التصعيد الإسرائيلي
بعد فشل محاولاتها في الضغط والترهيب والترغيب واللجوء إلى الدبلوماسية لدى بعض القوى والدول في ثني الفلسطينيين
والعرب على التوجه.
إلى الأمم المتحدة للاعتراف بالدولة الفلسطينية على خطوط العام 67 وعاصمتها القدس الشريف، صعدت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانيتها الوحشية على قطاع غزة، فأشاعت القتل والتدمير عبر شن غارات جوية وقصف مدفعي على مناطق مختلفة من القطاع، ما أسفر عن استشهاد وإصابة عشرات الفلسطينيين من المقاومين والمدنيين، بينهم أطفال ونساء.
ليس العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، ولاسيما على مواطني غزة جديداً، ولا هو خارج سياق سياسات الاحتلال على مدى عقود من الزمن، غير أن التصعيد الأخير لا يخلو من وجود أهداف له تهدف سلطات الاحتلال من ورائها إلى خلط الأوراق من جديد ومحاولة التشويش على قرار الفلسطينيين والعرب التوجه إلى الأمم المتحدة لنيل الاعتراف بالدولة الفلسطينية والتي يبدو أن الاعتراف بها بات تحصيل حاصل من قبل أعضاء كثيرين في المنطقة الدولية.
فالتهدئة التي كانت سارية بين المقاومة الفلسطينية في غزة والاحتلال، خرقتها قوات الاحتلال، حيث لم تعد تجد فيها ما يحقق مصالحها في هذه الآونة، فعمدت إلى هذا التصعيد في محاولة منها لاستدعاء رد من فصائل المقاومة على العدوان ما يساهم في تأجيج الأمور وزيادة التوتر.
وكل ذلك يجري أمام أنظار العالم «الحر والديمقراطي» الذي يجعل مصلحة هذا الكيان الإرهابي فوق مصالح شعوب المنطقة وأمن العالم وسلامه، ويتغافل عن جرائمه واعتداءاته المتواصلة دونما حساب ولا عقاب ولا مساءلة؟! الأمر الذي يشجعه على مواصلة جرائمه ضد الشعب الفلسطيني… وهناك الآن مخاوف حقيقية من إقدام قوات الاحتلال على ارتكاب جرائم حرب واسعة النطاق على غرار تلك التي ارتكبتها إبان عدوان 2008-2009.
ولكن إلى متى تستطيع المقاومة الفلسطينية بفصائلها ورجالها أن تتحمل هذا العدوان، وتمارس «ضبط النفس» من جانبها، كما يدعوها العديد من الأطراف إلى ذلك، فيما صواريخ طائرات الاحتلال وقذائف مدافعه ودباباته تحصد المزيد من الضحايا بين صفوف المقاومين والمدنيين على السواء، وتدمر بيوت وممتلكات سكان القطاع العزل، وقد خبرت المقاومة على مدى العقود الماضية تحت نير الاحتلال أنه ليس هناك من سبيل لرفع الظلم والتعامل مع هذا الاحتلال إلا المقاومة وهو لايعرف إلا لغة القوة.
بقلم: بسام رضوان