أكثر من 63 ألف طن إنتاج سورية من الفستق الحلبي الموسم الحالي
تحتل أشجار الفستق الحلبي 6 بالمئة من مجمل مساحات الأشجار المثمرة في سورية بمساحة تقدر بنحو 56 ألف هكتار
تتركز في محافظات حلب وحماة وإدلب وريف دمشق والرقة والسويداء فيما يقدر عدد الأشجار بنحو 10 ملايين شجرة منها أكثر من 7ر6 ملايين شجرة في طور الإثمار بمردود 1ر11كيلوغراما للشجرة.
وتوقعت وزارة الزراعة في خطتها الإنتاجية للموسم المقبل أن يصل إجمالي المساحات المزروعة بالفستق إلى أكثر من 61ألف هكتار وإنتاج أكثر من 76ألف طن فيما تشير الدراسات والإحصائيات الاقتصادية إلى تفوق الفستق الحلبي في جميع مناطق الاستقرار الزراعية البعلية على جميع المحاصيل الزراعية المماثلة من حيث الإنتاج الإجمالي والناتج الصافي وذلك لانخفاض تكاليف إنتاجه.
وبين المهندس حسن إبراهيم مدير مكتب الفستق الحلبي في الوزارة إن عمليات جني وتسويق محصول الفستق الحلبي للموسم الزراعي الحالي انتهت تقريبا متوقعا أن تفوق كميات الإنتاج 63 ألف طن علما أن سورية تأتي في المرتبة الثالثة عالميا بإنتاجه والأولى في نوعية الفستق من حيث التركيب والطعم والفائدة.
وأشار إبراهيم لوكالة سانا إلى إن الموسم الحالي تميز بقطاف المحصول وتسويقه بشكل مبكر قياسا بالعام الماضي الأمر الذي أسهم في إنتاج محصول بمواصفات عالية الجودة وبلون أخضر يناسب بعض الصناعات الغذائية وخاصة البوظة والحلويات موضحا أنه رغم فروقات الوزن بين المحصول الذي اكتمل نضجه والفستق الأخضر الأقل وزنا والذي لم ينضج بشكل كامل غير أنه أعلى سعرا وجودة الأمر الذي من شأنه تعويض فروقات الوزن على المنتجين.
وأوضح مدير المكتب أن محافظة حماة تأتي بالمرتبة الأولى بين المحافظات في إنتاج الفستق كماً ونوعاً والثانية بعد حلب في عدد الأشجار التي يبلغ عددها فيها 4 ملايين شجرة مقابل 3 ملايين شجرة في حماة منها 8ر2 مليون شجرة مثمرة لافتا إلى أن زراعة هذه الشجرة انتشرت في معظم مناطق المحافظة وخاصة في قرية مورك التي يبلغ عدد الأشجار فيها 800 ألف شجرة منها 750 ألف شجرة مثمرة إضافة إلى انتشاره في مناطق وقرى معردس ومعان وعطشان وصوران وطيبة الأمام وقمحانة.
وأشار إلى أن تفوق حماة بزراعة وإنتاج الفستق ناجم عن توافر الخبرات الجيدة من مهندسين وزراعيين وفنيين ومتخصصين والتطبيق الجيد للطرق الحديثة في التعامل مع الشجرة من خلال استخدام الطرق الملائمة في حراثة الأرض وري الأشجار مع التوسع في أسلوب الري الحديث بالتنقيط إضافة إلى عمليات التسميد المستندة إلى أسس علمية وعمليات التقليم وتنظيم البساتين بشكل جيد وترشيد استخدام المبيدات وإجراء عمليات المكافحة في مواعيدها المناسبة.
وبين إبراهيم أن مزارعي حماة يصفون شجرة الفستق الحلبي بالشجرة الذهبية لكونها ذات قيمة اقتصادية ومردودية عالية حيث يقدر إنتاج الدونم الواحد منها سنوياً حوالي 400 كيلوغرام وبقيمة تصل إلى 50 ألف ليرة سورية.
