مدرسة الشيباني التاريخية بحلب تتوسط المدينة القديمة وخرجت العديد من الشخصيات البارزة في الحياة العام
تتبوأ مدرسة الشيباني الأثرية مكانة متميزة بين مختلف المدارس والأوابد الأثرية الأخرى في حلب لما لها من أهمية
دينية وثقافية واجتماعية عبر نشر الثقافة بين سكان المدينة القديمة والزوار القادمين من كافة أصقاع العالم وما تقيمه من نشاطات مختلفة بالتعاون مع الجمعيات الاهلية والمنظمات الحكومية والعالمية.
وكانت مدرسة الشيباني تعد طلابها لدخول الجامعة والحياة العملية التجارية بتدريسهم اللغات وعلوم التجارة والرياضيات وخرجت العديد من الشخصيات التي كان لها دور في الحياة العامة أمثال الدكتور ناظم القدسي والعديد من الاطباء والمهندسين والمحامين.
وقال المهندس علي ناصر مدير مدرسة الشيباني إن أعمال ترميم المدرسة ضمن مشروع احياء مدينة حلب القديمة والذي تم إطلاقه عام 1994 وانتهى في عام2006 تضمنت تنفيذ العديد من المشاريع الخدمية لسكان المدينة من صرف صحي ومرور وكهرباء وهاتف وأعمال التأهيل والترميم المختلفة وتم بموجب المشروع توظيف المدرسة كمبنى لاقامة العديد من النشاطات والفعاليات الثقافية والاجتماعية بالتعاون مع مؤسسة الاغا خان العالمية.
وأضاف أنه تم تخصيص قسم في المدرسة ليكون معرضا توثيقيا يضم العديد من اللوحات والمجسمات والمخططات لاعمال ونشاطات الوكالة الالمانية للتنمية في المدينة القديمة وقسم آخر لأرشفة تاريخ حلب على مر العصور وكل ما يتعلق به من النواحي العمرانية والثقافية والاجتماعية بالتنسيق مع مختلف الجهات المعنية إضافة إلى احداث معهد لتعليم اللغة الالمانية بالتعاون مع السفارة الالمانية بدمشق.
بدوره أشار الباحث عبد الله حجار إلى أن تسمية الشيباني تعود إلى عشيرة عربية هي بنو شيبان أصلها من الكوفة وقد عاشوا في حلب وتركوا مباني عدة مثل دار الحديث امام جامع الفردوس وخان الشيباني وحمام الشيباني في محلة الجلوم لافتا إلى أن المدرسة كانت مركزا للتعليم حيث بدأ التدريس فيها منذ بناها الرهبان الفرنسيون ضمن المدينة القديمة والذين كان لهم دير وكنيسة في أرض هي جزء من خان الشيباني 1859 دعيت معهد الارض المقدسة عام 1909 وكانت تضم 200 طالب واستمرت فيها الدراسة حتى العام 1934 حيث انتقل بناء المدرسة إلى حي العزيزية مكان المدرسة الارمنية المركزية حاليا ومن ثم انتقلت العام 1949 إلى الطرف الغربي من المدينة.
وتتألف المدرسة من ثلاث طبقات تحيط بباحة مساحتها 700 م2 وقد حولت عام 1937 إلى مستودع تابع لمؤسسة التبغ والتنباك ثم أعيد ترميمها وتأهيلها لتتحول إلى متحف دائم لمدينة حلب القديمة ومركز لاقامة النشاطات الثقافية والاجتماعية ومعارض فنية.
بدوره قال الدكتور محمود حريتاني إن مدرسة الشيباني تقع في قلب المركز التاريخي لمدينة حلب القديمة بالقرب من الاسواق المركزية وضمن أقدم أحياء السكن فيها يدعى حي الجلوم وتعد من أوائل المدارس الاجنبية في سورية حيث تخرج منها جيل كامل من مثقفي حلب لافتا إلى التعديلات العمرانية التي طرأت على مبنى المدرسة مع مرور الزمن نتيجة للاقبال الكبير للتعليم والدراسة فيه من قبل الطلاب.
بدوره أشار علي اسماعيل المدير التنفيذي لمؤسسة آغا خان للخدمات الثقافية إلى ما تقدمه المؤسسة من نشاطات ثقافية واجتماعية وصحية في مدرسة الشيباني بالتنسيق مع الجهات المعنية في المحافظة كأيام الفرح للاطفال ومعارض فنية متنوعة ومعارض المنتجات لسيدات المنطقة وحملات توعية متعددة وورشات عمل تدريب مهني للشباب تنفذ ضمن برنامج زمني محدد بهدف الارتقاء بواقع المدينة القديمة من النواحي الثقافية والاجتماعية والصحية.