الأسد: حكومة العدالة والتنمية شيء وتركيا شيء آخر
قالت صحيفة “حرييت” إن الرئيس السوري بشار الأسد غاضب على رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان وإنه يعتبر تركيا شيئاً وحكومة العدالة والتنمية شيئاً آخر.
جاء كلام الأسد في سياق الانطباعات التي خرج منها رئيس وفد حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض، فاروق لوغ أوغلو، الذي زار سوريا الأسبوع الماضي والتقى الرئيس الأسد وشرائح اجتماعية في دمشق وحلب واللاذقية وعدة مدن أخرى حسبما أوردت صحيفة "السفير" اللبنانية.
وتنقل صحيفة "حرييت" عن لوغ أوغلو قوله إن "بشار الأسد غاضب على أردوغان، إنه يفرق بين تركيا وبين حكومة حزب العدالة والتنمية، وهو يقول إن الشعب التركي جارنا وصديقنا لكن لا أفهم لماذا السيد أردوغان يتخذ مواقف إلى هذه الدرجة من السلبية ضدنا. أنا لا أفهمه"، وقال لوغ اوغلو إن الأسد مصاب بخيبة أمل كبيرة من أردوغان.
وترى الصحيفة أن الإصلاح في سوريا يواجه صعوبات بسبب تحركات تنظيم "القاعدة"، انطلاقا من العراق، و"الإخوان المسلمين" ومنظمات إجرامية أخرى، كما التحريض الإعلامي الكاذب الذي تشنه أميركا وإسرائيل .
وتنقل الصحيفة أن الأسد كرر في اللقاء مع وفد الحزب، الذي استمر ساعة ونصف الساعةـ قوله "نحن نريد القيام بالإصلاح وهي مسألة وقت"، وتقول الصحيفة إن انطباع الوفد التركي أن عملية الإصلاح ستسير ببطء.
في هذا الوقت تصاعدت حدة السجال بين أردوغان ورئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كيليتشدار أوغلو على خلفية الموقف التركي من إسرائيل، كما التصريحات"المذهبية" لنائب رئيس حزب العدالة والتنمية حسين تشيليك.
فتعليقاً على مواقف أردوغان، الذي قال إن البحرية التركية سترافق قوافل المساعدات الانسانية إلى غزة، تساءل كيليتشدار أوغلو عما إذا كانت قطع البحرية سترافق سفن المساعدات حتى المياه الإقليمية أم ستصل إلى غزة. وتحدى كيليتشدار أوغلو أردوغان بأن يوصل سفينة واحدة إلى غزة، وقال له "اذا استطعت إيصال سفينة واحدة إلى غزة فسأقبّل جبينك".
وكان رد فعل أردوغان قاسياً جداً، إذ قال "لن أقبل أن تمسّ جبيني الناصع البياض شفاهك الوسخة"، وقال إن زعماء المعارضة يفكرون بطريقة صغيرة جدا، "أما نحن فدولة عظيمة وريثة السلاجقة والعثمانيين".
وبعدما اتهم أردوغان خصمه بأنه يقوم بدور المحامي لإسرائيل، رد كيليتشدار أوغلو التهمة بأن محامي إسرائيل هو الذي جلب الدرع الصاروخية إلى تركيا التي تضمن أمن إسرائيل، وقال إن أردوغان يمارس سياسة خارجية لكسب الأعداء لا لكسب الأصدقاء. وقال "هل هي سياسة خارجية ناجحة أن تكسب أعداء بدل أصدقاء؟". وإذ اتهم كيليتشدار أوغلو إسرائيل بأنها دولة إرهابية عندما تقول إنها سوف تساعد حزب العمال الكردستاني وستعمل على توسيع الاعتراف بالإبادة الأرمنية في العالم ، قال إن إسرائيل تجاوزت حدّها وهي تستغل ضعف وعجز حكومة حزب العدالة والتنمية لتثير الحساسيات المتصلة بتركيا.
وعن الموقف التركي من الأحداث الداخلية في سوريا تتابع صحيفة "السفير" تقريرها.. قال دوندار إن مقولة تركيا أن الشأن السوري هو شأن داخلي تركي صحيحة جداً في عالم اليوم ولم يعد بمقدور أية قيادة أن تقول "هذا شعبي وأنا حرّ أن أقمعه". لكن على تركيا أن تقبل أيضا بتدخل سوريا والغرب في شؤون تركيا عندما تقوم بعمليات عسكرية دموية ضد الأكراد في جنوب شرق تركيا، وعندما تعتقل الصحافيين والمعارضين ولا يمكن لها أن تقول"ما دخلكم؟ هذا شأني الداخلي".
وعن التوتر التركي الإسرائيلي الأخير قال دوندار إنه "إذا كانت هناك سياسة شجاعة ضد إسرائيل لكان على أنقرة أن تقول: "لن أكون درعاً لإسرائيل ضد إيران". ولكانت رفضت نصب الصواريخ الأميركية على أراضيها. فهل من يقوم بهذه السياسة الشجاعة؟".