شكراً روسيا .. شكراً الصين .. كلمات أصبح يرددها الشعب السوري
إن حجم المؤامرة التي تستهدف سورية وشعبها بأمنها واستقرارها ومحاولات التدخل الأجنبي المدعون من الكيان الصهيوني أصبحت نقاط حوار يومية لكل الأطياف السورية , صباح ومساء ..
هذه الهموم التي عاشها ويعيشها المواطن السوري , بسبب ما تواجه بلاده من أزمة صنعها محركات الشر في العالم بماركة الراعي الأمريكي الذي يحاول لعب دور الإخطبوط في منطقة الشرق الأوسط والعالم , لكن ..
هل يمكن لهذا المحرك أن ينال من عزيمة وهمة الدول الصديقة لسورية والتي تقف موقف الحيادي الايجابي تجاه ما يحدث مؤمنة بأن سورية مستهدفة من قوى خارجية على رأسها الشبح الأمريكي الذي يريد فرط سيطرته على العالم بمساندة من دول التحالف العدواني ( فرنسا وبريطانية ) الدول الاستعمارية التقليدية ( قديماً وحديثاً ) إضافة لموالاة دول قطر التي باتت متأهبة ومستعدة للتعاون مع أي طرح جديد يأتيها من قبل الكيان الصهيوني بعدما ظهر للعالم المؤامرة الكبرى التي رعتها قطر من خلال إشراك الاستخبارات الأمريكية والصهيونية في قناة الجزيرة وبصنع القرار الوطني في قطر وبعض الدول الخليجية من خلال مجلس التعاون الخليجي ..
إن لعب دور شرطي المنطقة الذي يمسك بقبضتين الأولى للضغط على الدول العربية وخاصة ذات الطابع المقاوم بأن تتخلى عن خيارها في المقاومة , والثاني هو دعم ومساندة قوى رجعية غير قانونية لتكون مكرسة باعترافات دولية ومحمية من مجلس الأمن الدولي لا يمكن أن يلعبه إلا من تخلى عن شرفه ومبادئه وتمكن من اختراق المواثيق والقوانين الدولية , وهذا الدور كان للولايات المتحدة الأمريكية التي اختارت أن تنصب نفسها شرطي على المنطقة العربية بهدف تكريس وجود الكيان الصهيوني في المنطقة باعتراف دولي وليكن الفيتو الأمريكي أحد حقوق هذه الدولة للتأمر على مجلس الأمن الدولي قبل غيره من المؤسسات الدولية لممارسة الإرهاب والقمع مع الأخوة الفلسطينيين ..
سؤال برسم الإدارة الأمريكية لم تجب عليه تلك الشمطاء التي خرجت وانسحبت من جلسة مجلس الأمن الدولي بعدما سمعت كلام الحق الذي لا يعجبها من سورية , لماذا استخدمت أمريكي ( 50 ) مرة حق الفيتو الأمريكي من أجل تكريس الاعتراف بدولة الكيان الصهيوني " إسرائيل " ولم يتجرأ ضميرها الإنساني لأن تعترف بدولة فلسطين التي هي بالأساس دولة ذات كيان قانوني , لأن مواثيق الاعتراف القانوني الدولي بأية دولة هو توفر ثلاثة عناصر هي (الأرض , السيادة أو السلطة , الشعب) هذه العناصر متوفرة في دولة فلسطين صاحبة الأرض والسيادة والشعب , وغير متوفرة بدولة الكيان الصهيوني الذي لا شعب له ولا أرض ولا سيادة , فالسيادة هي صناعة جديدة بين الموساد والإدارة الأمريكي عبر ممارسة الضغط على مؤسسات المجتمع الدولي , والأرض هي سرقة تاريخية غير مشروعة لقوى الاحتلال الفرنسي البريطاني برعاية أمريكية , أم الشعب فهو مرتزق من كافة دول العالم وليس تجميع محلي ..
في هذه الوقفة الموجزة من السياق المتصارع بين قوى العالم , يشدني شعور الوطني لأن أؤكد اعتزازي وافتخاري بوطني الحبيب سورية , وأجدد اعتزازي مرات ومرات لأننا شعرنا بقوة هذا البلد والوطن وقدرته على مواجهة أكبر المشكلات , فما قدمه الدكتور بشار الجعفري مندوب سورية الدائم بمجلس الأمن الدولي هي نبض الشارع العام في سورية الذي رفض لموضوعات التدخل الأجنبي بشؤون سورية الداخلي , ورفض سياسة استحضار الفتن الطائفية وتشويه الحقائق , رفض التنازل عن خيار سورية بدعم ومساندة المقاومة العربية في الجولان وفلسطين وجنوب لبنان , رفض استهداف الشخصيات الأكاديمية والدينية والعلمية واستنكار ومواجهة هذا الاستهداف الغير شرعي ..
