صيني يرسم الجمال بأصابع قدميه وفمه
لم يكن هوانغ غوفو يتوقع يوما أن يصبح على ما هو عليه: رسامٌ صيني من الطراز الأول للوحات تشع بالإنسانية… فحب الفن وقوة التصميم تجليا على رجل صيني من ذوي الحاجات الضرورية ولم تمنعه إعاقته من استخدام فمه وقدميه لابداع بعض اللوحات لأكثر المناطق
جمال في العالم .
فلم يمنع الحادث المأساوي الذين أدى لبتر ذراعي هوانغ غوفو والبالغ 41 عاما حاليا من انجاز الروائع.ويوم فقد يديه في الرابعة من العمر اثر صعقة كهربائية، أصرّ المقربون منه على احتضانه، فكان حنانهم كافياً ليقتنع الطفل عن عمر الـ12 عاما بحياة جديدة، برجلين وبلا يدين، زيّنها عشقه للرسم. فجّر غوفو وطأة الحزن القاتلة في داخله، بالهروب إلى الفنّ، اثر مرض والده بعد 14 عاما على الفاجعة الأولى. بمثابرة وشجاعة وتحدٍ، أتقن غوفو رسم اللوحات الزيتية حاملا ريشته الخفيفة بفمه حيناً وأصابع رجليه حينا آخر، لينجز بذلك وعلى مرّ السنين أكثر التحف الفنية طلباً في العالم.
كل ذلك لم يردع مخيلته اويخفف من عزمه لنقل محيطه الجميل على لوحاتٍ قماشية بعد تصميمه على معرفة كيفية استخدام الألوان والريشة بقدميه في سن الـ12. رسّامٌ احترف الوجع!
نسي الشاب الصاعد، رغم قساوة الحياة، الحاجز الجسدي، ليتفرّغ للرسم في الشوارع وبيع ما ينتجه من لوحات لتغطية علاج والده قائلا:
«صادقت الليالي الطويلة وأنا أشاركها أحزاني ورسوماتي.. حتى نجحت تماما بإنجاز ما لم أحلم به»… غوفو (41 عاما) لم يعد مجرّد هاوٍ يملأ بالرسم وقت فراغه بل محترف، تم تعيينه مؤخرا نائبا لأمين متحف «شونغينغ» للمواهب الصاعدة في الصين.