المقـداد يطالب بالتحقيق مع سعد الحريري
نفى الدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري ان يكون الوفد الأميركي الى اجتماع اللجنة الأمنية لدول جوار العراق الذي استضافته دمشق قبل أيام وجه أي اتهامات إلى سوريا بالاستمرار في تسهيل عبور المسلحين والإرهابيين الى العراق،
مؤكدا ان رئيسة الوفد الأميركي لم توجه مثل هذه الاتهامات، ووصف المقداد كل ما جرى تداوله في بعض وسائل الإعلام حول هذا الموضوع بأنه مجرد إشاعات لا أساس لها من الصحة. وأضاف في حوار خاص ان البيان الختامي الذي صدر عن الاجتماع قد تضمن فقرة واضحة دعت الى ضرورة عدم استخدام العراق كقاعدة للعدوان على دول جوار العراق، اضافة الى تعهد من الدول المشاركة بالعمل على منع تهريب أي سلاح أو مقاتلين الى داخل العراق. وأعرب المقداد عن أسفه الشديد لتغيب السعودية عن هذا الاجتماع الدولي الهام، مشيرا الى ان العلاقات بين دمشق والرياض لاتزال على وضعها الراهن، بالرغم من الجهود الحثيثة لتصحيح الخلل في هذه العلاقات. وكشف ان عدة اطراف عربية قامت بجهود ومبادرات لعقد لقاء سوري – سعودي، مؤكدا انه لم تكن هناك أي استجابة من جانب الرياض تجاه الوساطات التي حصلت، وردا على سؤال حول امكانية ان يقوم الرئيس ساركوزي خلال زيارته المرتقبة للرياض بجهود الوساطة لتحسين العلاقة السورية – السعودية، أكد المقداد ان سوريا ترحب بجهود أي طرف سواء كان عربيا أو دوليا، تصب في هذا السياق، لكنه نفى علم الجانب السوري بوجود مبادرة فرنسية من هذا القبيل، مجددا موقف سوريا الحريص على تحقيق التضامن العربي، وتجاوز حالة الانقسام والخلاف في العلاقات العربية – العربية.
وأشار الى ان سوريا وكونها رئيسة القمة العربية لم تفشل في استعادة علاقات التضامن مع بعض الدول العربية وانما الآخرون هم الذين اخفقوا، داعيا الى مزيد من التحرك العربي على هذا الصعيد، وكشف د. المقداد ان هناك قوى إقليمية تقدم الدعم والتمويل لمنظمات وشبكات إرهابية لزعزعة الأمن والاستقرار في كل من سوريا ولبنان، واصفا الاتهامات التي ساقها تيار المستقبل اللبناني ضد سوريا بأنها «سخيفة ولا تستحق أي رد» وطالب بأن تقوم الأجهزة اللبنانية بالتحقيق مع النائب سعد الحريري، للتأكد من مدى علاقته مع تنظيم «فتح الإسلام» الذي جرى تمويله.
وردا على سؤال آخر فيما اذا كانت دمشق تقف الآن أمام خيارين: إما مستقبل العلاقة مع ايران وحزب الله، وإما اختيار طريق السلام مع إسرائيل، أكد المقداد ان مثل هذا الأمر غير مطروح على جدول القيادة السورية.