شوسودوفسكي وكبشي: ما يجري في سورية تمرد مسلح مدعوم سراً من قوى أجنبية
قال الكاتب ميشيل شوسودوفسكي مدير مركز أبحاث العولمة غلوبال ريسيرتس إن ما يتكشف من مسار الأحداث
في سورية هو وجود تمرد مسلح مدعوم سراً من قبل قوى أجنبية بما فيها الولايات المتحدة.
أضاف شوسودوفسكي في مقال نشر على موقع المركز أمس الأول .. أن المسلحين الذين ينتمون لمنظمات اسلامية متطرفة تسللوا عبر الحدود إلى الأراضي السورية مشيراً إلى أن وزارة الخارجية الأمريكية نفسها أقرت أنها تدعم ما تدعوه بالتمرد.
وأوضح شوسودوفسكي أن الولايات المتحدة تقوم بتوسيع اتصالاتها مع المعارضين السوريين الذين يعولون على تغيير النظام في البلاد مشيراً إلى أن فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية قالت مؤخراً إن بلادها بدأت بتوسيع الاتصالات مع السوريين وأولئك الذين يدعون للتغيير سواء في داخل البلاد أو خارجها.
وكشف الكاتب أن زعزعة استقرار لبنان وسورية كدول ذات سيادة كانت على جدول أعمال التحالف العسكري بين الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي وإسرائيل لنحو عشر سنوات على الأقل لافتاً إلى كلام ويسلي كلارك الامين العام الاسبق لحلف شمال الاطلسي الذي قال فيه.. إن الإجراءات ضد سورية تعد جزءاً من خارطة الطريق العسكرية وأن البنتاغون حدد بوضوح العراق وليبيا وسورية ولبنان كبلدان مستهدفة من أجل تدخل الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي فيها.
وأضاف شوسودوفسكي أن كلارك نقل في كتاب وينينغ موديرن وورز في الصفحة 130 عن أحد كبار ضباط أركان الجيش الأمريكي في تشرين الثاني لعام 2001 قوله .. لا نزال على مسارنا في الحرب ضد العراق ولكن هناك المزيد وهذا ما يجري مناقشته كجزء من خطة حملة مدتها خمس سنوات مشيراً إلى أن هناك ما مجموعه سبعة بلدان بدءا بالعراق ثم سورية ولبنان وليبيا وإيران والصومال والسودان .. وأن الهدف هو زعزعة الاستقرار في الدولة السورية وتنفيذ تغيير النظام من خلال الدعم السري للتمرد المسلح بالتعاون مع الميليشيات الاسلامية.
أما بالنسبة للتضليل الذي تقوم به وسائل الإعلام العربية والغربية فأوضح شوسودوفسكي أن ما تردده وسائل الإعلام بغزارة في تقاريرها هي مزاعم بشأن تورط قوات الجيش والشرطة في سورية في القتل العشوائي للمتظاهرين المدنيين .. ولكن منذ بداية حركة الاحتجاج كان هناك تبادل لإطلاق النار بين المتمردين المسلحين والشرطة مع الابلاغ عن اصابات من كلا الجانبين.
وأشار الكاتب إلى أنه مع بداية حركة الاحتجاج في درعا في 18 آذار الماضي ظهرت جميع المظاهر المنظمة بما فيها الدعم السري لإرهابيين اسلاميين من قبل الموساد أو الاستخبارات الغربية فيما أشارت مصادر حكومية إلى دور الجماعات السلفية المتطرفة المدعومة من قبل إسرائيل وأشارت تقارير أخرى إلى دور دول عربية في تمويل حركة الاحتجاج.
وقال شوسودوفسكي ..إن ما تكشفت عنه الأحداث في درعا في الأسابيع التي تلت الاشتباكات العنيفة الأولية في 17-18 آذار الماضي هو المواجهة بين الشرطة والقوات المسلحة من جهة ووحدات مسلحة من الإرهابيين والقناصة من جهة أخرى التي تسللت بدورها الى حركة الاحتجاج.
وأضاف الكاتب أن ما هو واضح من هذه التقارير الأولية أن العديد من المتظاهرين لم يكونوا متظاهرين بل كانوا إرهابيين متورطين في أعمال قتل وحرق متعمدة.
وقال شوسودوفسكي إن مركز التمرد تحول فيما بعد إلى بلدة جسر الشغور الحدودية الصغيرة التي تبعد عشرة كيلو مترات من الحدود التركية مشيرا إلى أن أعضاء في جماعة الإخوان المسلمين اعترفوا بانهم حصلوا على السلاح في شمال غرب سورية.
واعتبر الكاتب ان ما حدث في جسر الشغور لم يكن حركة احتجاج مدنية فقد أدى القتال بين المسلحين والقوات الحكومية إلى أزمة لاجئين والتي شكلت مركز اهتمام وسائل الإعلام.. وفي المقابل كانت هناك مسيرات حاشدة في دمشق عاصمة البلاد دعما للرئيس الأسد وليس معارضة للحكومة ما يثبت أن الرئيس الأسد هو شخصية شعبية يحظى بتأييد واسع النطاق من قبل السوريين.
