رؤية نقدية بآلية انتقاء القيادات في التنظيمات الشبابية
لقد دفعني لدراسة هذا الموضوع قرار من القيادة في المرحلة السابقة تم بموجبه اختيار القيادات الشبيبية الجديدة وفق النظام الداخلي لمنظمة اتحاد شبيبة الثورة المتعلق بالعمر عبر عملية انتخابية ضمن المؤسسات الاتحادية ،
وأنا بدوري كباحث اجتماعي في الدراسات الشبابية أعتبر هذه الخطوة إيجابية وتندرج في إطار الإصلاحات التي تعيشها بلدنا منذ زمن ، وقد أنتجت هذه الخطوة الإيجابية شباباً بمواقع قيادية , و خلقت حالة متكاملة من تمثيل الشباب وقيادتهم للمنظمة ..
ولكن هذا التمثيل لم يخلق حالة تفاعلية إبداعية إلا بحالات فردية وذلك لأن التمثيل الانتخابي لا يراعي مدى القدرات والإمكانات العلمية والإدارية , وبالتالي لم يرتقي تفاعلهم بالأداء الإداري التنفيذي إلى المستوى المطلوب وإنما اقتصر ذلك على نجاحات فردية فلذلك نأمل أن تكون العملية الانتقائية قائمة على أسس ومعايير مهنية فكما أن العمر أصبح معياراً فيجب أن يكون بالإضافة إليه مجموعة من المعايير أهمها …
• المستوى التعليمي مع مراعاة التخصص .
• الخبرة المهنية في مجال العمل الشبابي بشكل عام .
• امتلاك روح المبادرة من خلال طرح ومناقشة الأفكار .
• التعامل مع الآخرين وأسلوب الحوار والنقاش .
• مدى الثقافة التي يمتلكها .
• القدرة على امتلاك روح العمل الجماعي والمؤسساتي .
• القدرة على التخطيط والتنظيم للأعمال .
كما من المفترض أن لا يسمح لأي شخص كان بالبقاء ضمن نفس المستوى القيادي أكثر من مرحلتين انتخابيتين وذلك لإعطاء فرصة لعدد أكبر من الشباب بالمشاركة وتأهيلهم قيادياً في المنظمة لتصبح المنظمة قادرة على تزويد مؤسسات الدولة بكوادر قيادية وإدارية شابة , وتمكين العملية الديمقراطية ..
إن هذه المعايير والشروط يجب أن يحققها كافة المرشحون , مع التأكيد إلى أن كل موقع قيادي له معايير تختلف عن موقع أخر فمثلاً عندما نتحدث عن اختصاصات المكاتب واللجان داخل التنظيم الشبابي فيجب البحث عن التخصص والمهنية , فمن يناط به مسؤولية النشاط الفني مثلاً يجب أن يحمل شهادة جامعية أو متوسطة في التخصص الموسيقي أو الفني أو أن يكون ممارساً لهذه الأعمال كخبرة مهنية , وكذلك الأمر بالنسبة لمن يناط به مسؤولية الأنشطة العلمية والمعلوماتية فيجب أن يحمل شهادة جامعية في اختصاصات المعلوماتية مثلاً (هندسة الكمبيوتر بفروعها من حاسبات ومعلوماتية واتصالات وبرمجة … من أي نوع تعليمي عام , خاص , افتراضي , مفتوح ) أو مقارب لهذه الاختصاصات أو أن يكون قد زاول هذه المهنة ويقبل من كان ذو مستوى تعليمي أعلى , كذلك الأمر لمجالات التخصصات الأخر فمثل التنمية أو العمل التطوعي ممكن أن يكون باختصاصات أكاديمية متقاربة مثل علم الاجتماع وعلم النفس والفلسفة والتربية ..
ومن هذه المعايير أيضاً الخبرة لمدة عامان أو ثلاثة أعوام من العمل الشبابي داخل المنظمة أو خارجها أو مبادرات شبابية مع مجموعة من الشباب ضمن مجموعات العمل , فمن الممكن أن يوضع لكل موقع مجموعة من المعايير لمن يريد أن يترشح لهذا الموقع ..
