الإعلام ودور الشباب في تغيير الواقع .. بقلم فصيح الخضر
الإعلام هو التبليغ والإبلاغ أي الإيصال ـ يقال بلغت القوم بلاغاً أوصلتهم الشيء المطلوب والبلاغ مابلغك أي وصلك وفي الحديث ( بلغوا عني ولو آية ) أي أوصلوها غيركم وأعلموا الآخرين … وأيضاً : قل يبلغ الشاهد الغائب أي قل يعلم الشاهد الغائب
ويقال أمر ذلك من قوله (إن الله بالغ أمره) أي نافذ يبلغ أين أريد به ..
تعريف الإعلام :
هو التعريف بقضايا العصر وبمشاكله وكيفية معالجة هذه القضايا في ضوء النظريات والمبادئ التي اعتمدت لدى كل دولة من خلال وسائل الإعلام المتاحة داخلياً وخارجياً وبالأساليب المشروعة أيضاً لدى كل نظام وكل دولة .
ويعرف أوتو جروت الألماني الإعلام بأنه :
التعبير الموضوعي لعقلية الجماهير وإلى روحها وميولها واتجاهاتها في الوقت نفسه ، وهذا التعريف ينبغي أن يكون عليه الإعلام .
ولكن واقع الإعلام قد يقوم على تزويد الناس بأكبر قدر من المعلومات الصحيحة أو الحقائق الواضحة ، فيعتمد على التنوير والتثقيف ونشر الأخبار والمعلومات الصادقة التي تناسب عقول الناس وترفع من مستواهم وتنشر تعاونهم من أجل المصلحة وحينئذ يخاطب العقول لا الغرائز … أو هكذا يجب أن يكون بطريقة معينة خلال أدوات ووسائل .
ليكون تعريف الإعلام هو : نقل للمعلومات والمعارف والثقافات الفكرية والسلوكية
إن الإعلام لغة حضارية تسعى للشرح والتغيير والتكامل الحضاري باعتبارها من أهم وسائل صوغ الفكر العالمي ونقل المعلومات في المجتمع البشري كله وبالتالي صياغة الحضارة .
الإعلام الشبابي
إن الشريحة الشبابية في مجتمعنا تحتل مكانة متميزة فهي محور اهتمام وانشغال كل الأنظمة والحكومات المتعاقبة .
وبرغم الجهود التي بذلتها تلك الأخيرة لصالح هذه الفئة إلا أننا نلاحظ أن النتائج تبقى بعيدة جداً عن الأهداف المرجوة ، وذلك نظراً لكون الوسائل المادية والبشرية المسخرة غير كافية حيناً ومنعدمة حيناً آخر مقارنة بمتطلبات الحياة الحقيقية .
إن واقع الإعلام والاتصال مطروح بجدية في الوسط الشبابي ولعدة أسباب منها :
1ـ نتائج الأنظمة الاجتماعية والسياسية التي عملت على تهميش العديد من الشباب مما زاد في تعقيد حياتهم وأصبحت مشكلتهم لا تحل إلا بالاستفادة من وسائل الإعلام والاتصال .
2ـ عدم التوجه إلى المؤسسات التي يمكن أن تخدمه والتي فقد الثقة بها .
أهداف الإعلام الشبابي
الهدف الإعلامي : يسعى إعلام الشباب إلى تزويدهم بكل المعلومات المتعلقة بحياتهم اليومية والمستقبلية وتشترك في هذه المهمة جميع القطاعات المعنية .
ويعمل الإعلام الشبابي على توجيههم والإصغاء لهم من أجل حمايتهم من الوقوع في أحضان الآفات الاجتماعية من جهة كما يساعدهم على تجسيد مبادئهم ومشاريعهم من جهة أخرى .
ولتحقيق ذلك لابد من مشاركة أطباء ومختصين وعلماء نفس ومستشارين ومربين .. الخ
ويساهم الإعلام والاتصال في عملية الاندماج الاجتماعي والمهني التي تحتاج إلى تضافر جهود الجميع بالإضافة إلى الأنشطة التكوينية والتربوية ..
كما يقوم الإعلام بحملات توعية والوقاية الموجهة لكل فئات الشباب بحيث يجمع المعطيات ثم يعالجها وفي الأخير يبلغها لهم مستعملاً كل الوسائل .
وللإعلام الشبابي أهداف أخرى اجتماعية وترفيهية واقتصادية وتربوية .
ضوابط إعلامية :
1ـ أن يركز الإعلام على ما يجب أن يفعله الشباب من إيجابيات وما هي مجالات العمل وممارسة الأنشطة والهوايات لمواجهة الفراغ ومشاكله التي تؤدي به إلى الضياع والانحراف .
2ـ أن تتوافر الثقة الكاملة بين القائمين على الإعلام وبين قطاعات الشباب وأن تكون الصراحة والصدق والأسلوب المباشر هو الهدف الرئيسي للإعلام .
3ـ أن تفتح المجالات الإعلامية أمام الشباب للمشاركة وإبداء الرأي والحوار وكذلك أن يكون ضمن فريق العمل الإعلامي مجموعة من الشباب .
4ـ أن تتخذ كل وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة في الأسلوب والخطة والهدف بحيث لا يتم فقدان الثقة فيها .
أخيراً :
تحتل وسائل الإعلام في كل الأوقات مكانة متميزة انطلاقاً من طبيعة وظائفها وتأثيرها على الإنسان (كفرد أو مجتمع وكدولة) حيث أصبحت دول العالم المتطورة في عصرنا الحاضر تعتمد على ثلاثة أركان رئيسة في بنائها . (السياسة ـ الاقتصاد ـ الإعلام) ومما ضاعف تأثير وسائل الإعلام على بناء شخصية الإنسان هو تداخل وظائفها مع جميع طبقات المجتمع لما تقدمه من معلومات عبر مساحات كبيرة وعلى مدار الساعة من خلال مختلف وسائلها سواء كانت مسموعة كالراديو أو مقروءة كالصحف والمجلات ومرئية كالقنوات الفضائية وتسهم هذه الوسائل في بناء القناعات والاتجاهات والمعتقدات عند الفرد وكذلك التأثير على التنشئة الاجتماعية التي تؤثر بدورها على بناء الإنسان الفكري والاجتماعي والنفسي .
وتختلف وسائل الإعلام من حيث تأثيره على الإنسان فهي إما أن تكون بطريقة مباشرة من خلال برامج ذات اتجاهات واضحة يفهمها المتلقي أو يكون تأثيرها بطريقة تراكمية عبر الامتداد الزمني الذي يسهم بدوره برسم صورة عن الأشياء والأشخاص من حولنا وكذلك التأثير في اتجاهاتنا وسلوكنا حيال الواقع المحيط بنا .