الإصلاح في بناء الدولة والمجتمع بمنابر حوارية شبابية لرابطة زكي الأرسوزي
مشاركون بالحوار : إن العقوبات الاقتصادية التي فرضوها على سوريا وعلى وسائل الإعلام هي من أجل النيل من الشعب السوري ومن الإعلام الذي كشف أكاذيبهم ونواياهم الشرسة ضد الشعب السوري
أكد الدكتور عبد القادر عزوز المحاضر في قسم الاقتصاد والعلاقات الدولية بكلية الاقتصاد بجامعة حلب بأن القيادة التاريخية والحكيمة للسيد الرئيس بشار الأسد قد حظت سورية من خلالها خطوات متقدمة وأفشلت المخططات الخارجية الرامية إلى عزلها عن محيطها العربي والدولي وأن تجتاز هذه الأزمة بثبات وهدوء وأضاف خلال حديثه في المنبر الحواري الذي أقامته رابطة زكي الأرسوزي الشبيبة في المركز الثقافي بحي الفردوس والذي ضم مدارس ( الجهاد – الكفاح – عبد الكريم نجار – شبيبة الثورة – فرحان الحمود ) .
أضاف بأن قيادة السيد الرئيس قد نجحت في ترسيخ وتعميق النهج الإصلاحي في هذه الأزمة من خلال جملة من الإجراءات والخطوات الإصلاحية على كافة الأصعدة بالتزامن مع تحقيق معادلة الأمن والاستقرار لسورية شعباً ووطن وأن قيادة السيد الرئيس استندت في نهجها ومسيرتها النضالية على قاعدة أساسية عنوانها التطوير والتحديث والإصلاح لتحديات العصر وواجهت المخططات والصعوبات وتقدمت إلى الأمام بخطى واثقة متمسكة بالثوابت الوطنية والقومية ومصالح الشعب والأمة .
كما نوّه المحاضر إلى أن عملية الإصلاح الداخلي في فكر وعمل السيد الرئيس ارتكزت على مرتكزين أساسيين الأول هو الحامل الموضوعي ويتعلق بروح العصر ومتطلباته وواقع التطوير فيما الثاني هو الحامل الذاتي ويتعلق بالمستوى الذي وصلت إليه تجربة الإصلاح في تطورها ونضجها المستمرين وفي حركة الجماهير التي يجب على التجربة أن الإصلاح في البناء التنظيمي للدولة والمجتمع في منبر حواري شبابي تستجيب لها بعاملها الذاتي والموضوعي وتجذب الخلل الذي يمكن أن يجعل التجربة في حالة جود وشلل وتصبح عالة على الجماهير وعامل تأخير بدلاً من أن تكون عامل تقدم واستشهد المحاضر بحديثه من خطاب السيد الرئيس على مدرج جامعة دمشق عندما قال سيادته : (( إن إنجاز الإصلاح والتطوير لا يمثل حاجة داخلية فقط بل هو ضروري وحيوي من أجل مواجهة تلك المخططات ولا خيار لنا سوى النجاح في المشروع الداخلي لكي ننجح في مشروعنا الخارجي )).
وشدد الدكتور عزوز في ختام حواره مع الحضور على ضرورة وعي شعبنا وتكاتفه في إسقاط أي مؤامرة تستهدف وحدة الوطن وتماسكه وثباته أو لحمته الوطنية ويسعى إلى الأمل على وأد أي فتنة تهدد الأمن والاستقرار لأنها واجب وطني وأخلاقي وشرعي والمسؤولية فيها مشتركة قيادة وشعباً ومشدداً على الإصلاح الحقيقي الذي يكفل للمواطنين الحياة الكريمة وليس على القتل والتخريب تحت ذريعة الإصلاح منوهاً بدور الشباب الهام في الأزمة والذي أكد عليه السيد الرئيس عندما قال : (( إن الشباب لهم دور كبير في هذه المرحلة لأنهم أثبتوا أنفسهم خلالها ، هذا الشباب الواعي الذي يتمتع بالحس الوطني " وقد دعاه السيد الرئيس لتحضير نفسه لمرحلة سياسية مقبلة تكون فيها سورية نموذجاً لكل المنطقة " ودعا المحاضر إلى أهمية توعية الشباب ضد الحملات الإعلامية والقنوات الفضائية المغرضة ضد سورية وتوجيههم لعدم الانسياق والانجرار لأية أفكار خارجية وأعمال عنف وتخريب تهدد الوحدة والثوابت الوطنية والعيش المشترك والتآخي الحضاري والإنساني .