ولمن يقول أنه لا يوجد لدى منظمات الشباب في سورية قواعد شبابية مؤهلة علمياً نقول كما أن جامعاتنا مليئة بالشباب فإن منظماتنا مليئة بالكوادر الشبابية المبدعة , ونحن علينا أن نوسع المجالات التي تتعلق بهذه المواقع التنفيذية , ولكن الذي يحصل في بعض الحالات هو سيطرة مجموعة من الأشخاص على العمل الشبابي , وبالتالي تكون معروفة بين وسط الشباب أكثر من الأخرى وتسعى لتهميش الأخر وتنجح بالعملية الانتخابية دون أن تكون الانتخابات قائمة على أساس ديمقراطي منهجي يلبي تطلعات الشباب من ناتج العمل وإدارته ..
من الممكن أن تكون الخطوة التالية لوضع المعايير هي فتح باب الترشح لفترة أطول أي قبل بدء جلسة الانتخاب بفترة كافية وأن تشمل جميع الشباب الراغبين بقيادة العمل الشبابي , ويجب أن يملئ كل متقدم استمارة توضح رؤيته من العمل الشبابي والمنظمة وذلك على سبيل المثال ..
وبعد إجراء الانتخابات يمكن أن تكون هناك مقابلات للناجحين , حيث تقوم القيادة الأعلى بتشكيل لجان متخصصة في العمل الشبابي والتطوعي من مختصين ذات خبرات علمية ليسوا من القيادة , مهمة هذه اللجان مناقشة قدرات الشباب الناجحين في العملية الانتخابية ضمن هذه المقابلات , بشكل علمي وأكاديمي والتعرف على تجاربهم ومدى نشاطهم الشبابي وبالتالي توزيعهم على أماكن العمل , حيث تضع هذه اللجنة رؤيتها بتشكيل هذه القيادات التنفيذية الشبابية برسم القيادة السياسية التي بدورها تصادق عليها ..
وبالتأكيد فإن هذه الأفكار هي محاولة لخلق بيئة إيجابية للإبداع بالعمل الشبابي من خلال التمثيل والتفاعل المهني وإيجاد حالة من تكافؤ الفرص بين الشباب , أملين أن تأخذ هذه الرؤية إصغاء وتوجه قيادتنا ..
موجز عن سيرة الباحث
الباحث الاجتماعي " أيمن الناشف " ولد في مدينة حلب السورية ويحمل إجازة في علم الاجتماع – كلية الآداب والعلوم الإنسانية ، جامعة حلب ، 2005 .. دبلوم إرشاد اجتماعي – كلية الآداب والعلوم الإنسانية ، جامعة دمشق ، 2007
• عمل في تطوير الشباب ، مشروع دعم الشباب ، وكالة الأمم المتحدة للإغاثة وتشغيل اللاجئين ، 2010
• وكيل مركز خدمة زبائن في شركة سيريتل للاتصالات، 2009
• مدرب في ورشات عمل متعددة للشباب سوريين , ولاجئين فلسطينيين ,ولاجئين عراقيين 2011
• البحث الاجتماعي الميداني عن قرية براد ، 2010
• جامع بيانات في مركز البحوث والدراسات الإستراتيجي بجامعة دمشق "بحث حول اللاجئين الفلسطينيين" و "بحث عن الديمقراطية في سورية" ، 2006
• بحث اجتماعي عن واقع الشباب ومشكلاتهم ، 2006
استاذ ايمن ناشف نحن معك بهذ الأفكارلأن التجديد امر ضروري نتمنى ان تصل هذه الأفكار إلى شخص يعمل عليها ويطبقهاليس على قطاع المنظمات الشبابية فقط بل يجب ان يكون هذا الأمر في الوزاراة ومجلس الشعب ومجالس الإدارة المحلية