الأب إليان وهبة: الشباب السوري أكثر إصرارا على مواجهة المخططات التي تحاك ضد سورية
أكد الأب اليان وهبة راعي كنيسة مار الياس في ريف دمشق أن الشباب السوري اليوم أكثر وعيا وإصرارا
على مواجهة المخططات التي تحاك ضد سورية مبينا ما تميز به هؤلاء الشباب من توازن ووعي وتربية دينية متزنة داعيا إلى بذل الجهود لتنمية هذا الوعي وتطويره وتعزيزه أكثر بثوابت الوحدة الوطنية وثوابت الحوار المشترك والاطلاع على فكر وثقافة الآخر.
وقال الأب وهبة في حديث لنشرة سانا الشبابية .. إن روح التحصيل العلمي والصداقة والمودة الاجتماعية ومحبة الوطن هي الغالبة لدى معظم الشباب السوري في جميع أنحاء الوطن لافتا إلى تمسكهم وحفاظهم على ثوابت اللحمة الوطنية التي تعيشها سورية وتشبثهم بالقيم والأخلاق النبيلة والطيبة التي تميزهم عن سائر شعوب الأرض.
أكد الأب وهبة أهمية الوحدة الوطنية التي ساهم جميع أبناء الشعب السوري بمختلف أطيافه وشرائحه في تعزيزها مشيرا إلى الجهود العظيمة التي بذلها أبناء سورية منذ الاستقلال وحتى الآن وما تشهده من انجازات وخطوات مهمة في مجال النمو الاقتصادي والعلمي والثقافي والاجتماعي والسياسي والتي قامت جميعها بجهود أبناء الوطن كافة.
وأوضح الأب وهبة أن وعي الشباب السوري جاء نتيجة لخبرات وقراءات الشباب لتاريخ سورية ولاسيما مع بداية القرن العشرين الذي تميز بالنمو والحراك السياسي ضد المستعمر الفرنسي تلتها فترة نشأة الأحزاب السياسية وتطور الأفكار خلالها ما أدى إلى نمو المعرفة عند الإنسان العربي عامة والإنسان السوري خاصة بالإضافة لوجود كيان صهيوني غاصب جعل جميع أبناء الشعب السوري بحالة جهد مضاعف لبناء سورية لتكون قادرة على مواجهة هذا العدو الغاصب.
وتابع الأب وهبة .. إن وطننا يقوى بعزيمة جميع أبنائه فهدفنا واحد وعدونا واحد هذا العدو الذي وعينا ووجدناه مغتصبا لأرض مهمة بالنسبة لكل أبناء الوطن هي أرض فلسطين المقدسة وأرض الجولان الغالي ووجدناه يتصف بصفات العنصرية والبغض والكراهية فهو لا يميز بين مسلم ومسيحي في كرهه وحقده الاستعماري مؤكدا ضرورة مواجهة مخططات هذا الكيان الغاصب الذي يهدد كيان وسلامة الانسان العربي المسلم والمسيحي.
وأضاف الأب وهبة.. أن الحرب على سورية ليست جديدة أنها قديمة لكن ما يميزها الان هو الجهود الخارجية المتضافرة بهدف النيل من صمودها المقاوم وصمودها المبني على وحدة كيانها ووحدة الانسان فيها بكل ما يحمله من تنوع واختلاف مؤكدا أن مهمة الجميع تكمن في الحفاظ على الهوية الإنسانية التي تتميز بها سورية.
وأوضح الأب وهبة أن الأزمة الحالية التي تمر بها البلاد ليست أزمة سورية فقط والمطلوب من سورية في الوقت الحاضر أن تكون قدوة اكثر من غيرها بسبب رسالتها المتقدمة بين كل الشعوب وبين كل الحضارات لتكون رسالتها حضارية وايمانية هذه الرسالة التي ولدنا لها ووجدنا من أجل أن نخدمها ونوصلها للبشرية.
وتابع الأب وهبة.. إنه يتوجب علينا اليوم تجاه الرسالة الإيمانية للمسلمين والمسيحيين تحصين الشباب السوري الذي يتعرض لمتغيرات كثيرة ومختلفة عن عاداتنا وتقاليدنا إضافة لتعرضه لقيم مستوردة من الغرب والتي تتميز بتفكك المجتمع الواحد بهدف خلق إنسان متحلل من كل القيم الإنسانية بحيث يصبح فقط إنسان مستهلك ومستثمر من قبل الإدارات الربحية الخاصة.
وأكد الأب وهبة مسؤولية جميع الجهات وخصوصا الهيئات الدينية بالدرجة الأولى في الوصول إلى شريحة الشباب والعمل على صق لمعارفه وهويته بطريقة إيمانية باعتبار الإيمان جزءا من المكون الإنساني مؤكدا أيضا على أهمية القدوة الصالحة لرجال الدين التي تساهم في تقريب الإنسان بطريقة سليمة وصحيحة من الله ومن أخيه الإنسان لنكون بذلك ساهمنا في بناء الإنسان السليم القادر على بناء الوطن وتطويره.
وأشار الأب وهبة إلى أهمية ودور الجمعيات والمؤسسات الأهلية في المشاركة ببناء المجتمع ومشاركة جميع أبنائه في ذلك داعيا إلى ضرورة إعطاء هذه الجمعيات دور أكبر لما لها من أهمية كبيرة في مشاركة الشباب من خلال العمل التطوعي في هذا المجال.
وأكد الأب وهبة ضرورة تغيير الأسلوب السائد في العمل والمتمثل في مركزية العمل موءكدا أن البديل لذلك يكون من خلال توزيع المهام وتنسيق الادوار واشراك المواطن بخطوات العمل وبالتالي يكون الانجاز قد شارك فيه الجميع اضافة لدعم الانسان الكفوء ووضعه بالمكان المناسب الذي يساهم من خلاله بخدمة أبناء المجتمع والإعلاء من شأن الوطن.
ودعا الأب وهبة الى ضرورة الاهتمام بوسائل الاعلام وإعطائها حيز أكبر مؤكدا ضرورة اتباع الشفافية والموضوعية لإيصال ما نعيشه من الفضائل والايجابيات والوحدة الوطنية ومحبة الوطن اضافة لاعترافنا باخطائنا وأخطاء الغير بكل شفافية ومسؤولية.
واوصى الأب وهبة الشباب السوري الذي وهبه الله ميزات كبيرة بكونهم أبناء سورية الحضارة ومهد الاديان أن يعرفوا كيف يبنوا ثقافتهم وشخصيتهم المميزة التي فيها احترام للذات واحترام للاخر ليتمكن من إيصال هذه الثقافة للاخرين وللعالم أجمع.
وختم الأب وهبة بالقول .. إن الدين سبب لتواصل الانسان مع أخيه الإنسان واحترام حقوقه وأن يكون معين له في ضعفه فبذلك يكون هذا الإنسان قد حقق أسمى غايات الدين إن الانسان الذي يحب وطنه ويحب أخيه الإنسان هو المؤمن الحقيقي ولابد من ترسيخ القيم الصحيحة بنفوس الشباب وبنفوس أبناء الشعب السوري كافة لما فيه خدمة الوطن.