كتاب (الأدب المقارن: المنهج والمنظور) نظريات متعددة وأبحاث تفصيلية في قضية شغلت النقاد عبر العالم
يضم كتاب (الأدب المقارن: المنهج والمنظور) الصادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب اثني عشر بحثاً تتناول
مختلف قضايا الدراسة الأدبية ومشكلاتها من زوايا مقارنة وتمثل الدراسة حقلاً من التقصي للنظرية والتطبيق للادب المقارن في امريكا.
ويمكن لهذه الدراسة التي حررها نيوتن ب.ستالكنخت هورست فرنز وترجمها وقدم لها الدكتور فؤاد عبد المطلب تقديم مساعدة كبيرة لدارس الأدب المقارن مهما كانت اهتماماته في إيجاد طريق منهجي له في هذا المجال الواسع للدراسة وما زال هذا الكتاب يعد من الكتب التقليدية التي يتم تناولها في أقسام الأدب المقارن في الجامعات الأمريكية.
ومن وجهة نظر المترجم فإن الأدب المقارن لا يزال إلى حد ما من العلوم الجديدة التي يحاول ممارسوها محاولات حثيثة للتركيز على أهدافه وتعريفه وتحديد مداه ولا غنى لاي طالب يدرس هذا المجال عن مثل هذه الدراسات.
وفي البحث الأول يتم تعريف الأدب المقارن ووظيفته وفق أبحاث هنري ريماك حيث يجمع الباحث فهرساً نموذجياً من الأعمال الأساسية في الأدب المقارن فيحتوي البحث أهم المطبوعات الصادرة بالإنكليزية والفرنسية والألمانية في حقل الأدب المقارن مع تعليقات قصيرة مفيدة تعرف تلك الأعمال. ويتركز البحث الثاني حول ما قدمه إدوارد د.سيبر في مجال تعريف المصطلحات حيث يتطرق البحث إلى دراسة بعض مشكلات المصطح التي يصادفها دارسو الأدب المقارن فمعاني المصطلحات تتبدل من فترة إلى أخرى ومن منطقة إلى أخرى حيث ينصح الباحث من يدرس في هذا المجال برؤية المصطلحات وفق الخلفيات التاريخية لها.
وفي البحث الثالث يتم النقاش حول التداين الأدبي والدراسات الأدبية المقارنة وفق دراسة لجوزيف ت.شو أستاذ اللغات السلافية في جامعة ويسكنسن والذي يركز في بحثه على قضية شغلت حيزاً كبيراً من اهتمام باحثي الادب وهي قضية تأثير مؤلف في مؤلف آخر أو ما يسمى التداين أو التأثير الأدبي.
ويتناول البحث الرابع فن الترجمة وفق روءية هورست فرنز حيث يناقش القضايا والمشكلات التي تتعلق بالترجمة الأدبية بمعظم أشكالها طارحاً آراءه التي توءكد النظر إلى الترجمة الأدبية بوصفها فناً قائماً في ذاته ويمكن التحدث عن هذا الفن أيضاً بأنه عامل فاصل بين الترجمة والنص الأصل.
ويدخل البحث الخامس في نطاق أكثر اختصاصية وهو الأدب وعلم النفس لليون إيدل ويستمر البحث السادس والسابع في دراسة علاقة الأدب بمجالات أخرى كالأدب والأفكار لنيوتن ب.ستالكنخت والأدب والفنون لماري غيثر.
وفي البحث الثامن يشرح ستيث تومبسون فكرة الأدب لغير المتعلمين حيث ينظر إلى الأدب من منظور من يعرف القراءة والكتابة فقط وهؤلاء ليسوا أميين وإنما يتداولون القصص القديمة والأغاني والخرافات والأشعار.
ويتناول نورمان ت.برات نموذجين من المأساة الكلاسيكية حيث يرسم في هذا البحث الحدود بين المسرحية الكلاسيكية الإغريقية والمسرحية الرومانية أو الرواقية التي كتبها سينيكا..
ويخوض أولريش فايسشتاين في دراسة الأنواع الأدبية حيث يقدم مناقشات تتجاوز حدود الشكل ويشير إلى الملحمة والرواية والمأساة والشعر الغنائي وغيرها حيث يدرس ويصنف الأنواع الأدبية ويعرفها من خلال المصطلحات الألمانية.
وفي البحث الحادي عشر يتناول هنري ريماك الرومانتيكية الأوروبية الغربية هذا المصطلح الذي خضع لتفسيرات متباينة وخلافات كثيرة حيث يدعونا الباحث هنا إلى تلافي الكثير من الفوضى وسوء الفهم والتركيز على مضمون المصطلح.
ويختتم الكتاب في بحث لآرثر إي.كونست بعنوان آداب آسيا ويتضمن البحث تفسيرات أوروبية لأعمال كتاب آسيويين مستعرضاً عدداً من الأسئلة التي تواجه الباحث المقارن عندما يدرس الأدب الآسيوي من وجهة نظره الخاصة.