إذا كان صاحب كلمة
بمراجعة بسيطة لما يجري على الأرض في سورية بفعل الأزمة التي تعاني منها، وما يبثه الإعلام الخارجي المنخرط
في هذه الأزمة، يمكن الاستنتاج بسهولة أن هذا الإعلام يفتعل 90% على الأقل من الأزمة السورية.
نعم 90% من الأزمة السورية من صنع إعلام تديره دول غربية معادية أصلاً لسورية، أو دول عربية تابعة للغرب، وترى أن المواجهة الإعلامية مع الكبار يمكن أن تكبرها هي، علماً أن هذه الدول العربية لا رصيد لها سوى الأموال التي تضعها في الخزائن الأميركية.
وبشيء من التفصيل، فالغرب وهو تابع كلياً لأميركا، وجد في الأزمة السورية ضالته، ورأى فيها الفرصة التي لا تعوّض من أجل القضاء على مقدرات دولة لها تاريخها في مواجهة العدوانية الإسرائيلية، وعلى نظام حكم اعتمد خيار المقاومة الوطنية، ودعم المقاومين العرب، ومكّنهم من تحقيق انتصارات واضحة في التصدي للاحتلالات والاعتداءات.
ولأن هذا الغرب يريد ما تريده إسرائيل بالضبط، فمن غير المستهجن أن يسارع إلى دعم أعمال القتل والتخريب في سورية، وإلى التجييش الإعلامي غير المسبوق ضدها، والعنوان دعم التظاهر السلمي، والتماهي مع الشارع السوري.
الغرب يدعي الحرص على حرية السوريين وهو الذي ما ترك وسيلة إلا اعتمدها في سبيل تجويعهم، والتقليل من شأنهم، وسحب كل أسباب التقنية والتطور من أيديهم، ومنعهم من امتلاك أسباب القوة في مواجهة عدوهم الإسرائيلي.
هذه السياسة الغربية ضد سورية معروفة وواضحة، ولكن غير المفهوم أن يتطوع من يقولون إنهم عرب لخوض حرب اقتصادية وسياسية وإعلامية على سورية، على الرغم من إدراكهم أن إسرائيل هي المستفيد الوحيد من هذه الحرب.
هناك من يقول والعهدة على الراوي- أن زعيماً عربياً مسك شاربه من الجانبين وهاج وماج وهو يتوعد النظام السوري، وراهن على أنه سَيُعيّد عيد الفطر القادم- في دمشق بعد أن يُسقط النظام السوري.
وهناك ما يشير إلى أن مثل هذا الكلام قيل فعلاً، والأهمية هنا تكمن في أن القائل سيضطر إلى حلق شاربه بكل تأكيد في عيد رمضان، هذا إذا كان صاحب كلمة، وعهدنا به أن لا كلمة له حتى في بيته.
في كل الأحوال، وبحسبة بسيطة، يمكن الاستنتاج أن هذه الأزمة قوّت سورية ونظامها ولم تضعفهما، ودفعت السوريين إلى مراجعة متأنية لما يجري حولهم ويحاك ضدهم من مؤامرات، وكشفت من كانوا يظنون أنه شقيقهم فعلاً أو صديقهم فتبين أنه ذئب في ثوب حمل.