سورية الثانية عالمياً بإنتاج القطن من حيث وحدة المساحة والثالثة آسيوياً في إنتاج القطن العضوي
يصنف القطن السوري بأنه من أجود أنواع الأقطان في العالم نظراً لإنتاجيته العالية ونوعية أليافه المميزة ومردوده
العالي في الهكتار الواحد وتعتبر سورية من أوائل الدول في إنتاجه حيث يزرع بكميات كبيرة في شمال وشمال شرق سورية في منطقة الجزيرة.
ويرتبط القطن بقطاعات حيوية تؤمن فرص عمل حقيقية دائمة موسمية لآلاف المواطنين بدءا من عمليات الزراعة إلى القطاف والنقل والتسويق وصولا إلى المحالج والمغازل ومعامل الألبسة الجاهزة ومحال بيع الجملة ومنافذ البيع بالمفرق وتسهم جميعها بشكل فعلي في توفير فرص العمل وتحقيق الاستقرار الاقتصادي للعاملين في هذه القطاعات.
وتعد سورية الدولة الثانية عالمياً في إنتاج القطن من حيث وحدة المساحة والثالثة اسيوياً بإنتاج القطن العضوي الذي يزرع بطريقة لا تستخدم فيها الأسمدة والمبيدات الحشرية كيميائية المنشأ ودخلت مصاف الدول المتقدمة في إنتاج القطن الملون.
وبين المهندس عبد المعين قضماني مدير الإنتاج النباتي في وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي لوكالة سانا أن الحكومة تولي محصول القطن أهمية بالغة انطلاقا من إدراكها لحيوية هذا القطاع حيث قدمت جميع التسهيلات وأحدثت مؤسسات متخصصة للإشراف عليه منها المؤسسة العامة لحلج وتسويق الاقطان ومكتب القطن ومركز بحوث القطن في حلب وأنشأت المحالج التي تستلم القطن من المزارعين وتحوله إلى مادة أولية قابلة للاستخدام الصناعي.
وأشار قضماني إلى أن مركز بحوث القطن يشكل إحدى المؤسسات العلمية والفنية التي كان لها دور كبير في رعاية هذا القطاع الذي يقوم على التكامل بين الزراعة والصناعة حيث يقوم بتحديد مواصفات الأقطان وفرزها إلى رتب ونوعيات تناسب رغبات الصناعيين كما يقوم بدمج أكثر من رتبة من القطن لتلبية رغبات السوق الصناعي معتمدا على خبرات علمية مؤهلة.
وقال إن الوزارة حرصت خلال إعداد الخطة الإنتاجية للموسم الزراعي 2011-2012 على زيادة المساحة المزروعة بالقطن إذ وصل إجمالي المساحة المخططة لزراعة القطن المروي 192430 هكتارا مقابل 183657 هكتارا الموسم الماضي نفذ منها 165462 بنسبة تنفيذ 90 بالمئة فيما خطط لإنتاج 770 ألف طن في الموسم القادم مقابل 714 ألف طن الموسم الماضي.
وقال إن أهمية القطن السوري لا تقتصر على الكمية بل في تفوقه الواضح في نوعية شعر القطن لافتا إلى أنه في عام 2008 وصلت إنتاجية الهكتار الواحد إلى حدود 3953 كيلوغراماً من القطن المحبوب و1383 كيلوغراماً من قطن الشعر بالهكتار في حين كان المردود العالمي 787 كيلوغراماً من قطن الشعر بالهكتار.
وأضاف قضماني.. إن سورية سجلت خطوات متقدمة في مجال المكافحة الحيوية بخبراتها الوطنية التي اعترف بها عالمياً عبر الاعتماد على أسلوب المكافحة الحيوية الآمنة دون استخدام أي مبيدات كيميائية سامة وبكلفة محدودة وتم الحصول على منتج نظيف ما جعل سورية في مصاف الدول المتقدمة عالميا في مجال إنتاج القطن العضوي والملون إضافة إلى أن سورية من الدول القلائل والمتميزة علميا وفنيا في ميدان الإنتاج المحلي إذ تمكنت من خلال خبراتها الوطنية وبكلفة إنتاج قليلة من إنتاج بذار القطن بكلفة تقدر بحوالي 3 ملايين دولار ما وفر الكثير على الدولة والمزارعين.