لقد بات الشارع السوري وبعدما تابع عن كسب مقتطفات جلسة مجلس الأمن الدولي , بات مقتنع تماماً بأن هنالك في العالم دول ترفض هذه السياسيات التي تبنتها الدول الاستعمارية في العالم وفي مقدمتها الراعي الأمريكي , والذين وصفوا بالدول التي أشعلت فتيل الحرب العالمية الأولى والثانية و أودت بحياة أكثر من مائة مليون إنسان في العالم ..
كل هذا ومازالوا يطلبون التدخل الدولي بشؤون سورية وتحت عناوين غير قانونية مفادها حقوق الإنسان , لنسأل مرة ثانية أين هي حقوق الإنسان خلال فترة الاحتلال الأمريكي للعراق والذي جعلوه بؤرة توتر يومي بعدما كان موطن استقرار , أين حقوق الإنسان وطائرات الناتو تقصف المواطنين العرب في لبيبا , أين هي حقوق الإنسان والعدوان الصهيوني وإرهابهم ما يزال مستمراً ضد أشقائنا وأخوتنا العرب الفلسطينيين ..
لننقل وبكل أمانة ما يتبادر من أحاديث بين عامة الناس خلال الساعات القليلة الماضية خاصة بعدما تابعوا عن قرب حديث السلك الدبلوماسي السوري في مجلس الأمن الدولي وهيئة الأمم المتحدة ممثلة بالسيد وليد المعلم وزير الخارجية والمغتربين الذي وجه صفعة دبلوماسية أمام اجتماعات الدورة السادسة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة , والدكتور الجعفري الذي وجه ضربة قوية تجاه الدول الاستعمارية والعدوانية بعرضه تفاصيل وخيوط المؤامرة التي استهدفت مبادئ وقيم المجتمع السوري واستخدامهم لغة عدائية تجاه الدول الآمنة وبشكل خاص سورية , فالحوار الذي يشد المجتمع السوري بشكل كبير استخدام الفيتو الصيني لأول مرة في التاريخ والفيتو الروسي منذ وقت ليس بقريب , فحق الفيتو الذي منح لهذه الدول لم يستخدم في الكثير من الأزمات الدولية , إلا أن روسيا والصين فأجاة العالم بشكل عام والشعب السوري بشكل خاص بهذا الموقف الذي يؤكد ارتباط روسيا والصين بالمصداقية والتزامها بالشرعية الدولية ..
شكراً الصين .. شكراً روسيا … هذه هي أبسط كلمات يمكن أن ننقلها من الشارع السوري من مختلف أطيافه وفئات , لأن هذه الموقف تدل على حصر هذه الدول على تحقيق الآمان والاستقرار في المنطقة العربية وخاصة في سورية , تؤكد أيضاً لرفض الخطاب الطائفي والتدخل الخارجي بشؤون سورية , فهذه المواقف هي ترجمة وتكريس للسيادة الوطنية واحترام القانون وبنفس الوقت خلق حالة توازن استراتيجي سياسي داخل مؤسسة مجلس الأمن الدولي الذي بدأت الدول ذات العضوية في الأمم المتحدة تستغرب العديد من قراراته خاصة تلك القرارات التي أساءت لمجلس الأمن عبر التدخل بشؤون الدول الأعضاء في هيئة الأمم المتحدة ..
كلمات الشكر والجميل لا تكفي للتعبير عن تلك المواقف التي بادرت كلاً من الصين وروسيا على إطلاقها , لكنها تنصب في صلب احترامهما للإنسانية وتعزيز حقوق الإنسان لكن بالطريقة الحقيقة ذات المصداقية والوثوقية الجماهيرية , وليست على الطريقة الأمريكية التي تسمح لدول تعمل تحت وصاية الولايات المتحدة الأمريكية بأن تستخدم الفيتو لممارسة الإرهاب والمجازر الجماعية تحت عنوانين وقرارات مجلس الأمن الدولي , معيقة بذلك مسيرة البناء والإصلاح في العديد من الدول , ومحاربة لقمة عيش الشعوب وممزقة حقوقها وحقها في تقرير مصيرها ..