الإصلاح في البناء التنظيمي للدولة والمجتمع
وتحدث عدد من الحضور فأكدوا على الاستمرار في تنظيم مثل هذه الحوارات وأشاروا إلى العديد من القضايا الاجتماعية والفكرية والسياسية والتربوية التي من شأنها اغناء العمل في الفترة القادمة.
كما تحدث السيد " معن قنبور " أمين الرابطة فأشار إلى الاستمرار في تنفيذ هذه الحوارات وأن هناك منابر حوارية لعدة مدارس سيتم خلالها طرح العديد من المواضيع التي تهم الوطن والشباب .
بدورها أشادت السيدة منار شبارق مديرة المركز الثقافي بحي الفردوس بالدور الذي تقوم به منظمة الشبيبة في التثقيف الذاتي للشباب والتوعية وبأن مثل هذه الحوارات لها من الأهمية الكثير والكثير كونها تعمل على وضع الشباب بصورة ما يجري وتخلق لهم ثقافة وطنية شاملة .
أما في إعدادية سعد الله الجابري بمنطقة قاضي عسكر والتي احتضنت مشاركين من عدة مدارس مجاورة , وبحضور كلا من السادة عبد المنعم الصوا عضو قيادة شعبة التربية الثالثة للحزب وأحمد دهان عضو قيادة فرع الشبيبة رئيس مكتب الإعداد وتنمية المهارات الشبابية ومعن قنبور أمين رابطة زكي الأرسوزي وأمناء الفرق في شعبة التربية الثالثة للحزب نفذت قيادة الرابطة حواراً شبابياً تناول العديد من الأمور التي تهم الشباب ودور الشباب في هذه المرحلة التي تواجهها سوريا .
وتحدث السيد عبد المنعم الصوا عن أهمية الحوار مع الشباب مستشهداً بأقوال القائد الخالد حافظ الأسد حينما قال " إن الشباب هم أمل الحاضر في المستقبل " و " إن يمتلك الشباب يمتلك المستقبل " معبراً عن فخره واعتزازه باللقاء مع الشباب .
وأشار " الصوا " إلى أن الأحداث التي انطلقت في سوريا كانت بعد تجربة بتغيير بعض الأنظمة في عدة دول عربية كـ " ليبيا ومصر والعراق " وأن الدول الغربية استغلت وجود بعض المطالب للشباب والمجتمع بتسييسها وتأجيجها لتقوم المظاهرات تحت مسمى " السلمية " لتكون اليد التي تقتل وتدمر مستقبل وأمن البلد .
ونوها أيضاً إلى أن هذه المؤامرة التي تحاك ضد سوريا هدفها ليس مساعدة الشعب بل تحطيمه ودماره وأكبر مثال على ذلك ما تقوم به المجموعات الإرهابية من أعمال إجرامية وقتل وحرق للمنشآت العامة وهذا إن دل فهو مسمى "السلمية" التي يستخدمونها .
وأشار " الصوا " إلى الحرب الإعلامية التي وجهت إلى سوريا وتحريفها للوقائع وفبركتها للأحداث من أجل تغيير ذهنية أفراد الشعب وتشويه الحقائق للدول الأخرى وأن هدفها ليس الحكومات بل الشعب أيضاً .