وعن الأصناف التي تنتج في سورية قال مدير مكتب الفستق الحلبي إن سورية تنتج أكثر من 20 صنفاً من أصناف الفستق منها العاشوري ويحتل المركز الأول بنسبة 85 بالمئة من المساحة المزروعة يليه العليمي الأحمر بنسبة 5 بالمئة ثم الباتوري الأبيض بنسبة 5 بالمئة وباقي الأصناف تحتل 5 بالمئة وتشمل العجمي وناب الجمل والجلب الأحمر والبندقي والعليمي الأبيض وعين التينة والمراوحي واللاذوردي والبياض وأبو ريحه وغيرها.
ولفت إبراهيم إلى أن أشجار الفستق الحلبي تمتاز بسهولة التعامل معها وتبدأ الشجرة بالإنتاج في عمر 8 سنوات فيما يبدأ الإنتاج الفعلي لها من عمر 12 سنة ويستمر حتى الخمسين عاما ولا تحتاج لسقاية ورعاية كبيرة فضلاً عن كونها تزرع بعلاً وريا إضافة إلى أن هذه الشجرة لا تحتاج إلى تربة خصبة فضلاً عن حاجتها المحدودة للمياه ويكفي هطول مطري بمعدل 300ميليمتر في العام لنمو وإثمار الشجرة وفي حال الرغبة بزيادة الإنتاج يمكن إرواؤها مرتين في نيسان قبل الأزهار وفي حزيران في بدايات اللب الثمري.
وبالنسبة للصادرات السورية من الفستق بين أن إجمالي الصادرات من قلب الفستق بأنواعه وصل حتى الآن إلى 62ر10آلاف طن تقريبا فيما بلغت الصادرات من الفستق العظم واليابس بأنواعه817طنا تقريبا علما أن المكتب لم يتوقف عن عمليات التصدير في الموسم الحالي.
وعن القيمة الغذائية لثمار الفستق الحلبي قال المهندس جهاد المحمد الاختصاصي في هذا المجال إن الثمار تتكون من 54 بالمئة دهونا و23 بالمئة بروتينا و7 بالمئة كربوهيدرات و2 بالمئة أليافا و3 بالمئة أملاحا معدنية مختلفة من حديد وكالسيوم وفوسفور مشيرا إلى أن العطارين يستخرجون من ثمار الفستق الحلبي زيتاً يستخدم في صناعات عطرية وطبية ما رفع الطلب العالمي عليه.
ورأى المحمد أنه رغم أهمية هذه الزراعة الاقتصادية والاستراتيجية والغذائية في سورية إلا أنها ما زالت بعيدة عن طموحات وتطلعات مزارعيها وسائر القائمين عليها من حيث تحقيق معدلات الإنتاج المطلوبة ورغم التطور الكبير الذي شهدته هذه الزراعة خلال السنوات الخمس الأخيرة نتيجة ازدياد الوعي والخبرة لدى المزارعين والمهندسين والفنيين بضرورة رفع الإنتاج في وحدة المساحة وتحسين النوعية لكن هذا التطور يبقى بطيئاً نسبياً مقارنة مع أهمية هذه الثمرة اقتصادياً واستراتيجياً إضافة إلى أن الشجرة لا تزال حتى الآن بعيدة عن البحث العلمي ولاسيما من جانب الجامعات وكليات الهندسة الزراعية ومراكز البحث حيث لم يتم حتى الآن تحديد احتياجات هذه الشجرة بشكل دقيق وكذلك توصيف وتشخيص الأمراض والآفات التي تصيبها وإيجاد الحلول المناسبة.
ويؤكد خبراء هذه الزراعة أن شجرة الفستق الحلبي هي من الأشجار المعروفة منذ القدم حيث تشير المراجع إلى أنها عرفت منذ 3500 سنة قبل الميلاد وبدأت زراعتها في عين التينة بمنطقة القلمون لافتين إلى أن الشجرة معروفة منذ عهد الأشوريين ويعود أصلها إلى شجرة البطم التي توجد في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط وتعود تسميتها نسبة إلى حلب كمنطقة تقليدية بزراعة هذه الشجرة منذ القديم.