وأوضح الكاتب أن وسائل الإعلام تفادت عمداً في تقاريرها ذكر التجمعات الحاشدة لعشرات الآلاف من أنصار الرئيس الأسد في دمشق يوم 29 آذار الماضي وفي تطور غير عادي استغلت وسائل الإعلام الغربية الصور ولقطات الفيديو لتجمعات موالية للحكومة لاقناع الرأي العام الدولي بان الرئيس الأسد يواجه مسيرات مناهضة للحكومة.
وقال شوسودوفسكي إن الهدف من التحالف العسكري بين الولايات المتحدة و حلف شمال الأطلسي وإسرائيل ضد سورية ليس من أجل تعزيز الديمقراطية كما يزعمون بل على العكس تماما فنوايا واشنطن في نهاية المطاف هي إقامة نظام سياسي تابع لها.
ولفت الكاتب الى أن الهدف من التضليل الذي تقوم به وسائل الإعلام هو تشويه صورة الرئيس الأسد وعلى نطاق أوسع زعزعة الاستقرار في سورية باعتبارها دولة علمانية من خلال الدعم السري لمنظمات اسلامية سلفية متطرفة.
وقال شوسودوفسكي إن أعمال الشغب في سورية معقدة ولا يمكن اعتبارها سعيا مباشرا من أجل الحرية والديمقراطية وقد كانت هناك محاولة من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لاستخدام اعمال الشغب للضغط على القيادة السورية ومحاولة تخويفها كما لعبت إسرائيل ودول اخرى دورا في دعم التمرد المسلح.
وأوضح الكاتب أنه تم دعم العنف في سورية من الخارج بهدف الاستفادة من التوترات الداخلية..مشيراً إلى استخدام أكاذيب وسائل الإعلام وبث لقطات وهمية.. كما تم تسريب الأموال والأسلحة لعناصر من المعارضة السورية من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي… وتم تقديم الأموال لشخصيات مشؤومة ولا تحظى بشعبية من المعارضة السورية ومقرها في الخارج في حين تم تهريب أسلحة عبر الحدود الى سورية.
وفيما وصفه شوسودوفسكي بخطورة مفترق الطرق.. وتوسيع حرب الشرق الأوسط قال .. ان اسرائيل وحلف شمال الأطلسي وقعا اتفاق تعاون عسكري طويل المدى في عام 2005 وإذا كان هناك عملية عسكرية مزمع إطلاقها ضد سورية فإن إسرائيل على الأرجح ستشارك فيها إلى جانب قوات حلف شمال الأطلسي في إطار الاتفاق الثنائي بين الناتو وإسرائيل.
واعتبر الكاتب أن من شأن شن هجوم عسكري ضد سورية بحجة أسباب إنسانية وهمية سيؤدي إلى تصعيد الحرب التي تقودها الولايات المتحدة وحلف شمال الاطلسي على مساحة واسعة تمتد من شمال أفريقيا والشرق الأوسط إلى آسيا الوسطى ومن شرق المتوسط الى حدود الصين الغربية مع افغانستان وباكستان.. كما أنها ستساهم أيضا في عملية زعزعة الاستقرار السياسي في لبنان والأردن وفلسطين وأنها ستكون أيضاً ساحة الصراع مع إيران.
كبشي: مجموعات مسلحة تخريبية على علاقة مع جهات خارجية تسعى لزرع الفوضى في سورية
بدوره أكد الدكتور رايموندو كبشي الخبير في الشؤون السياسية الدولية وجود مجموعات مسلحة تخريبية ذات علاقة مع جهات خارجية تسعى إلى زرع الفوضى والبلبلة في سورية.
وقال كبشي في حديث لتلفزيون تيليسور نشرته صحيفة كورييو ديل اورينوكو الفنزويلية في كراكاس أمس الأول أنه لاوجود لمعارضة منظمة في الشوارع السورية بل عصابات مسلحة وذلك على عكس ما تدعيه وكالات الأنباء الدولية، مشيرا إلى أن سورية تتعرض لحرب إعلامية ودبلوماسية تقوم بها الدول الكبرى التي تلجأ إلى نشر الأخبار الكاذبة وممارسة الضغوط كونها عاجزة عن التغلب على شعبية الرئيس بشار الأسد الكبيرة التي يحظى بها في الشارع السوري.
كما أكد كبشي أن سورية تواجه مؤامرة دولية وذلك في الوقت الذي تقوم فيه الحكومة السورية بتلبية مطالب الشعب السوري من الإصلاحات الديمقراطية موضحا أن الرئيس الأسد يقوم بتطبيق إصلاحات ديمقراطية حكيمة وأن غالبية الشعب السوري وافق عليها.
وأشار كبشي إلى أن مخطط الامبريالية لايشمل دولة واحدة فحسب بل المنطقة بأكملها من أجل الحفاظ على مصالحها الاقتصادية مضيفا إن دول الغرب تريد من سورية أن تتخلى عن مواقفها المتمثلة بالدفاع عن القضايا العربية.
ولفت الخبير كبشي إلى أن غالبية الدول العربية ودول أمريكا اللاتينية إضافة إلى روسيا والصين والهند وأفريقيا تعارض السياسة التي تتبعها الدول الغربية ضد سورية.