يوميات مدير عام يبتعد عن جوهر الكوميديا الذي يقتضي التكثيف الحذر
يرتكز مسلسل “يوميات مدير عام.. تيتي تيتي” على نمط قديم في التعاطي مع الكوميديا التي يحققها تنكر الدكتور أحمد عبد
الحق وما يرافق ذلك من مفارقات غير متوقعة تخلق متعة تطهيرية من خلال قدرة الخير على تقييد مسارب الشر والفساد المستشري في المؤسسة التي يديرها المدير العام الشريف والمخلص لواجباته جميعها.
وتتسم الحلقات العشر الأولى من العمل بأنها كانت مجرد تبرير للجزء الثاني ابتداءً من الطلب من عبد الحق قبول تعيينه في مؤسسة جديدة مروراً بمعرفة عائلته بهذا الخبر وتبعاته على زوجة المدير العام مها المصري وابنه المهندس طارق.. آندريه سكاف وغيرهم بحيث خلت هذه الحلقات التي كتبها خالد حيدر من أي مفاجآت تشد المشاهدين لمتابعة هذا الجزء لاسيما أن أهم أسباب نجاح المسلسل بجزئه الأول يعود إلى المفارقات التي يخلقها تنكر مدير عام مرة بهيئات مختلفة من عامل في المرآب أو مراجع أو امرأة أو مستخدم لتنظيف المكاتب وغير ذلك.
فما أنجزه الثلث الأول من المسلسل على صعيد النص لا يغدو مجرد ربط واهن مع الجزء المنجز بتوقيع زياد الريس مؤلفاً وهشام شربتجي مخرجاً منذ ما يزيد على الخمسة عشر عاماً وهذا ما أوقع النص بضعف في الزخم الدرامي وجعل الحلقات التي عرضت في الثلث الأول من العمل مجرد عتبة باهتة للدخول إلى الصلب الحقيقي للموضوع.
ويضاف إلى ذلك ضعف آخر في رسم الشخصيات ساهم فيه المخرج مع بعض الممثلين بحيث خرج من الواقعية التي اتسم بها جزء العمل الأول باتجاه كاريكترات مهزوزة لا تغني المسلسل في شيء فما الذي يقدمه نضال نجم عندما يكز على شفته العليا بشاربه الصغير وينزل رقبته بين كتفيه ويضحك دون سبب طيلة المشاهد التي يؤديها يندرج ذلك ضمن التقليد لما قدمه الفنان خالد تاجا في الجزء الأول مع فارق شاسع في الأداء حيث كان تاجا مقنعاً بينما بقي نجم خارج إطار الواقع والإقناع والأمر ذاته ينطبق على أداء رامز الأسود.
عدم إقناع آخر وقع فيه المسلسل عبر المحافظة على الفنان آندريه سكاف في أدائه لشخصية طارق ابن الدكتور أحمد عبد الحق بحيث أنه في الجزء الأول كانت نحافة سكاف وملامحه الطفولية في مقابل الجسد الممتلئ للفنان أيمن زيدان وملامح وجهه الوقورة كفيلة بتصديق صلة القربى بين الشخصيتين أما الآن اختلفت ملامح الممثلين لدرجة كبيرة لم تسعف سكاف في أن يصبح أصغر سناً بدرجة كبيرة.
أما على صعيد الإخراج فلم يحقق قنوع قراءة جديدة للنص بصيغة بصرية ممتعة قادرة على انتشال العمل المكتوب من فجواته بل على العكس عملت كاميرا قنوع على إبراز أخطاء النص فضلاً عن عدم قدرتها على تعزيز الموقف الدرامي الكوميدي وتكثيفه زمنياً وإنما حققت استطالات زائدة عن الحاجة وشططاً لا يبرره إلا تمطيط الزمن التلفزيوني بعيداً عن جوهر الكوميديا الذي يقتضي التكثيف الحذر.
ويبقى الأداء العالي للفنان أيمن زيدان هو الأساس في انتشال العمل من أخطائه الكثيرة إذ استطاع بعفوية عالية الانتقال من هيبة المدير عام إلى سماجة عامل المرآب وسذاجة موظف البوفيه وكل ذلك ضمن قدرة عالية على لبس الأقنعة الجسدية والنفسية دون البقاء في حيز التطبيق الفج لحركات الشخصية وتمايزات لغتها التمثيلية على الصعيد الاجتماعي والثقافي وإنما بحيوية عالية ساهمت في جذب المتلقي وترقبه لما سيقدم هذا الفنان المبدع الذي شكل بأدائه لشخصيات الجزء الأول فتحاً على صعيد تأثير قدرة القناع على الأداء التمثيلي.
يذكر أن مسلسل يوميات مدير عام بدأ قبل خمسة عشر عاماً تقريباً وحقق نجاحاً جماهيرياً لافتاً في سورية والعالم العربي حيث أن المواطن أيمن عبد الحق يعين مديراً عاما لإحدى الشركات ويلاحظ الفساد الكبير ويحاول إصلاحه مستعيناً بصديقه المخرج التلفزيوني الذي يساعده على التنكر بأشكال مختلفة يتمكن من خلالها الدخول بين الموظفين لكشف الفاسدين منهم وأثناء مغامراته التنكرية يمر بسلسلةٍ من المواقف الطريفة مع موظفيه وأصدقائه وعائلته إلا أنه يصل في النهاية إلى طريق مسدود.
انا كمشاهدة بشوف المسلسل بجنن وكتير حلو .وشخصية نضال نجم ورامز الاسود كانت احلى الشخصيات والحركات اللي كانوا يعملوها هي التي شدتني لمشاهدة المسلسل اكتر.لانو هيك شخصيات برائي منصادفها كتير بالحياة
أنا أتفق مع الناقد بكل ماقاله لأن فيه موضوعية مو متل ما قالت شيرين نحنا مابدنا نضحك بهبل بدنا نعرف ليش بواقعية بس بعض الناس مابتحب إلا المسخرة والنياطة ومية اشارة تعجب واشارة غيظ