لوحات راقصة تصور اندماج الحضارات في سورية مع فرقة بارمايا لإحياء الفلكلور السرياني
صورت فرقة بارمايا لإحياء الفلكلور السرياني عبر لوحاتها الراقصة اندماج الحضارات والثقافات المختلفة في سورية
من سريانية وآشورية وكردية وأرمنية وعربية بدوية وغيرها مقدمة طقس العرس السرياني وتقاليده ضمن عرض غنائي راقص على مسرح قلعة دمشق وذلك ضمن مهرجان دمشق للفنون الشعبية الذي بدأ في الثاني عشر من الشهر الحالي ويستمر حتى التاسع عشر منه.
وقدم العرض في قلعة دمشق ضمن مهرجان دمشق للفنون الشعبية رقصات متنوعة برفقة الموسيقا والغناء السرياني باستخدام شتى اللهجات السريانية الشرقية والغربية فضلا عن لهجة جبال القلمون (أي معلولا) مصورا طقوس العرس السرياني المختلفة كطقس الخطبة والحناء وغيرها.
وعبر العرض بقوة عن تمازج الحضارات في سورية وانفتاحها الكبير على بعضها مع المحافظة على الخصوصية والثراء الثقافي الذي يعطي لهذه الفسيفساء السورية قوتها وتنوعها كما ضم الحفل مقاطع لآلة المزمار الموسيقية مع الطبل وهي آلة نفخية سريانية قديمة.
وقال جورج قرياقس مدير الفرقة إن العرض يحمل اسم نسمات أو أوتار من الجزيرة والفرقة قدمت العرس السرياني بطقوسه كلها وهي الطلبة والخطبة والحنة وطقس الجبلانا والزفاف وغيرها والجبلانا هو طقس قديم يرمز لشجرة الحياة السومرية أو شجرة الحياة في الجنة التي تحمل فواكه محلاة كان العرسان يقفان قربها ونجد هذه الشجرة مرسومة على أزياء الراقصين أيضا وتحديدا أثواب السيدات.
ولفت إلى أن الفرقة ركزت على اللغة السريانية كنوع من الحفاظ عليها وتسليط الضوء على التراث أما الأزياء فهي مستمدة من طبيعة بلادنا عبر العصور كلها وتحمل ثقافة الإنسان الشعبي الذي كان يرى حوله الطبيعة والأشجار والميثولوجيات فيطبقها ومن الأسماء التي تطلقها اللغة السريانية على فستان المرأة (نحتو) ورأسه الكمة (قبعو) والكمر (كمرو أو حاصو) وأقراط العروس (المروودة) إضافة إلى الشيرة والدشبلك.
وقال قرياقس.. يعد المزمار واسمه بالسرياني (طاغولو زرناي) من أول وأقدم الآلات النفخية وكان يستعمل في أوقات النصر بالحروب مشيراً إلى أن آخر فقرة من العرض كانت عبارة عن بانورما جزراوية من أطياف الجزيرة كلها بدءا من السرياني إلى العربي البدوي إلى الآشوري والكردي والأرمني وهو طيف الجزيرة السورية.
وأوضح أن الفرقة جددت بالتشكيل المسرحي وحاولت تقديم هذه الرقصات بطريقة إبداعية لتكمل ما شكله الأجداد وتطور بالتراث مشيرا إلى أن العرض تضمن أغنية اسمها سورية وطني وهي من كلمات وألحان وتوزيع وتسجيل المغتربين السريان بألمانيا تعبيرا عن حبهم لوطنهم سورية وتتكلم عن جميع مناطق سورية وطبيعتها من الأنهار والمدن والمناطق الأثرية والأحياء وغيرها.
أما الدكتور جوزيف كوز من الحضور وهو سرياني الأصل فأوضح أن الفكرة من الفنون الشعبية تمثل مرآة للماضي وللحضارة السورية القديمة ويجب أن تكون أي الفنون الشعبية مخلصة ووفية للماضي وغير متلاعبة فيه وبالوقت نفسه تربط الفن بالتاريخ والحضارات والماضي.
ورأى كوز أن امتزاج الحضارات في سورية هو قوة للتطور السياسي والاقتصادي والاجتماعي فضلا عن الالتحام الثقافي والديني لافتا إلى أن الديمقراطية الحقيقية والعميقة هي في حب الآخر والعيش معه وما لفت انتباهه بالعرض اندماج الحضارات الذي جاء بشكل غير مباشر ما يعبر عن عفوية التحام الثقافات والحضارات في سورية.
يشار إلى أن فرقة بارمايا لإحياء الفلكلور السرياني تأسست في مدينة القامشلي عام 2009 وتهتم بالفن السرياني السوري القديم بكافة أشكاله وتطويره بما يتلاءم مع التطور الحضاري والثقافي للعصر مع الحفاظ على هوية الفن السرياني الذي يعد وريث الفنون المتعاقبة السومرية والفينيقية والأكادية والكلداتية والبابلية والآشورية والآرامية ويمتد بجذوره التاريخية إلى أكثر من 5000 عام.
وتصور فرقة بارمايا بأعمالها الفلكلورية الجمال والأرض والإنسان المستمدة من طبيعة بلادنا الجميلة وطقوسها الاجتماعية وتقدمها بنظرة عصرية مع المحافظة على روح التراث وتتألف الفرقة من 75 متدربا تقريبا من الذكور والإناث وبفئات عمرية مختلفة موزعين على أربع فرق عمرية.