افتتاح معرض مكتبة الأسد الدولي للكتاب بمشاركة أكثر من 250 دار نشر
د. نجاح العطار : أعتقد أن الحقيقة التي تشع هي التي تنتصر وكل هذه المغالطات والأخطاء التي ترتكب والتي لا تستقيم مع بناء الحياة السليمة في الوطن لا بد أن تنحسر وسيشعر من تعرضوا للخداع أنهم خدعوا
افتتحت الدكتورة نجاح العطار نائب رئيس الجمهورية مساء أمس معرض مكتبة الأسد الدولى السابع والعشرين للكتاب وذلك على أرض مدينة المعارض بدمشق بمشاركة أكثر من مئتين وخمسين دار نشر من 16 دولة ..
وفي تصريح للصحفيين دعت الدكتورة العطار الشباب إلى زيارة المعرض لاستشراف المعرفة لأنها تحقق للإنسان شخصيته ونبالة إنسانيته بعيداً عن الأساليب الشائنة والمسيئة للوطن وأبنائه كأن يوجه مواطن سلاحه إلى مواطن آخر لسبب لا يخدم إلا الذين حرضوه ولا يحقق للوطن العزيز الذي نحب أي تقدم أو ألق أو رسالة ..
وتمنت الدكتورة العطار على الشباب ألا يضيعوا وقتهم وأن ينصرفوا إلى بناء عقولهم ونفوسهم بامتلاك المعرفة التي يوفرها مثل هذا التجمع الهائل للكتب السورية والعربية والأجنبية التي تفتح لنا الآفاق وتحقق لنا نتائج مهمة جداً في بناء الشخصية وبناء الحضارة.
ولفتت العطار إلى أن هناك ثقافات أخرى غريبة عن كياننا وتراثنا ووجودنا وهي ثقافة مغالطة معادية بدأت تنتشر وتجرنا إلى حضيض الحياة بدلاً من أن تدفعنا إلى المستويات الأرقى وهذه الثقافات الطارئة بدؤوا يشيعونها عبر الفضائيات وأحياناً عبر الكتب وبعض المحاضرات هنا وهناك وبعض الفلسفات التي يدعي أصحابها بأنهم يملكون الحقيقة وهم يتجهون نحو تدمير الحياة والإساءة المفرطة لكل ما يرتبط بوجودنا كأمة وبتراثنا العريق والرائع الذي يؤمن بالمحبة والسلام والتعاضد والإيمان بإنسانية الإنسان قبل أي شيء.
وقالت العطار.. الحياة لا تعني إلا التسامح والتصالح والتوافق ومهما اختلفت الآراء بين الناس فإن خلاف الرأي لا يعني أن نتجه باتجاه يريده لنا أعداؤنا سواء كانوا من الأجانب وأحياناً وللأسف الشديد من أبناء أمتنا العربية.
وأضافت نائب رئيس الجمهورية.. سورية كانت دائماً تؤمن بالموقف العربي الواحد وبالأمة العربية الواحدة وبالنضال من أجل الارتقاء بالحياة العربية والوصول لما يحققه النضال العنيد كما جرى على مر سنوات طويلة من انتصارات للأمة ودفاع عن حقوقها.
وقالت العطار.. أعتقد أن الحقيقة التي تشع هي التي تنتصر وكل هذه المغالطات والأخطاء التي ترتكب والتي لا تستقيم مع بناء الحياة السليمة في الوطن لا بد أن تنحسر وسيشعر من تعرضوا للخداع أنهم خدعوا وسيدرك أبناوءنا الطيبون إدراكاً عميقاً هول هذه الهوة التي تنفتح أمامهم والتي يريدون لهم أن يتجهوا إليها ويسقطوا بها.
وأشارت العطار إلى أن حماية الأجيال الجديدة تستدعي الكثير من الجهد تربوياً بالنسبة للصغار ونشر المعرفة والفكر الصالح الجيد بأوسع نطاق لدى الشباب الذين يحتاجون إلى عملية تنويرية تسهم في بناء الفكر السليم والصحيح مؤكدة أهمية المدارس ووسائل الإعلام والكتاب والثقافة والفنون في بناء الحياة.
وقالت نائب رئيس الجمهورية.. أعتقد أن الحقيقة ستظهر وأن الحق هو الأعمق والوطن هو الأكبر والذي يعمل لخير الوطن هو الذي سيبقى.
وختمت العطار بالقول.. أنا بهذه المناسبة أوجه تحية خاصة للسيد الرئيس بشار الأسد الذي رفع راية الارتقاء والتطوير والتحديث والعمل على نشر التعليم بشكل لم تشهده سورية من قبل ودعم كل المشاريع الثقافية الخيرة البناءة والذين ينكرون ذلك ينكرونه جهلاً أو لأنهم خدعوا وغرروا .. لكن وطننا سيظل هو الأقوى وسورية هي الأكبر بعروبتها وقوميتها ومواقفها وإيمانها بالدفاع عن الحق العربي للأمة العربية جمعاء ..
