الفنان رشيد عساف: البطولة الجماعية سر نجاح الدراما السورية
أرجع الفنان السوري رشيد عساف المشارك هذا الموسم بثلاثة أعمال درامية سبب إقلاله بالمشاركة في الأعمال الدرامية
السورية في السنوات الأخيرة إلى ارتباطه بمشاركات في أعمال درامية عربية لها طبيعة التاريخي والبدوي مشيراً إلى انه بشكل عام يفضل المشاركة في عمل واحد مهم في العام ليحقق النجاح المطلوب.
وقال عساف في حديث لوكالة سانا.. إن أكثر ما يعنيه عندما يطلب منه المشاركة في عمل درامي ما أن يكون النص على مستوى عال من الحرفية والتميز إلى جانب قدرته على تقديم شيء جديد للجمهور مبيناً أن موافقته على الدور لا تكون من خلال حجم مشاهده في العمل أو كون دوره بطولة مطلقة لا بل المعيار هو قيمة هذا الدور وما يمكن أن يتركه من صدى لدى الجمهور.
وهذا ما حققه الفنان عساف في مشاركته بمسلسل الخربة الذي يحمل مضموناً عميقاً بقالب كوميدي ساخر يجسد قرية ريفية في جنوب سورية ويختزل من خلالها علاقات وقضايا تهم المواطن السوري خصوصاً والعربي عموماً ما لقي قبولاً واسعاً لدى الجمهور العربي ونسبة مشاهدة عالية بحسب القنوات الفضائية العربية التي تبثه.
وعن مسلسل الخربة قال صاحب شخصية أبو نايف إن العمل يلامس الأزمات التي تمر بها المنطقة العربية عموماً بخلفية فكرية وبطريقة لطيفة أقرب للكوميديا تعوض عن الأسلوب الجاد مبيناً أن العمل يطرح مجتمع قرية سورية تمثل كل الريف العربي وكل المدن العربية لان المواضيع المطروحة موجودة في أي مكان.
وعن سبب تأخره في المشاركة في الأعمال الكوميدية أوضح عساف انه كان ينتظر النص الكوميدي المتميز الذي لا يقوم على التهريج واستسهال الضحك مبيناً أن البيئة التي تم تقديم مسلسل الخربة ضمنها لعبت دوراً كبيراً في إزالة مخاوفه في المشاركة لكونه يعرف هذه البيئة ولهجتها جيداً ما شجعه على خوض هذه المغامرة.
وحول تناول اللهجات السورية المتنوعة في الدراما السورية قال عساف إن تناول المضمون الخاص يوصل إلى المضمون العام بالإضافة إلى أن لهجة مسلسل الخربة جاءت محببة لدى الجمهور فهي قريبة للفصحى وهي مفهومة في سياق الحدث ولها جرس موسيقي جميل وهذا ما جعلها تتردد بين الناس مع فترة عرض المسلسل.
وعن مشاركته في مسلسل الحسن والحسين أوضح صاحب شخصية معاوية بن أبي سفيان انه لم يوافق على المشاركة في العمل إلا بعد الحصول على موافقات من المرجعيات الدينية المتنوعة وموافقات من دار الافتاء السورية على النص مبيناً أنه وجد النص المقدم وسطي التوجه ويدعو للتقارب ورأب الصدع وتخفيف غلواء الفتن المذهبية التي تعيشها المنطقة العربية.
وفيما يتعلق بدوره في مسلسل رجال العز قال صاحب شخصية الزعيم إن ما دفعني للمشاركة في هذا العمل هو الحكاية المتماسكة والجيدة إلى جانب رغبتي في تقديم دور من البيئة الشامية المحببة لدي ولإثبات أن موهبة الممثل المحترف تؤهله للعب أدوار البيئة الشعبية أيا كانت هذه البيئة مبيناً أنه مرتاح للانطباع الجيد عن المسلسل رغم تراجع متابعة الأعمال الشامية بشكل عام هذا الموسم.
كما لفت صاحب شخصية ورد في مسلسل البركان الى أن نجاح الدراما السورية يكمن في اعتمادها على البطولة الجماعية منذ تأسيسها حتى صارت هذه الحالة عرفا فنيا متفق عليه من قبل جميع النجوم العاملين في الدراما السورية ما شكل كلمة السر لنجاح وتميز هذه الدراما بين باقي الصناعات الدرامية العربية.
ورأى عساف أن ظهور الممثل في اكثر من عمل درامي في ذات الوقت يمكن أن يسبب حالة من الارباك لدى المشاهد بسبب كثافة الأعمال المقدمة في الموسم الواحد وخاصة إذا كانت الشخصيات التي يؤديها الفنان متشابهة من حيث الظهور والظروف وقال ان الاجر الجيد للمثل يمكنه من الاكتفاء بالظهور في عمل واحد في العام بحيث يترك انطباعا جيدا لدى الجمهور ويقدم اضافة لمشواره الفني.
وقال عساف إن الأجزاء المتتالية للأعمال الدرامية لا تنجح كلها عادة فذلك يعتمد على وضع الجمهور من ناحية التقبل وظروف التلقي وما يحيط بها من موءثرات وهذا كله يحدد توجه الجمهور وأولياته مضيفا انه يجب على الجهات المنتجة وكتاب الدراما دراسة حالة الجمهور وجعلها هي التي تتحكم في نوعية ومواضيع الأعمال الدرامية المقدمة مبينا أن المعلنين وشركاتهم المتحكمة بتوجه المحطات الفضائية العربية هم الذين يتحكمون بإنتاج النصوص الدرامية التي تخدم مصالحهم ما جعل اغلب المواضيع المقدمة في الدراما السورية محكومة بقرار المعلن الخارجي ورأس المال المنتج.
ورأى أن الدراما السورية تمر حالياً بمرحلة مراوحة معتبرا ان الكم الكبير من الاعمال المقدمة في كل موسم سوف يضر الدراما السورية من ناحية تسويقها وانخفاض الطلب عليها وذلك ليس بسبب تراجع جودتها وانما بسبب وجود صناعات درامية أخرى في الوطن العربي استطاعت أن تتطور سريعاً وتثبت وجودها وقدرتها على المنافسة وخاصة الدراما الخليجية.
وأشار صاحب شخصية صلاح الدين الأيوبي إلى ضرورة وجود محطات فضائية محلية تتبنى الدراما السورية المعبرة عن منطقة بلاد الشام بعمومها كونها متشابهة من ناحية المواضيع والقضايا التي تهمها وتشكل فضاء اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا واحدا.
وعلل عساف ضرورة وجود محطات تتوجه لمنطقة بلاد الشام بشكل عام بان المعلن السوري لا يستطيع ان يغطي عملية الانتاج الدرامي منفرداً وبما أن هناك ترابطا اقتصاديا في هذه المنطقة من الوطن العربي فسيكون الإعلان موجها لشريحة اجتماعية كبيرة ومن هنا تستطيع المحطة ان تتبنى العمل الدرامي وتحميه بحيث تتحول الرقابة على الدراما من رقابة خارجية إلى رقابة ذاتية.