أخطار كبيرة تواجهها آبل بعد رحيل مؤسسها ستيف جوبز
فيما تنعي صناعة التكنولوجيا المتطورة ستيف جوبز الذي توفي عن 56 عاما، سيواجه مدراء شركة آبل التي أسسها التحدي المتمثل
في مواصلة تقديم منتجات ناجحة مع تفادي المشاكل التي ابتلت بها شركات أخرى فقدت مؤسسيها المحبوبين.
ويكمن الخطر الذي يواجه ادارة آبل بعد رحيل جوبز في اتباع الدروس التي نقلها الى زملائه من مدراء آبل خلال السنوات الأربع عشرة الماضية دون ان يكونوا أسرى تركته، فيعجزون عن التكيف مع التغيرات المقبلة.
ولخص تيموثي كوك، الذي كان مساعد جوبز في آبل فترة طويلة، فحوى هذه الموازنة الصعبة في رسالة الكترونية وجهها في أواخر آب الماضي الى جميع العاملين في آبل بعد توليه الدفة من جوبز في منصب الرئيس التنفيذي. وكتب كوك في رسالته قائلا :"أُريدكم ان تكونوا واثقين بأن آبل لن تتغير".
واعتبرت الرسالة في جانب منها محاولة لطمأنة أسرة العاملين القلقين في آبل الى ان الالتزام بالتجديد والابتكار الذي أرساه جوبز لن يتغير حتى إذا لم يعد هو مشاركا في ادارة عمليات آبل من يوم الى يوم. ولكن خبراء في الادارة يؤكدون ان التغيير هو على وجه التحديد ما تحتاجه الشركات في احيان كثيرة لمواكبة ظروف السوق المتبدلة في السنوات التي تلي رحيل مؤسسيها.
وتسوق شركة وولت ديزني مثالا ساطعا يحذر من عواقب انعدام المرونة. ففي السنوات التي أعقبت وفاة مؤسس الشركة الترفيهية العملاقة عام 1966 سعى مدراؤها الى البقاء أمناء على روح وولت ديزني. وحافظوا طيلة سنوات على مكتب ديزني القديم وكأنه متحف.
وكان مدراء ديزني كثيرا ما يثنون على عملية صنع القرار في الشركة قائلين ان ديزني كان سيريد ذلك. ولكن بحلول اواخر السبعينات أخذت ديزني تواجه صعوبات بعد سلسلة من الأفلام الفاشلة تجاريا وتعرضها لمحاولة استملاك عدائية. وتطلب الأمر ان تستعين الشركة بخدمات مايكل آيسنر ومدراء آخرين في الثمانينات لمد شركة ديزني بدم جديد من خلال استثمارات جريئة في انتاج افلام الصور المتحركة وفتح مدن الملاهي وسلسلة من المخازن التجارية.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن ديفيد يوفي الاستاذ في كلية ادارة الأعمال بجامعة هارفرد ان آبل لا يمكن ان تقع في هذا المطب لافتا الى ان العمل على أساس المبدأ القائل "ان هذا ما كان ستيف سيفعله" سيكون وصفة للمتاعب.