمال نظراً لما تشهده الساحة العربية من أحداث وأزمات.
وأوضح الزعيم أن صناعة الدراما تحتاج لثلاثة مقومات أساسية لتحقق النجاح المنتظر منها وهي ظروف الإنتاج الجيدة وشروط العرض الجيدة والتلقي الجيد من الجمهور وأي خلل في هذه المعادلة يحدث خسارة في هذه الصناعة ويؤدي لتراجعها.
وبين أن ما تحقق هذا الموسم يعتبر جيداً من ناحية ما قدم ويدعو للتنبه في الموسم القادم كيلا يحدث ارتكاسة للدراما السورية لكي تحافظ على القها.
وقال صاحب شخصية أبو حاتم في مسلسل باب الحارة إن تحكم رأس المال بتوجه الدراما ومواضيعها وشكلها ومحتواها يجب أن ينبه لضرورة عدم ترك الساحة لمجموعة من التجار لترسم مسار هذه الصناعة الوطنية المهمة ما يستدعي تفعيل دور الحكومة بشكل أكبر من خلال التدخل الايجابي في قوننة هذه الصناعة ووضع الضوابط لها الى جانب الزيادة في إنتاج الأعمال المميزة وفتح قنوات فضائية متعددة لتسويق هذه الأعمال الدرامية.
وأوضح أن ما لدينا من قنوات تلفزيونية لا يكفي لخلق حالة من المنافسة الفنية والتنوع كما انه يحد من تقديم منتج فني وفكري يرتقي لطموحات الجمهور السوري.
وبين الزعيم أن ما ينقص الساحة الفنية والاجتماعية في سورية ليس زيادة عدد القوانين الناظمة للفنون بقدر ما نحتاج لاحترام هذه القوانين وتطبيقها من الجميع ما يساعد على العمل والنجاح والتطور في مختلف مناحي الحياة وبما يتوافق مع ثقافتنا وخصوصيتنا الحضارية بعيداً عن الوصفات الجاهزة من الخارج والغرب الذي لا يهمه سوى مصالحه.
والمعروف عن الفنان الزعيم ثقافته الواسعة في مختلف الجوانب الفنية وتعدد مواهبه فهو صاحب كتابات في الإذاعة وفي التلفزيون وله مشاركات كثيرة في المسرح ويجيد الرسم ولديه معرفة في الموسيقا والديكور وتصميم الأزياء وتصفيف الشعر والمكياج وغيرها من تفاصيل العمل الفني حيث يعتبر أن على الممثل امتلاك جزئيات عمله الفني ليكون أقرب من الشخصيات التي يجسدها.
وأشار الفنان إلى أن بحثه المستمر في التاريخ والتراث والأدب الخاص بمدينة دمشق أوصله للاسم الأول لهذه المدينة وهو "جيرون" بمعنى الثابت والمستقر وهذا يفسر بقاء دمشق مدينة حية عبر العصور والتاريخ مشيراً إلى أنه اختار هذا الاسم لبطل مسلسله الزعيم حمدي جيرون.
وعن مسلسله الزعيم قال.. إن أهم مقولة أحببت أن أقدمها في هذا المسلسل هو التذكير بأهمية الرجوع الى احترام العادات والتقاليد والمقدسات والمرجعيات والحكماء وكل ما له قيمة في وجداننا في زمن صار فيه التعدي على هذه القيم والأعراف الأصيلة موضة وتقليداً أعمى وانجرار تحت مسميات براقة لا تقدم لنا أي خير أو تطور.
وأوضح صاحب شخصية داغر أن مشروعه الفني انطلق وسيستمر في المستقبل من خلال التنوع في الأشكال الفنية وليس في نمط واحد أو شكل فني محدد مبيناً أن لديه حالياً عملاً اجتماعياً مهماً يقوم بكتابته سيكون من بين الأعمال المعدة للموسم القادم.
وأكد أن الدراما السورية بحاجة لرعاية واهتمام أكبر في المستقبل من الجميع وخاصة من الجهة العامة لتصبح بالفعل صناعة وطنية قادرة على المنافسة والاستمرار بأخلاقيات مهنية صحيحة دون الحاجة لأموال الخارج وقنواته الفضائية وبالتالي نكون منعنا تحكم الآخرين بتوجه هذه الدراما الرائدة على المستوى العربي ككل.