الرئيس الأسد : تدخل الخارج يهدد بتفتيت دول المنطقة ويزيد خطر التطرف فيها
التقى السيد الرئيس بشار الأسد صباح اليوم وفداً من المجلس الاتحادي الروسي برئاسة الياس اوماخانوف نائب رئيس المجلس.
وتحدث الرئيس الأسد خلال اللقاء عن الأحداث التي شهدتها سورية خلال الفترة الماضية والمراسيم والقوانين التي صدرت للارتقاء بمستقبل سورية السياسي والاجتماعي وغيرها من المجالات لافتاً سيادته إلى أن كل خطوة إصلاحية أقرتها الحكومة السورية كانت تقابل بتصعيد وضغوط خارجية سياسية وإعلامية ومحاولات للتدخل في الشؤون الداخلية لسورية فضلاً عن محاولات زعزعة الاستقرار فيها من خلال العمليات الإرهابية المسلحة التي استهدفت المدنيين والجيش ورجال الأمن والشرطة.
وحذر الرئيس الأسد من أن التدخل الخارجي يهدد بتقسيم وتفتيت دول المنطقة ويزيد من خطر التطرف فيها.
وثمن الرئيس الأسد الموقف الروسي المتوازن والبناء من تطورات الأحداث في سورية وحرصها على الأمن والاستقرار فيها.
بدورهم عبر أعضاء الوفد عن اعتزازهم بعلاقات الصداقة التاريخية التي تجمع شعبي وقيادتي البلدين وأكدوا دعم روسيا للإصلاحات الجارية في سورية ورفضها للتدخل الخارجي في الشؤون الداخلية للشعب السوري مؤكدين حرصهم على نقل الصورة الحقيقية لما يجرى على الأرض إلى الشعب والبرلمان الروسي وجميع البرلمانات الأوروبية والصديقة.
حضر اللقاء نائب رئيس مجلس الشعب فهمي حسن والدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية.
وفي الإطار ذاته بحث الدكتور محمود الأبرش رئيس مجلس الشعب مع اوماخانوف سبل تفعيل العلاقات البرلمانية وتبادل الزيارات والخبرات في مجال العمل البرلماني بين البلدين.
وفي تصريح للصحفيين وصف اوماخانوف اللقاء مع الرئيس الأسد بأنه كان بناءً ومثمراً وجرى في أجواء صريحة ومفتوحة وبشفافية وقال.. مرة أخرى تأكدنا من وجود رغبة لدى القيادة السورية للقيام بالإصلاحات في البلاد وتحقيق التحول السياسي الحقيقي والحفاظ على الوحدة الوطنية.
وأضاف نحن متأكدون ان حق تقرير مصير سورية ليس من حق أحد إلا للشعب السوري ومتأكدون أن هذا الشعب لديه الصبر والعقلانية والحكمة لتجاوز المرحلة الحالية وصولا إلى الاستقرار والأمان في البلاد.
وقال اوماخانوف .. نحن على يقين ونأمل بان تتطور الأحداث في سورية بشكل سلمي وآمن دون المزيد من الضحايا لافتاً إلى أن الوفد سيزور عدة مدن سورية ليشاهد واقع الأمر فيها ولينقل الصورة ليس إلى روسيا فقط وإنما إلى المجتمع الدولي.
ورداً على سؤال حول الموضوع الرئيسي الذي تم تناوله خلال اللقاء مع الرئيس الأسد قال أوماخانوف الشيء الرئيسي هو ان الرئيس الأسد كان على قناعة تامة ومتفائلاً بمستقبل سورية وقدرتها على تجاوز المحنة الحالية بطريقة سلمية.
وأضاف … كما بحثنا مع رئيس مجلس الشعب سبل تطوير التعاون البرلماني بين بلدينا على كافة المستويات بما في ذلك المستوى الثنائي والدولي، وقال إن سورية تواجه الآن سيلاً ضخماً من المعلومات والأخبار المزورة حول الوضع فيها ومهما كان حجم هذه الأخبار والمعلومات يجب ألا يكون بديلاً من الاطلاع على حقيقة الأحداث عن كثب.
وأشار اوماخانوف إلى ضرورة مواصلة العمل بين اللجان البرلمانية المختصة في سورية وروسيا وتنسيق السياسات الإعلامية وآليات العمل في الدوائر البرلمانية الدولية وتبادل الخبرات في مجال الإصلاح السياسي، لافتاً إلى أن القيادة السياسية في سورية تعي حقيقة الوضع وآليات معالجة الأزمة وتوحيد جهود كل القوى لما فيه خير الوطن.
وبين اوماخانوف ان موضوع التحول والإصلاح السياسي لا يتم بين ليلة وضحاها وإنما يتطلب مزيداً من الوقت والجهد، منوهاً ببرنامج الإصلاح الشامل الذي يقوده الرئيس الأسد والخطوات المدروسة والمتوازنة التي تنتهجها القيادة في سبيل بناء دولة ديمقراطية حديثة.
بدوره قال الدكتور الأبرش إن لقاءه وأوماخانوف تناول ما صدر من تشريعات، إضافة لوضع الأسس للتعاون المثمر بين مجلس الاتحاد الروسي ومجلس الشعب لتنسيق مواقف مشتركة على مستوى المؤتمرات الدولية.