الكتاب العلمي في معرض مكتبة الأسد الدولي للكتاب .. إقبال كبير من جمهور ذي طابع خاص
يزخر معرض مكتبة الاسد الدولي بالكتاب العلمي بأنواعه الطبية والكيميائية والهندسية والفيزيائية والرياضية وغيرها وهذه النماذج من الكتب غالباً ما تتواجد في أجنحة خاصة لدى دور النشر مع العلم أن هناك بعض
الدور المشهورة بتقديمها لهذا النوع من الكتاب دون غيره وهذا ما يظهر جلياً في الدورة السابعة والعشرين للمعرض.
ولا تقتصر دور النشر المختصة في هذه النماذج على تقديم الكتب فحسب بل تقدم اللوحات والمجسمات والخرائط والمخططات الاستدلالية التي تعتبر مكملاً أساسياً للكتاب العلمي وهدفاً يقصده الطلاب والمختصون.
وفي هذا الصدد يقول الدكتور فداء الهاشمي المدير العلمي لدار المنجد في دمشق نحن نشارك كل عام باختصاصنا في الكتب الطبية التي تلقى إقبالاً من مختلف شرائح المهتمين بهذا النموذج من طالب كلية الطب إلى الطبيب المختص والبروفسور كما أننا نقدم بالإضافة إلى الكتب الطبية الكتب الجامعية الأخرى مثل كتب الهندسات بفروعها وتقانة المعلومات والكتب التجارية وإدارة الأعمال والقواميس والكتب الثقافية المختلفة والمجسمات التشريحية واللوحات.
ويرى الهاشمي أن الإقبال على الكتب العلمية جيد لهذا العام خاصة أن موعد المعرض مناسب وإخراجه وتصميمه متميزان أكثر من العام الماضي لافتاً إلى أهمية إقامته ضمن الصالات وليس في خيم ما يتيح ممرات واسعة بين النوافذ بالإضافة إلى الإضاءة المتميزة.
ويضيف الهاشمي.. هذا المعرض يعتبر أهم حدث يخص الكتاب في سورية وبالنسبة لنا لا يهمنا بعد مسافة المعرض عن دمشق كبعض دور النشر الأخرى فالذي يزورنا يقصدنا بحكم أن أغلب كتبنا مختصة ولها جمهور يأتي بقصد الحصول عليها أينما كان مكان المعرض.
ويقول ناصر الشيخ مسؤول دار الصفاء للنشر من الأردن.. نشارك للسنة السادسة في المعرض ونصر على استمراريتنا فيه لأننا نحقق نتيجة من هذه المشاركة على الصعيد المادي بالدرجة الأولى.
ويشير الشيخ إلى أن هناك إقبالاً شديداً على الكتاب العلمي من قبل الجمهور المختص من طلاب الجامعات أو الخريجين وبالتالي فهو كتاب ليس موجها للعامة ولا يحقق شمولية مثل الرواية أو الكتب الثقافية المنوعة وغيرها.
ويضيف الشيخ.. نحن نشارك في أغلب معارض الكتب في الوطن العربي من القاهرة إلى الجزائر وتونس وبيروت وغيرها ونلاحظ أن معرض مكتبة الأسد هو من أهم المعارض تنظيمياً وتسويقياً في الوطن العربي.
ويقول محمد غياث الدين بركات المشرف على جناح مركز المنار للكتاب الذي يشارك منذ 7 سنوات في المعرض.. نحن وكلاء شركات نشر عالمية مثل إل سيفير وسنكيج ليرننيج ومايكروهيل وهي شركات تهتم بالكتب الطبية والهندسية إلى جانب ابرز الكتب في مختلف الاختصاصات ونشارك هذا العام بحوالي 2000 عنوان اختصاصي.
ويضيف.. إن الإقبال على الكتاب العلمي جيد في السوق السورية وهذا دليل كبير على السوية العلمية العالية للمجتمع بشكل عام مشيراً إلى أن المهتمين بالكتاب العلمي هم طلاب الجامعات وأساتذتها والمختصون.
ويرى بركات أن قراءة الكتاب العلمي باللغة العربية لا تكفي للارتقاء بثقافة ومعرفة المجتمع وسويته العلمية بصورة عامة فنحن بحاجة لنشر ثقافة قراءة الكتاب العلمي باللغة الأجنبية في المجتمع بصورة أكبر لتحقيق الغاية المرجوة.
ويوضح مشرف مركز المنار أن أسعار الكتب العلمية في المعرض معتدلة والحسومات تصل ل70 بالمئة على الكتب الطبية ول30 بالمئة على الكتب الهندسية مبيناً أن هناك أفكاراً متعددة يتبعها المركز للتشجيع على قراءة الكتب العلمية المتخصصة بلغتها الأم من خلال المعارض التي يقيمها في الجامعات والمدارس والحسومات التشجيعية التي يطرحها من وقت لآخر.
بدوره يقول حسين النوري وكيل مكتبة لبنان ..إن الإقبال على الكتاب العلمي في تراجع من عام لآخر بسبب التوجه نحو الإنترنت والكتاب الرقمي بالإضافة إلى أن أسعار الكتاب الورقي في ارتفاع بسبب ارتفاع أسعار الورق وزيادة تكاليف الشحن وغيرها ما يحد من بيع الكتاب عامة والكتاب العلمي خاصة.
ويشير النوري إلى أن الحلول لإنعاش اقتناء الكتاب العلمي حاليا تتركز بدعم الكتاب العلمي من قبل الدولة والتوجه نحو الكتاب الإلكتروني وما يترافق معه من اعتماد معايير حقوق الملكية لحفظ حق المؤلف والناشر ليتم بيعه بعيدا عن القرصنة في السوق السوداء بأسعار بخسة تلحق الضرر بالمؤلف والناشر.