في صفقة تاريخية شاليط يعود إلى إسرائيل
بعد أكثر من خمس سنوات على اختطافه في عملية نوعية “جريئة” لمسلحين فلسطينيين داخل إسرائيل، عاد الجندي جلعاد شاليط، أخيراً إلى الدولة العبرية، ضمن صفقة تاريخية، رعتها مصر، تتضمن إطلاق سراح أكثر من ألف “أسير” فلسطيني من السجون الإسرائيلية.
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو الثلاثاء إن أسرة شاليط التأم شملها بعودة الجندي جلعاد إلى منزله بعد أكثر من خمس سنوات في الأسر.
وأضاف نتنياهو أنه كانت هناك مهمة ينبغي إنجازها وهي إعادة شاليط سالماً معافى إلى أسرته، وهي مهمة انطوت على قرار صعب للغاية، بحسبه، مشيراً إلى أنه كان لابد من اتخاذ قرار ينسجم مع تقليل المخاطر على إسرائيل قدر المستطاع.
وأوضح رئيس الوزراء الإسرائيلي أن حركة حماس تراجعت عن قرار عدم الإبعاد لمن وصفهم "القتلة الكبار" عن الضفة الغربية، وهو الأمر الذي سهل مهمة التوصل للاتفاق، من خلال حصول إسرائيل على مطالبها في هذا الخصوص.
وفي وقت سابق الثلاثاء، أكد الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، العقيد يؤاف مردخاي، أن شاليط عاد إلى إسرائيل، وقال إنه في طريقه الآن للقاء أهله في قاعدة "تل نوف" العسكرية.
وتزامناً مع وصول شاليط إلى قاعدة "تل نوف" الإسرائيلية، بدأت أولى قوافل "الأسرى" الفلسطينيين المحررين في دخول قطاع غزة، على الجانب الفلسطيني من معبر رفح، بينما تم إطلاق سراح أبناء الضفة الغربية عند معبر "بيتونيا."
وقبل قليل من وصوله إلى إسرائيل، بث التلفزيون المصري مقابلة مع الجندي الإسرائيلي، الذي عبر في أول تصريحات له، عن أمله في أن يسود التعاون والسلام بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، كما أعرب عن اشتياقه لرؤية أهله وأصدقائه، وإلى الحديث مع الناس.
وذكر شاليط أنه تلقى نبأ إطلاق سراحه ضمن صفقة مع حركة حماس قبل أسبوع، مشيراً إلى أنه كان يشعر بأنها فرصته الأخيرة لاستعادة حريته، خاصةً أن محاولات سابقة، بوساطة مصرية وألمانية، فشلت في التوصل إلى اتفاق بين الحكومة الإسرائيلية وحركة حماس.
وبدا شاليط، الذي أمضى أكثر من خمس سنوات قيد الاحتجاز لدى مسلحي حركة حماس، في حالة صحية جيدة، وكان في انتظاره مبعوث الحكومة الإسرائيلية، دافيد ميدان، وعدد من رجال الأمن المصريين.
وفي وقت سابق، أبلغ نتنياهو، والدي الجندي شاليط، تسليم ابنهما إلى الجانب المصري، ضمن صفقة تبادل "الأسرى" مع حركة "حماس"، التي تتضمن إطلاق سراح 1027 سجيناً فلسطينياً محتجزين بالسجون الإسرائيلية.
وذكر مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية إن نتنياهو أطلع أفراد أسرة الجندي على عملية التبادل، وقال إنها "تجري على ما يرام"، وأن شاليط سيعود إلى أهله خلال فترة وجيزة، بحسب بيان صدر عن مكتبه الثلاثاء.
وكانت مصادر متطابقة في كل من مصر وإسرائيل وحركة "حماس"، قد أكدت تسليم جلعاد شاليط إلى السلطات المصرية، صباح الثلاثاء، مع بدء توافد قوافل تقل السجناء الفلسطينيين إلى المعابر الحدودية.
وبدأ تنفيذ المرحلة الأولى من الصفقة، التي توصل إليها الجانبان الإسرائيلي والفلسطيني مؤخراً، برعاية مصر، فجر الثلاثاء، على أن يتم تنفيذ المرحلة الثانية في وقت لاحق خلال العام الجاري.
