دولة الوهم أم وهم الدولة
بعد كل هذا الضجيج الديبلوماسي والإعلامي من قبل جميع دول – ( العالم الحر والديمقراطي ) – والسعي الحثيث من قبل هذا العالم لإقناع القيادة والشعب الفلسطيني بضرورة عدم الذهاب إلى أعلى هيئة دولية في العالم لإنتزاع أعتراف ،
مجرد أعتراف بهويته ودويلته – ( مع الملاحظة أن الفلسطينين ليسوا ذاهبين للمطالبة بكامل دولة فلسطين ) – من قبل العدو الإسرائيلي .
وأستمرار هذا العدو بالتعالي والأستكبار على جميع دول العالم دون أستثناء وبلا شعور بالذنب أو الأعتذار عن نتائج أعماله الهمجية والبربرية ، بل أستمرار هذا العدو بالمكابرة وبمحاصرة غزة والضفة و التنكيل بشتى وسائل الهمجية والعنف بالشعب الفلسطيني .
تذكرت أنني قرأت عن خطبة ألقيت في زمن الحرب العالمية الثانية من قبل ( أمير الأمبريالية العالمية السير ونستون تشرشل ) كانت الخطبة التي ملأت سمع الدنيا ، أستجابة ورد فعل لقصف عشوائي متقطع لعدة أسابيع فقط على بلده …..
ولم يكن ذلك أستجابة لاحتلال بلده ، أو بسبب هدم وإزالة ثلاثة أرباع مدنه وقراه ، ولم يكن الداعي رد فعل للمذابح ، وزج الناس في السجون الجماعية ، والاعتقالات القهرية ، والتعذيب في المعتقلات .. لم تكن الخطبة العصماء من أجل شجب سرقة أرض وممتلكات شعب بأكمله ، أو لتحويل شعبه بين عشية وضحاها إلى لاجئين معوزين ، تأويهم خيام معسكرات جماعية ، يراقبون ، ويضهدون ، ويضايقون أينما حلوا .. أينما هربوا … لم تكن كلماته لعناً وشجباً بسبب سبعين سنة من المحنة يقطعها بين فترة وأخرى قصف بربري بالقنابل ، واجتياح … وتشتيت جديد
فهو يقول بهذه الخطبة التالي :
( ليس عندي ما أقدمه لكم إلا الدم ، والدموع ، والعرق … إنكم تسألونني ما هي سياستنا ؟ واقول لكم أن نشن الحرب بحراً ، وبراً ، وجواً … بكل ما نملك من سطوة ورباطة جأش ، وبالقوة التي يمنحنا الله لكي نشن هذه الحرب على هذا الوحش المستبد ، والذي لم يسبقه أحد في هذا المسلسل من الجرائم البشرية المظلمة والباعثة على الأسى … هذه هي سياستنا ، وهذا هو طريقنا …. وتسألون ، ما هو هدفنا ؟؟؟؟
وأجيبكم في كلمة واحدة … النصر … النصر .. بأي ثمن … النصر بالرغم من كل الفزع … النصر مهما كان الطريق طويلاً وشاقاً … لأنه بدون النصر … لن تكون هناك حياة لنا … لا بد أن تفهموا ذلك جيداً … لن تكون هناك حياة لنا .. وأنا أشعر وكلي ثقة أن قضيتنا لن تكون قابلة للفشل ، وأنا أشعر أن من حقي أن اسألكم جميعاً أن تضعوا أيديكم في يدي).
وبعد أسبوع واحد من هذه الخطبة …أعطى هذا التصريح :
( سندافع عن جزيرتنا ، مهما كان الثمن .. سنحارب على كل الشواطئ …سنحارب على كل بقعة من الأرض … سنحارب في الحقول …سنحارب في الشوارع … سنحارب في الوديان وعلى الهضاب …ولن نستسلم أبداً … وحتى لو – وأنا لاأعتقد للحظة واحدة أن هذه اللو ستحدث – حتى لو استعبدنا وحتى لوجعنا ، فلن نتوقف عن الكفاح … والمقاومة ) .
ويبقى السؤال مطروحاً ؟؟؟؟
ما هو الشيء الذي يسمح لأمير الأمبريالية السير ونستون تشرشل أن يتفوه بكل هذه الكلمات الحماسية ، وفي نفس الوقت يجعلها محرمة على الشعب الفلسطيني ؟؟؟
لا شيء …. إلا العنصرية العمياء والتي تلقي بظلامها على الضمير الإنساني في مجتمعاتنا .
