حملة احتلوا وول ستريت تقترب من إتمام شهرها الأول وتتحول إلى كابوس يهدد إدارة أوباما
مع اقتراب حملة احتلوا وول ستريت من إتمام شهرها الأول وتمكنها من الحصول على دعم العديد من الشخصيات السياسية والعامة في أمريكا بدأت الإدارة الأمريكية بتحسس خطر هذه الحملة التي لم تفلح الاعتقالات بإيقافها فأعلنت بالتنسيق
مع مالك المنتزه الذي يعتصم فيه المحتجون عزمها على طردهم منه بحجة أنه أملاك خاصة وبحاجة للتنظيف في وقت يحشد فيه منظمو الحملة صفوفهم لتنظيم المحتجين ومنع الإدارة الأمريكية من الوصول إلى غايتها ..
ففي محاولة منها للقضاء على الحركة التي تحولت إلى كابوس يهدد مستقبلها القائم على تحالف المال والسلطة أنذرت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما المحتجين لإخلاء منتزه زوكوتي الواقع في قلب الحي المالي الشهير وإزالة كل ما جمعه المتظاهرون الذين يقيمون ويبيتون فيه منذ 17 أيلول الماضي.
وتحت ذريعة تدهور الظروف في منتزه زوكوتي خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة والذي بات كما تدعي يطرح مشكلات ينبغي معالجتها على صعيد الصحة والنظافة أرسلت الإدارة الأمريكية مذكرة الإخلاء مع رئيس بلدية نيويورك وعدد من رجال الشرطة يرافقهم كلاب بوليسية ومسوءولون من شركة بروكفيلد بروبرتيز التي تملك المنتزه.
وردا على قرار طرد المتظاهرين أطلقت حركة احتلوا وول ستريت على موقعها الإلكتروني أمس نداء عاجلا من اجل التحرك لمنع الإغلاق القسري للمنتزه قالت فيه إننا سنستيقظ صباح يوم الجمعة وننظم أنفسنا ومعنا مكانسنا ومماسحنا في سلسلة بشرية حول الحديقة وإذا ما حاولت إدارة شرطة نيويورك التدخل فإننا سنلتزم أماكننا بسلام ودون عنف.
وجاء في نداء الحركة التي تندد منذ أربعة أسابيع بوول ستريت وبممارسات القلة الأكثر ثراء الذين يمثلون بحسبها 1 بالمئة من الأمريكيين.. انضموا الينا الجمعة الساعة السادسة لمنع الطرد بالسبل اللاعنفية فنحن نعتزم القيام بحملة تنظيف واسعة النطاق لأرض الحديقة موجهين دعوة على مواقع التواصل الاجتماعي للأمريكيين من أجل التبرع أو شراء مكانس ومماسح ومنافض للتراب وأكياس للقمامة وغيرها من مستلزمات النظافة.
وأشارت الحركة إلى ان رئيس بلدية نيويورك مايكل بلومبرغ وعد خلال لقائه المحتجين مساء أمس بإعادة فتح المنتزه بعد عمليات التنظيف شرط ان يحترم من يريد التوجه إليه القواعد التى وضعتها شركة بروكفيلد بروبيرتيز المالكة للمنتزه موضحة إن هذه هي طريقتهم لإسكات حركة احتلوا وول ستريت بشكل نهائي.
وأفادت الشركة مالكة المنتزه انه بعد التنظيف الذي سيتم على ثلاث مراحل من أربع ساعات فان المنتزه سيعاد فتحه أمام الجمهور لاستخدامه طبقا لقواعده التي وزعت قائمة بها أمس على المتظاهرين وهي توضح ان الخيم محظورة في المنتزه وكذلك استخدام الشوادر وأكياس النوم وانه لم يعد مسموحا كذلك التمدد على المقاعد او على الأرض فيه.
وعمت مشاعر الغضب وخيبة الأمل لدى المتظاهرين من تصرفات حكومة بلادهم حيث يقول أحد المحتجين والذي يدعى سيث هاربر 21 عاما..هذا فظيع يريدون وضع حد لهذه التجربة في حين رد رئيس شرطة نيويورك راي كيلي بالقول إن المنتزه أملاك خاصة ويحق لبروكفيلد المالكة تحديد قواعد للمنتزه محذرا من أن الشرطة ستكون حاضرة للحفاظ على الهدوء.
وهذه الحركة التي انطلقت في نيويورك وانتشرت خلال أربعة أسابيع إلى حوالي ثلاثين مدينة أميركية لقيت تجاوبا بين الأميركيين الذين يعانون مصاعب اقتصادية ونسبة بطالة مرتفعة إذ أعرب 54 بالمئة من الأميركيين عن تأييدهم للحركة وفق استطلاع للرأي نشرت مجلة تايم نتائجه أمس ما يشكل ضعفي نسبة التأييد لحركة حزب الشاي المحافظة المتشددة والتي تحظى بتأيد 27 بالمئة فقط بحسب الاستطلاع.
وبعد أن انضمت مجموعة واسعة من أثرى مشاهير هوليوود بينهم يوكو أونو واليك بالدوين وكانيى ويست وغيرهم إضافة إلى عدد من السياسيين كزعيمة الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى الداعمين للحركة أعلن أمس نائب الرئيس الأميركي السابق آل غور دعمه لحركة احتلوا وول ستريت قائلا انه في وقت تشهد الديمقراطية أزمة خطت حركة منبثقة فعلا عن القاعدة الخطوة الأولى في الاتجاه الصحيح بإشارتها إلى الثغرات في نظامنا.
ويستعد المتظاهرون المناهضون لوول ستريت غدا ليوم حافل سينظمون فيه ما لا يقل عن ثلاث تظاهرات حيث سيقام تجمع في ساحة تايمز سكوير للمشاركة في يوم التعبئة العالمي الذي دعا اليه موقع 15 تشرين الأول الإلكتروني حول شعار متحدون من اجل تغيير عالمي كما ستنظم تظاهرة ثانية احتجاجا على المصارف وستنضم حركة احتلوا وول ستريت عند الظهر الى مسيرة بمناسبة الذكرى العاشرة لبدء الحرب في افغانستان.
وتتوسع حملة احتلوا في عدد من دول العالم لتنظيم احتجاجات منتصف الشهر الجاري في 25 دولة حول العالم مع اكتساب حملة احتلوا وول ستريت التي تقوم ضد الظلم الاجتماعي نتيجة النظام المالي الأمريكي زخماً كبيرا في الداخل والخارج حيث انتشرت حملات احتجاجية أخرى مشابهة في مواقع التواصل الاجتماعي في استراليا وبريطانيا وغيرهما.
ففي استراليا ظهرت دعوات لتنظيم احتجاجات تدعو لاحتلال عدد من المدن بالبلاد ولاسيما حملة احتلوا ملبورن كما ظهرت دعوات لاحتلال بورصة لندن أكبر بورصات أوروبا والرابعة عالميا وتجاوز عدد أتباع الدعوة 5ر6 آلاف مشترك ندد احدهم بقيام حكومة بلاده بمعاقبة الشعب البريطاني على أزمة لم يتسبب بها.