وذكرت متحدثة باسم إدارة السجون في إسرائيل أنه جرى نقل ما مجموعه 477 سجيناً، يمثلون المرحلة الأولى من الصفقة، إلى نقاط التقاء مع ممثلي اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وأكد متحدث باسم "كتائب عز الدين القسام"، الجناح العسكري لحركة حماس، تسليم الجندي الإسرائيلي، الذي اختطفه مسلحون ينتمون لحركات فلسطينية مسلحة في عملية نوعية داخل مناطق إسرائيلية، قبل أكثر من خمس سنوات، إلى السلطات المصرية.
وذكر مصدر أمني إسرائيلي، أن الجندي المختطف نُقل إلى الجانب المصري في معبر رفح، وأشار إلى أنه سيتم نقله في وقت لاحق إلى لجنة الصليب الأحمر، ثم إلى معبر "كرم أبو سالم"، في طريق عودته إلى منزل أسرته في بلدة "متسبيه هيلا"، شمالي إسرائيل، بحسب ما أوردت الإذاعة الإسرائيلية.
كما أورد التلفزيون المصري، عن مصدر رسمي، أنه تم نقل شاليط إلى الجانب المصري، على أن يتم تسلميه إلى الجانب الإسرائيلي في وقت لاحق، بعد وصول الحافلات التي تقل الأسرى المحررين إلى معبر "كرم أبوسالم" القريب من قطاع غزة، وسجن "عوفر" قرب الضفة الغربية.
وفي وقت سابق، قال راديو إسرائيل إنه تم نشر أكثر من ألف شرطي لحماية قوافل السجناء الفلسطينيين، مشيراً إلى أن المرحلة الأولى من صفقة التبادل بدأت عند الثانية والنصف ليلاً، بالتوقيت المحلي، حيث تم نقل 96 سجيناً فلسطينياً من سجن "كتسيعوت" في النقب إلى سجن "عوفر"، تمهيداً للسماح بنقلهم إلى الضفة الغربية.
كما تم نقل 334 سجيناً آخرين، في عد قوافل، إلى معبر "كرم أبو سالم" في طريقهم إلى قطاع غزة، وفي حوالي الرابعة فجراً، انطلقت قافلة أخرى تقل 27 سجينة فلسطينية و16 سجيناً من القدس الشرقية، بالإضافة إلى ثلاثة من عرب إسرائيل.
وقبل انطلاق تلك القافلة، تم نقل أربع سجينات إلى معبر "كرم أبو سالم"، بالإضافة إلى سجين واحد من سكان بلدة "بقعاتا" في هضبة الجولان، إلى قسم شرطة "كاتصرين"، تمهيداً للسماح بمغادرتهم باتجاه الأراضي المصرية، لإبعادهم إلى الخارج.
ومنحت المحكمة الإسرائيلية العليا الضوء الأخضر لتنفيذ المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى، في وقت سابق من مساء الاثنين، عندما رفضت أربعة التماسات، قدمها عدد من معارضي الصفقة، بدعوى أن "إخلاء سبيل المخربين قد يعرض أمن العديد من المواطنين الإسرائيليين للخطر."
وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن قرار المحكمة "صدر في نهاية يوم من المداولات المطولة المشحونة، بحضور أفراد العائلات الإسرائيلية المتضررة من الأعمال الإرهابية، التي احتجت على الإفراج عن السجناء الفلسطينيين الضالعين في قتل أقربائهم."
كما أورد المركز الفلسطيني للإعلام، المقرب من حركة حماس، أن رئيس المكتب السياسي للحركة، خالد مشعل، وصل إلى العاصمة المصرية القاهرة، على رأس وفد لاستقبال الأسرى، بينما قال القيادي بالحركة، عزت الرشق، إن ثلاث طائرات قطرية وسورية وتركية وصلت مطار القاهرة لتقل الأسرى المفرج عنهم للخارج.
وتتضمن الصفقة، التي أقرتها الحكومة الإسرائيلية قبل أسبوع، الإفراج عن 1027 سجيناً فلسطينياً، من بينهم المئات ممن صدرت بحقهم أحكام بالسجن المؤبد، لإدانتهم بمهاجمة إسرائيليين، على مرحلتين، مقابل إطلاق سراح الجندي شاليط، بموجب صفقة بين إسرائيل وحماس، تم التوصل إليها بوساطة مصرية.