بقي أن نذكركم أنه في أحد القصص يروى :
أنه في نهار مشمس و جميل شاب و زوجته الشابة من الطبقة الأرستقراطية يلعبون الجولف ، طارت كرة الجولف إلى فيلا تبعد عنهم بقليل ذهبا لتفقدها و إذا بها قد كسرت زجاج نافذة الفيلا
و بما أنهم من الطبقة الأرستقراطية قالوا عيب أن نسكت
سندق باب الفيلا لتعويض صاحبها و فعلآ قاموا بذلك و فتح لهم الباب رجل في العقد السادس من عمره بادره الشاب … نحن متأسفين جداً فكرة الجولف التي كسرت الزجاج تخصنا و نحن مستعدين لتعويضك عن ما تلف.
فقال لهم الرجل تفضلوا فدخلوا و رأوا مزهرية ورد مكسوره قال لهم أتعرفوا أن هذه المزهريه يعود عمرها إلى ستة الآف عام مضت ، هنا علم الشاب وزوجته أن ثمنها سيكون باهظاً ولكن لا يهم …. هكذا قال الشاب في نفسه
فقال للرجل سأعوضك عنها و لو كان ثمنها ثروتي كلها
فقال له الرجل بالعكس أنا أريد أن أشكركم
فأنا من الجن السادس من أسرة شهربور وأبي حبسني في هذه المزهرية من ستة الآف عام لغضبه مني
و أنتم الآن قد حررتوني بكرة الجولف التي كسرت المزهرية
لا أعرف كيف أشكركم ولهذا فلكل منكم له ما يطلب في جلستنا هذه.
أصيب الشاب و زوجته بالذهول و سرعان ما تمالكوا أنفسهم
وبدأت الزوجة في الطلبات …
جميع فساتين العالم والمكياجات و أدوات التجميل إضافة للسيارات الفاخرة و قصر عظيم و حلي و جواهر و ألف خادم وخادمه .
ومن بعدها بدأ الزوج في الطلب ….
أموال و عقارات و سندات و أراضي و شركات و حسابات في البنوك و مركز مرموق لا يضاهيه مركز و كل ما خطر بباله .
قال لهم الجني لكم كل ما طلبتم و لكن لي عندكم طلب واحد .
فأجابوه لك ما تطلب :
فقال أنا محبوس من أكثر من ستة الآف عام ولم أرى أية إمرأة
و أشتاق للنساء فهل يمكن أن أختلي بزوجتك لمدة ساعة في أية غرفة و أجيبكم إلى طلباتكم.
أخذ الزوج زوجته و تناقشوا في هذا و قالوا مش مشكله ساعه و لن يعرف أحد و ستتغير حياتنا ،فوافقوا و أخذها الجني إلى إحدى الغرف و إنتظرهم زوجها هذه الساعة على أحر من الجمر
وكان كلما تذكر ما الذي يحدث لزوجته هذه اللحظه يبعد تفكيره و يقول هي مرة واحده و سيكتب لنا السعـد.
مرت الساعة و رجع الجني و معه الزوجة و جلسوا بالصالون
أخرج الجني سيجار و أشعله و أخذ نفساً عميقاً و أخرج الدخان وهو يتابع صعوده في تلذذ ، ثم وضع رجلاً على الأخرى و قال موجهاً كلامه للزوجه …. كم عمرك ؟؟
فقالت ثلاثون
فقال موجهاً كلامه لزوجها ……. وأنت كم عمرك ؟؟؟
فقال ست و ثلاثون
فقال لهم طيب مش عيب عليكم تكونوا في هالعمر وتصدقوا إن فيه جني محبوس في مزهرية من ستة الآف سنه.
أسرد هذه القصة كونها تصف واقعنا نحن ووهم قيام دولة فلسطين العربية بطريقة الأعتراف الديبلوماسي – ( الشحادة ) – بعد أن تنازلنا وتخلينا عن بنادقنا – ( و صفيت كافة القيادات المناضلة ) – رمز كرامتنا .
وسعي جميع القيادات العربية بلا أستثناء – ( للقضاء على فكر وتيار ودول المقاومة إرضاءً للعالم الغربي الحر والديمقراطي ) – لصالح العمل الديبلوماسي الوهمي بمعنى آخر – ( الأعتدال العربي ) – .
( الرجاء الأنتباه : ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة ) رحم الله قائلها .