(المدخل إلى الموسيقا) مرجع موسيقي بقلم الراحل سليم سروة
يقدم الموسيقار الراحل سليم سروة كتابه المدخل إلى الموسيقا بالحديث عن الفلسفة الروحية الخاصة للموسيقا والتي
تستطيع أن تأخذ الإنسان إلى عالم من الجمال والسحر مشيراً إلى أنه لابد من الاعتراف بأن الإبداع الموسيقي يحتاج إلى موهبة خلاقة خاصة تدخل إلى عالم الروح لتستعير منه الهدوء والطمأنينة وتخرجها بشكل صوتي منسجم يتلقاها الجميع بفرح وسعادة.
ويقسم سروة علم الموسيقا إلى علمين لا غنى لأحدهما عن الآخر الأول هو علم فلسفي روحي موجود في كل إنسان وتتفاوت درجات الإبداع فيه عندما تتدخل الموهبة الخلاقة الساحرة الكامنة في النفس والثاني هو علم الصوت الموسيقي بشقيه السمعي والزمني.
ويقدم سروة في كتابه الصادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب دراسة تاريخية للموسيقا الإنسانية حيث يبدأ بالعصر الجاهلي السرياني السوري متناولاً الموسيقا السومرية والأكادية والأشورية والآرامية والسريانية وهي ما تسمى بالموسيقا السورية التاريخية التي أعطت الكثير من المنجزات الموسيقية مثل القيثارة التي هي من اقدم الآثار الموسيقية في العالم.
ومن الجاهلي السرياني السوري إلى عصر المعرفة السريانية السورية والجاهلي العربي في شبه الجزيرة ثم عصر المعرفة الإسلامية العربية ثم يتجه نحو العصور الغربية الأوروبية متطرقا إلى الموسيقا عند الإغريق والرومان وفي العصر المسيحي والرومانسيك والقوطي وعصر النهضة والباروك والكلاسيكي والرومانتيكي وصولاً إلى القرن التاسع عشر.
ويتجه الكتاب بعد هذا الاستعراض التاريخي للبحث في علم قراءة النوتة الموسيقية وكتابتها مع بعض التسميات اللازمة لذلك حيث يبحث في الأبجدية الموسيقية والأصوات الموسيقية السبعة الأساسية ثم المجموعة السلمية أو السلاسل الصوتية وتكوين السلاسل الصاعدة والهابطة.
وفي فصل آخر يناقش الكتاب أصول الموسيقا وقواعدها العامة وأصول التدوين الموسيقي حيث يدرس العناصر التي تتألف منها النوتة الموسيقية والمدرج الموسيقي والاسم والشكل الكتابي للتدوين ونسبة العلامات بعضها لبعض حيث يدخل في شروح اختصاصية يمكن أن تعتبر مرجعاً في التدوين الموسيقي.
يقع الكتاب الصادر برقم تسعة ضمن سلسلة دراسات موسيقية في ثلاثمئة وتسعين صفحة من القطع الوسط بغلاف يحمل صورة آلة قانون تراثية.
يذكر أن الموسيقار الراحل سليم سروة يعتبر من أهم عازفي القانون في الوطن العربي إضافة إلى موهبته في التلحين والتأليف الموسيقي وقد عزف في كبرى دور الأوبرا والمسارح العالمية وحصل على الكثير من شهادات التكريم والتقدير والشكر من بلده سورية وسائر البلدان العربية والأجنبية وتوفي منذ ثلاثة أشهر عن 78 عاماً.