موسكو: نرفض المواقف الغربية الأخيرة حيال سورية
أعلنت روسيا أمس أنها ترفض المواقف الأمريكية والأوروبية الأخيرة حيال سورية وستواصل التمسك بموقفها المبدئي والثابت إزاءها
وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفتيش إن روسيا ترفض أي تشجيع من الخارج للقوى المتطرفة التي تعمل على تصعيد التوتر في سورية.
وأوضح لوكاشيفتيش أن الموقف الروسي إزاء مايجري في سورية يتمثل بالدعوة إلى ضرورة اعطاء الوقت الكافي للرئيس بشار الأسد والقيادة في سورية لتنفيذ الاصلاحات الشاملة السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي أعلن عنها منوها بجملة الاجراءات والقوانين الاصلاحية التي تم اقرارها ومنها إلغاء حالة الطوارئ والعفو العام وقانون تنظيم التظاهر السلمي وقوانين الأحزاب والانتخابات إضافة إلى القوانين المقرر صدورها لاحقا.
وأكد الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية أن لسورية موقعا هاما في منطقة الشرق الأوسط وأن أي محاولة لزعزعة الاستقرار فيها ستنعكس سلبا على المنطقة برمتها وتسفر عن عواقب كارثية.
وأشار لوكاشيفتيش إلى وجوب انخراط المعارضة بالحوار مع السلطة في سورية وأن تنأى بنفسها عن المتطرفين وقال إن الأنباء الواردة عن وقوع ضحايا لابد إلا أن تثير قلق روسيا.
وكانت وزارة الخارجية الروسية أعلنت أمس أن موقف الرئيس الأمريكي باراك أوباما والممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون أمس الأول تجاه سورية غير مقبول.
وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الروسية إننا لا نؤيد مثل هذه المواقف والدعوات ونعتقد أنه من المهم الآن إتاحة الفرصة لتنفيذ عملية الإصلاح التي أعلنها الرئيس بشار الأسد وخاصة أنه تم اتخاذ الكثير من الإجراءات بهذا الخصوص منها إصدار القوانين المناسبة والعفو العام موضحاً أن روسيا تشجع سورية بكل الوسائل الممكنة لتنفيذ هذه الإجراءات.
وأكد المصدر الروسي المسؤول أنه يجب إعطاء الوقت للحكومة السورية لتنفيذ الإصلاحات مشيراً إلى أن الحوار العام في سورية وحده يشكل السبيل لإيجاد حلول فعلية لجميع القضايا التي تراكمت في الفترة الأخيرة مشيراً إلى أن السوريين مستعدون عملياً للتعاون مع الأسرة الدولية والأمم المتحدة لتسوية هذا الوضع.
وكان فيتالي تشوركين سفير روسيا في الأمم المتحدة أكد مؤخراً عقب اجتماع لمجلس الأمن أن النداءات الأمريكية لفرض عقوبات على سورية لا طائل منها وأنها غير مفيدة.
وقال تشوركين إن روسيا تدعو إلى ضبط النفس والإصلاحات والحوار منتقداً المعارضة السورية لرفضها الحوار.
برلماني روسي: المعلومات التي تبثها محطات فضائية عالمية عما يجري في سورية متناقضة وأحادية الجانب في الغالب
من جهة أخرى قال إسلام بك أصلاخانوف عضو لجنة العلاقات الدولية في مجلس الاتحاد الروسي.. إن المعلومات والأنباء التي توردها وسائل الإعلام ومحطات فضائية عالمية عما يجري في سورية متناقضة وأحادية الجانب ولا ترسم صورة واضحة للوضع.
وأعلن أصلاخانوف في تصريح عزم وفد من الساسة الروس وأعضاء مجلس الاتحاد القيام بزيارة لسورية في الايام القريبة بالتنسيق مع وزارة الخارجية الروسية للاطلاع على ما يجري فيها على أرض الواقع نظرا لأننا لا نستطيع الحكم على ما يجري في سورية سوى من وسائل الأعلام والفضائيات العالمية التي لا ترسم صورة متكاملة عما يجري في سورية وتبث معلومات متناقضة جدا وغالبا ما تكون أحادية الجانب.
وأوضح أصلاخانوف أن الوفد سيطلع الصحفيين بالتفصيل على نتائج زيارته لسورية.
ماتوزوف: روسيا لن تتراجع عن موقفها تجاه سورية
بدوره أكد فياتشسلاف ماتوزوف رئيس الجمعية الروسية للصداقة والتعاون مع البلدان العربية أن الموقف الروسي من الأحداث في سورية واضح تماما وروسيا لن تتراجع عنه وهي تعتبر السياسة الأوروبية والأمريكية تجاه سورية تدخلا واضحا في الشؤون الداخلية السورية وترفض هذا الأسلوب بكامله.
واعتبر ماتوزوف في حديث للتلفزيون السوري أن سياسة الولايات المتحدة لا تتجاوب مع ميثاق الأمم المتحدة والشرعية الدولية والقانون الدولي في حين تعتمد روسيا على هذه القوانين وعلى هذه الشرعية ومن هذا المنطلق فهي تقف مع الحق وليس مع السياسة الأحادية والهيمنة واحتلال الدول وفرض الإرادات الخارجية عليها.
وأشار ماتوزوف إلى أن سبب التدخل الأمريكي والغربي في سورية هو الأزمة الاقتصادية التي يعانون منها حيث يحاولون حل مشاكلهم الاقتصادية عبر إثارة المشاكل في إحدى المناطق في العالم لكنهم اصطدموا بالموقف المبدئي والصامد لسورية.
وقال ماتوزوف إن الرد على محاولات الهيمنة والتدخل الخارجي هو عبر الصمود الوطني للقوى الشعبية بكل أطيافها لافتا الى انه يجب أن نميز بين القوى المعارضة والقوى المخربة وعلى القوى المعارضة أن تتخلى عن هؤلاء المخربين الموجهين من الاستخبارات المركزية الأمريكية ونحن في روسيا نعرف جيدا أفعال تلك القوى المخربة منذ عام 1985 ومن يقف وراءها.
ولفت ماتوزوف إلى أن المحاولات الجديدة للولايات المتحدة الأمريكية لطرح الموضوع السوري في مجلس الامن بعد فشله سابقا تعتمد على بعض الدول العربية حتى يعطوا المبررات للدول التي تعارض السياسة الأمريكية.