وادي النضارة.. بوابة المنطقة الوسطى السياحية ومن أجمل مناطق الاصطياف السورية
في المنطقة الوسطى من سورية غربي مدينة حمص تقع منطقة وادي النضارة التي تتميز بسحر طبيعتها وجبالها الشامخة
ووديانها الخلابة التي تنحني لزوارها بخشوع.
ما ان تطأ قدم الزائر أول قرية في المنطقة حتى يأخذه سحر طبيعة القرى التي تتربع على قمم الجبال وفي الوديان كالحواش والمزينة ومرمريتا والمشتاية والناصرة وكفرا وعين الباردة وغيرها الى عوالم اخرى حتى ليحسب الزائر نفسه في حلم جميل يأبى أن يستفيق منه.
يجذب المناخ المعتدل لمنطقة الوادي والهواء العليل في الصيف السياح من داخل سورية وخارجها اضافة الى المغتربين من أهلها الذين يغتنمون روعة هذا المناخ ليحزموا غربتهم ويحضنوا بلدهم الجميل في أيام تنسيهم هموم البعد. وفي الشتاء الجو مختلف حيث البرودة والأمطار الغزيرة التي تشكل مخزونا كبيرا من المياه في السدود التي تتوزع في المنطقة كسد المزينة الذي أقيم على نهر راويل ليستفاد مما وهبه الله لهذه المنطقة من خير ليروي الأراضي الزراعية صيفا وهو يشكل منتزهاً رائعاً للزوار أقيمت على ضفافه المطاعم كما يقصده هواة صيد الأسماك.
وتتمتع منطقة الوادي بمقومات سياحية مهمة فإضافة إلى الطبيعة الساحرة التي تعتبر أهمها هناك الأماكن الأثرية والدينية والتي من أشهرها قلعة الحصن التي تعد من أشهر قلاع القرون الوسطى التي يقصدها الزوار من كافة أنحاء العالم إضافة إلى دير مار جيرجيوس الحميراء في المشتاية الذي يطل على القلعة وتحيط به الغابات الحراجية والذي يعتبر من الرموز السياحة الدينية المهمة في سورية.
يوجد في منطقة وادي النضارة العديد من الينابيع ومنها نبع الفوار الذي يعتبر ظاهرة تحير زائريه وقد اقيمت بجانبه المطاعم والمنتزهات وتجاوره الجبال الخضراء ويؤمه الزوار والسياح السوريون والعرب والأجانب للتمتع بجمال الطبيعة وانتظار فوران مياهه.
كما يوجد في منطقة الوادي العديد من الفنادق والمنتجعات السياحية والمطاعم المصممة على المستوى الرفيع منها فندق فرنسيس المقام على احدى القمم ومنتجع خيرات الذي أقيم على جبل السايح في الناصرة والذي ينظم في كل عام في شهر آب المهرجانات الغنائية الكبيرة التي تستقطب الناس من مختلف انحاء سورية ومن لبنان على القمة المقابلة للمنتجع يوجد كنيسة اثرية قديمة اعيد ترميمها موءخرا وتم وضع تمثال كبير للسيدة مريم العذراء بجوارها يشبه مثيله في حريصاً في لبنان كما يوجد مقام ديني لأحد الأولياء الصالحين ويصل بين القمتين طريق تم تأهيله مؤخراً يحده على اليمين واليسار واد سحيق تسهل الخدمات المتوفرة في منطقة وادي النضارة من طرقات ومياه وكهرباء وهاتف ومشافي ومطاعم لابناء المنطقة والسياح التنقل وتوفر لهم إقامة مرفهة.
وقد شهدت منطقة الوادي كما يقول المهندس زياد عثمان رئيس المجلس البلدي لقرية الحواش خلال السنوات الماضية تطوراً كبيراً من حيث اقبال السياح واستثمار المغتربين لاموالهم فيها.
وأشار السيد زياد إلى أن محافظة حمص وضعت دراسات ومخططات لمنطقة القلعة والوادي سعيا للحفاظ على التراث التاريخي فيها لكي تكون مركزا للاستجمام والسياحة الطبيعية والتاريخية والدينية ومنطقة زراعية تنمي قدراتها بطريقة علمية.
وعن المهرجانات التي تقام في كل عام في منطقة الوادي قال السيد زياد إن مهرجان القلعة والوادي الذي يقام على مدرج قلعة الحصن الذي يتسع لالفي شخص يعتبر من أهم المهرجانات في الوادي حيث يساهم بشكل كبير في الترويج السياحي وجذب السياح.
ومن جهته يقول جوزيف نصار احد المستثمرين ان المنطقة شهدت هذا الصيف إقبالاً كبيراً على صعيد السياحة الداخلية إضافة إلى المغتربين الذين اصروا رغم الظروف التي تمر بها سورية على زيارة بلدهم لدرجة بات فيها من الصعب حجز اماكن في الفنادق أو البيوت التي يتم تأجيرها لهذا الغرض.
وتضم منطقة الوادي عدداً من المنشآت التعليمية كجامعة الوادي الدولية الخاصة وجامعة الحواش للصيدلة إضافة إلى المدارس الرسمية والخاصة كما تحوي شركات ادوية كشركة البلسم ومشافي كمشفى الحصن البطريركي وفروع لبنوك حكومية وخاصة.
يلعب المغتربون دوراً مهماً في تطوير المنطقة من خلال تقديم الأموال اللازمة لبناء المراكز الصحية والمدارس والفنادق والمطاعم والمنشآت الصناعية والزراعية.
ومن جهة ثانية يرى بعض اهالي منطقة الوادي انه يجب تفعيل الطاقات الاغترابية بشكل اكبر في المنطقة والاستفادة من الخبرات والشهادات الجامعية والثروات المائية والنباتية والحيوانية وتوظيف الأماكن الأثرية.
ويتسم الأهالي في قرى منطقة الوادي بالطيبة وكرم الاستقبال وحسن الضيافة اضافة الى ارتفاع نسبة التعليم والتفوق والانفتاح كما تفتخر هذه المنطقة بوجود الأدباء والمفكرين والشعراء والزجالين الذين تغنوا بجمال طبيعتها أمثال الأديب ندرة اليازجي والشاعر عيسى أيوب.
وأخيراً تشتهر منطقة الوادي بزراعة الزيتون وانتاج الزيوت ذات النوعية الممتازة إضافة إلى كروم العنب والتين والتفاح والرمان صيفا والحمضيات في فصل الشتاء.
مي عثمان