معرض فني تحية للراحل عادل سلوم
عزلته الطويلة في بلدته حزور جعلته يعتكف في أحضان الطبيعة السورية إلى أن فارق الفنان عادل سلوم الحياة في 27
تموز من عام 2009 تاركاً وراءه أكثر من خمسين عملاً فنياً دأب على إنجازه من وحي جغرافيا بلاده مستلهماً سيمفونية لونية خاصة من جدلية الموت والحياة تاركاً لعذوبة الضوء مساحة من الألق في لوحاته التي تلخص سيرة حياة.
وفي لفتة طيبة من أصدقاء الراحل وعائلته أقام المركز الثقافي الروسي بدمشق معرضاً جماعياً لكل من الفنانين فراس كالوسية وجورج مسعد وربيعة كرباج قدم هؤلاء من خلاله تحية محبة إلى روح الفنان سلوم عبر أكثر من 26 لوحة اندمج فيها أكثر من أسلوب فني معشقاً بين عدة مدارس في الفن التشكيلي المعاصر من سريالية وتكعيبية وانطباعية.
وقالت الفنانة ربيعة كرباج إن هذا المعرض عبارة عن جزء بسيط من الروح العظيمة التي كان يملكها الفنان الراحل عادل سلوم إذ حاولنا من خلال اللوحة عكس ولو جزء بسيط من الداخل الإنساني المتأمل في هيئة الحياة وتناقضاتها العديدة من خلال علاقتنا مع اللون وتوزيع الظلال على سطح اللوحة مقاربين بين سمات الفنان الراحل وبين شفافية الضوء المنبعث من اللون وانعكاساته على وجوهنا كبشر.
بدوره قال الفنان فراس كالوسية في حديث خاص لسانا إن المعرض يحمل قيمة روحية عالية ما بين الجيل الذي مثله الفنان الراحل وجيلنا كفنانين شباب نطمح إلى تعزيز التجربة التشكيلية السورية وتعميق ما تركه لنا الفنانون الأوائل منقبين عن هويتنا الخاصة عبر علاقتنا بتكوينات اللوحة وبصريتها الفريدة في محاكاة الواقع والحياة ككل وجداني يعيه البشر زمنياً وحسياً وشعورياً بعيداً عن القيم المادية.
من جهته قال الفنان جورج مسعد إن التقنية التي اعتمدها في رسم لوحاته كانت نابعة أصلاً من إحساسه بقيمة الفن الذي تركه لنا الفنان الراحل عادل سلوم الذي أعطى بصمت ورحل بصمت بعيداً عن شهرة لم يفكر بها بل أصر حتى النهاية على مزاولة الفن كقضية شخصية تضع الموضوع في مواجهة الذات المبدعة وتضع العالم في مواجهة الفنان بعيداً عن ثنائية الجمهور والمتلقي إذ كان سلوم يطمح في عمله إلى اكتشاف ذاته التي كان يعتبرها ذاتاً جماعية قبل كل شيء.
وقالت زوجة الراحل السيدة جانيت عشي إن حياة الفنان الراحل كانت بحد ذاتها ممارسة واعية لدور المبدع الحقيقي الذي كان يعتبر الفن مجابهة مستمرة مع البشاعة ومع قيم الشر المهيمنة على عالم اليوم المتمثلة في تلك النزعة الإمبراطورية التي تريد محو شخصية الشعوب وتدمير هويتها الثقافية ولذلك أصر سلوم حتى النهاية على مقارعة الظلم في لوحاته التي كانت انعكاساً طبيعياً لمأزق الإنسان في وجوده.
يذكر أن الفنان عادل سلوم من مواليد حلب 1956 درس الفن في الإدارة السياسية وهندسة الميكانيك في جامعة دمشق اتصف أسلوبه بإتباع المذهب التجريدي متخذاً من الموسيقى حالة لونية عالية التعبير عن جوانيات النفس البشرية ومعاناتها ومكابداتها اليومية.