من جهته أوضح الدكتور نايف السلتي مدير مكتب القطن في حلب أن المكتب يقسم القطن إلى خمس رتب حسب الشوائب واللون والطول كما يمكن المزج بين مجموعة من المواد الخام بمواصفات تلبي حاجة سوق الغزل السوري مؤكدا أنه رغم سماح القوانين السورية باستيراد القطن الخام إلا أن الصناعي السوري لا يستورد إلا القطن طويل التيلة الذي لا يزرع في سورية موضحا أن مركز بحوث القطن يوفر بذار القطن بجميع الأنواع ويجري التجارب لتحسينه وتهجينه بما يناسب البيئة السورية ويستنبط أنواعا جديدة تجري تجربتها والتأكد من جدواها وملاءمتها للظروف المناخية قبل تعميمها على المزارعين.
وقال مدير مكتب القطن إن المركز يجري التجارب والاختبارات على عمليات المكافحة ولديه حاضنات لتربية الأعداء الحيوية لمواجهة الحشرات التي تصيب المحصول موزعة في مخابر الحسكة ودير الزور وحلب إضافة إلى أن مركز البحوث يقدم خبراته في مجال المكافحة الحيوية والمتكاملة للعديد من الدول العربية والأجنبية ويتمتع بسمعة عالمية مرموقة حيث صنف ضمن المراكز الستة الأولى على مستوى العالم وبات يشترك في تقييم المشاريع العلمية في هذا المجال ويحتل المركز الثاني عالميا من حيث المردود والثالث على مستوى آسيا بالنسبة لإنتاج القطن العضوي الخالي من المبيدات والأسمدة الكيماوية.
ولفت السلتي إلى أن زراعة القطن رغم الاهتمام لا تخلو من بعض العقبات أهمها ظروف الجفاف التي تتكرر على سورية والآفات الحشرية التي تصيب المحصول كما أن قيام بعض المزارعين بزراعة مساحات من القطن خارج الأوقات التي تحددها وزارة الزراعة زاد من نسب الإصابة بدودة اللوز هذا العام التي تفتك بالأقطان حيث تبدأ بالظهور عندما تنخفض الحرارة.
وأوضح أن مركز بحوث الأقطان قدم خبراته لمعالجة تلك الأنواع من الديدان لافتا إلى أن لدى المركز مخزونا استراتيجيا من البذار لتوزيعه على المزارعين الذين عليهم التقيد بمواعيد الزراعة والأخذ بعين الاعتبار توفر الموارد المائية اللازمة والالتزام بالخطة الزراعية التي تقرها وزارة الزراعة.
وأوضح محمد مسلاتي مدير التسويق في المؤسسة العامة لحلج وتسويق الأقطان أن الجفاف وضعف الموارد المائية أثرا سلبا على إنتاج القطن موضحا أن المؤسسة تحاول تأمين حلول للقطاعين العام والخاص دون الوقوع بازمات فالظروف البيئية خلال شهري تموز وآب العام الماضي إضافة إلى الحشرات التي أصابت المحصول أثرت على الإنتاج.
وبدأت سورية بتصدير القطن العضوي على شكل مادة أولية من خيوط وغزول عام 2008 وبشهادة إنتاج محلية للخيوط القطنية تم الحصول عليها من مخبر كنترول يونيون في هولندا أوائل عام 2010 وتم تصدير القطن المصنع من ألبسة قطنية خارجية تحمل شعار القطن العضوي إلى 18 دولة في العالم معظمها في أوروبا إضافة إلى الصين والمكسيك وهناك صناعات نسيجية قطنية متطورة في سورية وخاصة في مدينة حلب لها تاريخها ومعروفة بجودتها والمنسوجات السورية اليدوية لها شهرتها عالمياً إذ يحرص معظم السياح العرب والأجانب الذين يزورون سورية على اقتنائها مثل المناشف والشراشف والبشاكير والبرانص وأوجه الطاولات ومفارش الأسرة إضافة إلى بعض القطع التزيينية التي تستخدم في أعمال الديكورات باشكال ومواصفات معينة.