من جانبه قال وزير الثقافة الدكتور رياض عصمت إن الثقافة بالنسبة إلينا مستمرة لأنها زاد الروح ومن خلالها نقدم معاني المحبة والتسامح وهذا المعرض السابع والعشرون دليل ساطع على هذه الاستمرارية وهذا الصمود الثقافي العربي في وجه التحديات والعواصف فشجرتنا راسخة الجذور وفروعها تمتد عالية إلى السماء.
وعن تنوع دور النشر قال عصمت.. نحن نؤمن بالتنوع والتعددية لأن الثقافة ليست كياناً واحداً بل هي قائمة على الحوار والمحبة والتسامح وهذه هي سمة سورية التي كانت منذ الأزل وستبقى على الدوام.
ويضم المعرض على مساحة 12 ألف متر مربع نوافذ عرض وبيع لدور النشر بالإضافة إلى الجامعات السورية الخاصة والعامة التي تقدم كتبها وأبحاثها في جناح خاص برعاية وزارة التعليم العالي.
وقال مدير المعرض الدكتور علي العائدي إن الصالات لهذه الدورة تؤمن عرضاً مريحاً وجواً متكاملاً حيث أصبح المعرض كتلة كاملة لا يحتاج الزائر فيه إلى التنقل من صالة إلى أخرى وإنما ضمن صالة واحدة وجو واحد حيث وزعت الأجنحة.
ولفت العائدي إلى أن معرض الكتاب في سورية له جمهوره الخاص وخاصة هذا العام حيث لم نشهد معارض كتب في دول عربية مجاورة لذا فدور النشر لم تشارك بمعارض أخرى وبالتالي هناك إقبال جيد من حيث الجمهور ودور النشر التي لديها طموح بعرض كل ما يتوفر لديها ..
ويتضمن المعرض الذي تستمر فعالياته حتى الثامن عشر من الشهر الجاري مجموعة من الفعاليات المرافقة حيث يقوم الكتاب الذين تستقدمهم دور النشر بتوقيع الكتب وإلقاء المحاضرات في قاعة المحاضرات بالإضافة إلى فعاليات تخص الطفل.
وقالت عائدة نفوري مسؤولة دار منشورات الحلبي الحقوقية في لبنان.. نحن نشارك في هذا المعرض سنوياً منذ عام 1998 ونصر دائماً على هذه المشاركة خاصة لأن كتبنا مختصة بالشأن الحقوقي ولأن لدينا اسماً في هذا المعرض وفي السوق لذا نطرح كتبنا الحديثة في المعرض كل عام.
ولفت عماد حورية مدير المكتبة العمومية التي تشارك في المعرض منذ 27 عاماً إلى أن معرض مكتبة الأسد الدولي للكتاب ظاهرة مهمة جدا في تاريخ سورية الحديث وهو حالة ثقافية لا غنى عنها خاصة وأن هذا المعرض يعد ثاني أهم معرض عربي بعد معرض القاهرة ومن المهم إنجازه في هذه الظروف الخاصة.
وأشار مدير المكتبة العمومية بدمشق والتي تعمل كوكيل للكثير من دور النشر إلى أن طريقة اخراج المعرض كانت جيدة من حيث التنظيم متمنياً أن تكون المواصلات مؤمنة حتى يبقى الناس على تواصل مع المعرض ..
بدورها قالت مارسيل عبود مسؤولة المعارض الدولية في دار الجيل ودار المختار من لبنان.. نشارك في هذه الدورة من معرض الكتاب بحوالي أربعمئة عنوان حيث أن أكثر المواضيع تختص بالعلوم الدينية والأدب واللغة العربية والتاريخ والتراث والروايات.
وأوضحت عبود أن أغلب دور النشر كانت متخوفة من الأوضاع الداخلية في سورية بسبب الإعلام المضلل ولكننا تفاجئنا بأن الأجواء عادية وبعكس ما تبثه هذه القنوات الفضائية مبينة أن افتتاح هذه الدورة كان أفضل من الدورة الماضية من حيث الحضور الجيد من قبل الزوار وبان هذا يعتبر بداية مشجعة لدور النشر المشاركة.
وأشارت عبود إلى أن الأوضاع الداخلية لبعض الدول العربية أدت إلى إلغاء معارض الكتاب فيها مثل مصر وتونس ما أدى إلى انحسار الطلب على الكتاب وإلغاء طبع الكثير من العناوين التي كانت موضوعة على جدول عمل أغلب دور النشر العربية ليعود ذلك بالضرر على حركة النشر العربية بالمجمل ..
وأكدت عبود أن الثقافة هي مخرج مهم للمجتمعات في أحلك الظروف مما يستوجب التركيز على الثقافة التي يحتاجها الإنسان في كل الأوقات مبينة أهمية دعم حركة النشر من قبل الحكومات والمعنيين بالثقافة العربية ليستمر الإقبال على الكتاب في العالم العربي.
تجدر الإشارة إلى أن المعرض يؤمن المواصلات المجانية من باب توما والبرامكة لنقل الزوار من المعرض واليه طوال فترة دوام المعرض التي تمتد من الساعة الحادية عشرة صباحا وحتى العاشرة ليلاً ..
حضر الافتتاح وزير الثقافة والدكتور عدنان محمود وزير الإعلام وشخصيات ثقافية وحشد من الناشرين والكتاب والمثقفين والمهتمين.