مصايف كسب .. خضرة وجبل وماء وخدمات تمنح الراحة للنفس وتبعث فيها التفاؤل
تعتبر بلدة كسب من أقدم المصايف في المنطقة وكانت تدعى كازامبيل وتقع إلى الشمال من اللاذقية على بعد حوالي 60 كم
وترتفع حوالي 800 متر عن سطح البحر وتتصل مع اللاذقية ورأس البسيط بشبكة طرق جيدة وفيها يقصدها السياح لقضاء أمتع الأوقات في منطقة ساحرة تجمع خضرة الحراج وزرقة البحر وصفاء السماء واعتدال المناخ.
وهذه الطبيعة عززت بمجموعة من الخدمات السياحية كالفنادق والمطاعم كما تحوي مجموعة من المعالم الدينية ذات الطابع الأثري من الأديرة والكنائس والطريق إلى كسب دولي يشهد حركة سير وسياحة مستمرة صيفا شتاء وتتبع لها قرى منها قرية السمراء ذات الطبيعة الخلابة والمشيدة على سفح جبل مغطى بالأشجار الحراجية العملاقة والذي ينحدر بهدوء ليلتقي مع مياه البحر ويشكل مشهدا طبيعيا أخاذا قل نظيره في العالم.
وتجاور كسب غابة الفرنلق على بعد 50 كم من اللاذقية حيث تتعانق الأشجار بكثافة تكاد تحجب السماء وهي إحدى أندر الغابات في العالم حيث يتوسطها وادي نهري دائم الجريان وغابات خضراء تشكلها أشجار الرز والصنوبر والشوح والسنديان وتنتشر على طول الشاطئ والجبل مناطق اصطيافية عديدة منها وادي قنديل وأم الطيور وهي منطقة تعتبر محمية طبيعية في الساحل وهناك سد بلوران الذي تحيط به الغابات من كل الأطراف.
وأوضح واسكين جبريان رئيس بلدة كسب في تصريح لسانا أن البلدة تمتاز بجوها المعتدل وطبيعتها الساحرة وتضم أجمل المباني الأثرية ومساحة البلدة 3000 هكتار منها ألف هكتار غابات حراجية تضم أشجار البطم والصنوبر والسنديان والبلوط والعرعر والسماق والزعرور والزيتون والسرو كما تشتهر بأشجار الغار حيث يستخرج منه يدويا زيت معطر يعرف بزيت الغار ويدخل في صناعة الصابون المرغوب من السياح إضافة لأشجار التفاح والدراق والكرمة.
وأشار رئيس البلدة إلى أن عدد سكان البلدة يختلف بين الصيف والشتاء ليصل في الصيف إلى حوالي 50 ألف قاطن وفيها 34 مطعما ومنشاة سياحية يتراوح تصنيفها من الشعبي إلى أربع نجوم إضافة لانتشار الشقق المعدة للإيجار بأعداد كبيرة حيث تزدحم البلدة بالمصطافين طيلة أيام الأسبوع من مختلف المحافظات لافتا إلى أن الخدمات متوفرة بشكل كامل وتوجد بلدية ومركز ناحية ومستوصف ومركز هاتف و كهرباء و مياه ومدرسة ثانوية ومدارس للتعليم الأساسي ومعسكرات للكشافة والمتنزهات والمطاعم والمقاهي وكافة المرافق والخدمات السياحية والمحلات التجارية والمصنوعات الفلكلورية ومحلات الهدايا وتقام فيها فعاليات فنية وعروض في الموسم السياحي في كل عام.
وأكدت المواطنة سوزي إسماعيل أنها جاءت لقضاء فترة الصيف في كسب مشيرة إلى أن المصايف الجبلية شهدت انخفاضا ملحوظا في أسعار الخدمات السياحية فيها إضافة للعروض التي تقدمها المطاعم الشعبية.
و يقول جورج اسكيف صاحب إحدى المقاهي الشعبية أن الحركة والعمل ينشطان بشكل أكبر صيفا لافتا إلى أن طلبات السياح على تفاح كسب الشهير والخل المستخلص منه توفر فرصة عمل إضافية ودخلا إضافيا أكبر.
و قال نبيل عيسى صاحب استراحة إنه يقدم جميع الخدمات السياحية من وجبات و مأكولات بحرية و يسوق عددا من منتجات أرضه من تفاح ودراق وعنب ومجموعة من المنتجات الريفية التي يطلبها السياح و المشهورة في قرى اللاذقية كالشنكليش ودبس العنب ودبس الرمان والخل وصابون الغار وغيرها.
وأضاف إن كسب تنتعش فيها المقاهي والاستراحات المختلفة في هذه الفترة من العام ناهيك عن حركة تأجير الشاليهات الجبلية والتي يمكن أن تؤجر ليوم أو يومين ما يؤمن مكسبا وفيرا لأصحابها.