محللون : الدعوات التي تطلب الحماية الدولية للشعب السوري باطلة لأن منظمات صهيونية كندية تقف من وراءها
قال سميح خريس الأمين العام المساعد لاتحاد المحامين العرب من الأردن إن الدعوات التي تطلب الحماية الدولية للشعب السوري والتي تطلقها جهات معروفة هي كلمة باطل لإثبات الباطل وتعتبر حسب المنطق القانوني الدولي وميثاق هيئة الأمم المتحدة
وكل الاتفاقيات الدولية باطلة شكلا ومضمونا في أصلها ووصفها ودوافعها وغاياتها ..
وأوضح خريس في اتصال هاتفي مع التلفزيون السوري اليوم أن ميثاق هيئة الأمم المتحدة ينص بصيغة مباشرة وواضحة لا تحتمل التأويل بعدم جواز وشرعية أي تدخل خارجي في أي دولة عضو بهيئة الأمم المتحدة مؤكداً أن هذا التدخل يعتبر بكل صوره عدوانا صارخا على تلك الدولة المنوي التدخل بها أو التي تم التدخل بها ..
ولفت خريس إلى أن الحجج التي تطرح على أنها لحماية المدنيين تتناسى اتفاقية سايكس بيكو ووعد بلفور والجرائم الفظيعة في العراق وانتهاكات العدو الإسرائيلي في فلسطين متسائلا هل الدول التي تبرر تدخلها في الشؤون الداخلية للبلاد حريصة على ديمقراطية المواطن العربي وحريته وحمايته وعرضه مبينا أن تمهيد بعض الأنظمة العربية الرسمية لمثل هذه الخطوة يندرج ضمن الجرائم الكبرى لأن المطلوب من هذه الدعوات الهيمنة على الأمة ..
من جانبه اعتبر الكاتب والمحلل السياسي رفعت السيد أحمد من القاهرة أن ما سمي جمعة الحماية الدولية هي أكبر إهانة لكل من يدعو إلى ثورة أو تغيير أو حتى إصلاح مؤكدا أن تاريخ سورية يثبت أن مجرد رفع مثل هذا الشعار واستدعائه هو تقويض لأي دعوة حقيقية للإصلاح ..
وأشار السيد أحمد إلى الشواهد الواضحة والجلية في أغلب البلاد العربية لما يسمى الحماية الدولية موءكدا ان استدعاءها أيا كانت مبرراته هو شكل من أشكال الاستعمار الجديد حتى وإن تلون بألوان زائفة وهو تقويض لأي معنى للاستقلال وللحرية من الظلم والاستبداد والتبعية للأجنبي ..
ولفت السيد أحمد إلى أن الإصلاح الحقيقي لا يمكن أن يمر على أنقاض الوطن بل يأتي عبر وحدته وتآلفه ووحدة المطالب الوطنية الداخلية والخارجية لمقاومة المشروع الصهيوني والأمريكي ..
وتطرق السيد أحمد إلى تصريحات البعض في الآونة الأخيرة والتي تستهدف فك الارتباط السوري مع المقاومة العربية التي تعتبر جزءا لا يتجزأ من أي مفهوم للإصلاح مؤكدا أن لا قيمة لأي إصلاح يبتعد عن القضايا القومية والوطنية مبينا أن الولايات المتحدة تريد أن تتجه سورية إلى طريق التسويات والتنازلات والتبعية لإلغاء معاني الحرية والإصلاح ونسف هويتها العربية والتاريخية ..
ودعا السيد أحمد المعارضة الوطنية السورية في الداخل والخارج الى أن تعلن براءتها من دعوة الحماية وممن يلوح بها وأن تسير في الركب الحقيقي للوطن وهو الإصلاح من داخل الوطن وليس عبر بوارج ودبابات الغرب متمنيا إدراك المعنى الحقيقي للحرية والرفض الفوري لمثل هذه الدعوات التي تناقض معاني الاستقلال والكرامة والحرية ..
بدوره قال سعيد دودين مدير مؤسسة عالم واحد للبحث والإعلام من ألمانيا إنه اثناء وجوده مع اثنين من محرري المؤسسة قبل فترة في دمشق رصد أداء قناتين من بعض القنوات الناطقة باللغة العربية حول ما بثته من أخبار عن نشاطات محددة في دمشق وعند حضوره فورا في المكان الذي يسمع عنه أي خبر في تلك القنوات تبين لعدة مرات ان هذه الأخبار مهزلة حقيقية لافتاً إلى انه وجه رسائل إلى الرأي العام في أوروبا حول مدى مصداقية هذه القنوات ..
وأكد دودين أن هذه الأخبار تتصل بالسياسة الإعلامية التي تشن حربا حقيقية على سورية حيث بدأ استهدافها قبل مدة من تحرك بعض المجموعات لتنفيذ استراتيجية واضحة ضد سورية.
وبهذا الصدد اشار إلى حديث قائد قوات حلف شمال الأطلسي السابق في تشرين الثاني عام 2001 حول أوامر من وزارة الدفاع الأمريكية لاجتياح سبع دول من ضمنها سورية.
وبين دودين أن الدعوات التي أطلقت الآن في سورية والتي تندرج خلف قناع واجب الحماية هي ما وضعته مجموعة من المنظمة الصهيونية الكندية ولا يختلف على الإطلاق عن مصطلح الانتداب الذي ظهر بعد الحرب العالمية الثانية الذي يهدف إلى تمزيق الوطن السوري إلى كيانات مشيرا إلى أن الأزمة الخانقة التي تعيشها الولايات المتحدة الأمريكية دفعتها إلى خوض حرب كونية منذ العام 2001 لمحاولة فرض نظام آفاق كوني يطلق عليه نظام العالم الجديد.
وأشار دودين إلى أن من يتحدث عن الديمقراطية وحقوق الانسان هو نفسه من قتل مليون عراقي داعيا الى تلافي التقصير في اصدار مذكرات اعتقال بحق من ارتكب جرائم حرب في هذا البلد.
وأضاف دودين.. إن المعارض هو من يريد تطوير رؤى من أجل مستقبل أفضل ولكن الذين يحلمون بتدنيس سماء دمشق براية الصهاينة يدركون تماما مقدار حجمهم الحقيقي لو حدثت انتخابات في سورية خلال الفترة القادمة لذلك فهم يرفضون الحوار وفكرة المشاركة الحقيقية في الحياة السياسية وهم يتلقون السلاح والأموال وحتى الشعارات لأنهم مرتزقة.
وأوضح دودين أن الهدف من الحيلولة دون تنفيذ عمليات الإصلاح التي تحلم بها الشعوب العربية هو استنزاف سورية وتعريضها لحرب عدوانية حسب الاستراتيجيات الإسرائيلية حيث يكفي تسخير بضع مئات من المرتزقة لاستهداف سورية من أجل التحضير لحرب عدوانية شاملة ضد لبنان وسورية وفرض ما يطلقون عليه الشرق الأوسط الكبير ..