ناسا تواصل رصد كويكبات قد تهدد الأرض
لم يتكهن العلماء بحجم أو توقيت سقوط كويكب بوسط روسيا عام 1908، الذي فجر اصطدامه بسطح الأرض طاقة تدميرية بلغت 30 ميغاطن، بيد أن العلماء يسخرون التقنيات العلمية لتفادي مخاطر حدوث سيناريوهات مماثلة مستقبلاً ..
ويقدر علماء الفضاء أن قرابة 35 ألف كويكب، متوسط الحجم، يهيم قرب الأرض، أي على بعد 120 مليون ميل , وعام 1998، أوكل الكونغرس الأمريكي لوكالة الطيران والفضاء "ناسا" مسؤولية دقة تحديد كم الحطام الكوني ومواقع 90 في المائة من تلك الصخور التي قد تمثل خطورة على الأرض وتحديد مسارها في الفضاء.
وفي 29 سبتمبر/ أيلول الماضي، قلص "مختبر الدفع النفاث" بكاليفورنيا، التابع لناسا، عدد الكويكبات، المتوسطة الحجم، التي ربما تشكل خطراً على كوكبنا، من 35 ألف إلى 19500 فقط، وذلك باستخدام مركبة "الفضاء – مستكشف المسح بالأشعة تحت الحمراء – "وايز" (Wide-field Infrared Survey Explorer WISE).
وقامت المركبة، وبحسب مجلة "التايم" الشقيقة للشبكة، خلال الفترة من مطلع 2010 وحتى فبراير/ شباط الماضي، بمسح الأفق مرتان لرصد نماذج تقنية من المواد الخطرة الهائمة بالفضاء، وتمكنت من تخزين معلومات لنحو 5200 كويكب متوسط الحجم، من إجمالي 19،500، ما يتيح لناسا تعقب تحركاتها، بجانب 911 من 981 من الصخور الضخمة.
وكان "وايز" قد بدأ مهامه بالتحليق حول مدار الأرض منذ عام 2009، ويواصل اكتشاف ورصد وجمع معلومات بشأن الملايين من تلك الأجسام الهائمة.
ويشار إلى أن كاميرا "مستكشف المسح بالأشعة تحت الحمراء أو "وايز" WISE ، ترصد، وباستخدام الأشعة تحت الحمراء، الضوء والحرارة المنبعثان من أجسام هائمة، لربما فشلت تلسكوبات أخرى، مثل هابل، في التقاطها.
وكان "وايز" قد انضم إلى تليسكوب سبيتزر الفضائي التابع لناسا، ومرصد هيرشل الفضائي التابع لوكالة الفضاء الأوروبية لرصد الكويكبات والمذنبات المختلفة التي قد تكون خطرة.
ويتضمن برنامج "وايز" أيضا رصد نجوم قاتمة تسمى "الأقزام السمر"، والملايين من المجرات البعيدة، وجاء إطلاقه بعد تقرير نشرته الوكالة الوطنية للعلوم حذر من أن "ناسا" لن تكون قادرة على الاستمرار في تعقب الكويكبات والنيازك التي تشكل تهديداً للأرض جرا نقص التمويل.
ويذكر أن قوة التفجير الناجمة عن انفجار الكويكب في الهواء قرب نهر "تونغوسكا" وسط روسيا قدرت بـ38 ميغاطن، أقوى بألف مرة من القنبلة الذرية التي أسقطت على مدينة "هيروشيما" اليابانية، وتسبب في القضاء على 80 مليون شجرة وتدمير منطقة قدرت مساحتها بـ 830 ميلاً مربعاً.
وكان كويكب ضخم قد اصطدم بالأرض قبل 65 مليون سنة مضت مرسلاً سحباً كثيفة من الدخان والغبار تسببت في حجب أشعة الشمس وبرودة الأرض والقضاء على الديناصورات.