أما عن استغلال مجلس الأمن لفرض عقوبات على سوريا , فأشار إلى أن تلك العقوبات الهدف منها هو معاقبة الشعب لأن الشعب هو المستفيد من الأوضاع الاقتصادية في البلد وأن أي عقوبة تفرض تنعكس سلباً على الشعب , وأن من يتحكم بمجلس الأمن هم أمريكا وبعض الدول الغربية التي تهدف إلى إحكام السيطرة على الشرق الأوسط وعلى سورياً خصيصاً نتيجة مواقفها المشرفة ودعمها للمقاومة ورفضها للمشروع الصهيوني , وأشاد بمواقف الدول الصديقة روسيا والصين واستخدامهم للفيتو المزدوج في مجلس الأمن رفضاً للتدخل الخارجي بسوريا , وعلى مواقف بعض الدول أيضا مثل الهند والبرازيل ولبنان وجنوب أفريقيا وغيرها التي رفضت أن يكون مجلس الأمن أداة لتتحكم بعض الدول بأمن واستقرار البلدان الأخرى تحت أي مسمى .
وأوضح أنه رغم وجود العقوبات فإن رزمة الإصلاحات في سوريا ما زالت قائمة وبشكل سريع من قبل القيادة السورية , وأنها ستنقل سوريا لتصبح أنموذجاً يحتذى به كما تحدث السيد الرئيس بشار الأسد عن ذلك في لقائه مع التلفزيون السوري .
وقد تناول الحوار بعد ذلك مجموعة من الأسئلة أهمها ..
من هو المستفيد من هذه الفوضى في سوريا وما دور الشباب في هذه المرحلة ولماذا تم اختيار سوريا بهذا الوقت ؟
" بتول بيراو " طالبة في ( ثانوية الجهاد ) تحدثت عن المؤامرة التي نواجهها هي بسبب مواقف الشعب السوري المشرف خلال الفترات السابقة والحاضرة ولأننا جبهة صامدة وشوكة ضد كل متآمر وأن الاستهداف لجيل الشباب لأنه لايرضى التآمر والاستعمار .
فيما أكدت زميلتها " دعاء شحود " على وقوف الشعب السوري مع السيد الرئيس بشار الأسد ودعمه للوقوف ضد التآمر المحاك لسوريا .
أما الطالبة " سلوى واكي " من ثانوية ( عبد الكريم نجار ) أشارت إلى أن هذه المظاهرات كانت نتيجة تفشي الفساد ببعض مؤسسات الدولة وعدم مكافحتهم وأن هذا الشيء خلق فجوة بين المواطن والحكومة ويجب إصلاحه , وتمنت أن تأخذ حزمة الإصلاحات مجراها السريع لما لها من أثر كبير في رقي الوطن .
بدوره أشار الطالب " محمود حمدان " من ثانوية ( شبيبة الثورة ) إلى أن الأعمال الإجرامية التي حدثت في حمص ودرعا كان لها أثر كبير بقتل الأبرياء وتدمير المنازل والمنشآت الحكومية وأكد رفضه للتدخل الخارجي في سوريا منوهاً إلى المؤتمرات الحوارية التي تقام ودورها بتقدم سوريا نحو التطوير والتحديث .
وقالت " دعاء العلي " طالبة من ثانوية ( الجهاد ) أن هذه المؤامرة هدفها بات واضحاً وهو فتح المجال للكيان الصهيوني للتدخل بالمنطقة ولتأخذ دوراً أكبر فيها وتتحكم بشعوب المنطقة , وإن العقوبات الاقتصادية التي فرضوها على سوريا وعلى وسائل الإعلام هي من أجل النيل من الشعب السوري ومن الإعلام الذي كشف أكاذيبهم ونواياهم الشرسة ضد الشعب السوري , وتمنت من أن تستمر المدارس بنشر الوعي من خلال مثل هذه الحوارات ليعلم الشباب ماهية الأحداث ويقوموا بدورهم لنقلها إلى أسرتهم والمجتمع الذي يحيط بهم وهذا ما أكدته الطالبة " آلاء الأحمد " من ثانوية ( الكفاح ) .
" محمود الأحمدي " تقدم ببطاقة شكر للسيد الرئيس لمواقفه الثابتة وإحساسه بالمواطنين من خلال رزمة الإصلاحات التي قدمها لهم , وشاركه الرأي زميله الطالب " محمد ميمي " مؤكد على أم سورية ستبقى بلد مقاوم وممانع للكيان الصهيوني وحلفائه من دول الناتو .
فيما تساءلت " ذكرى " من ثانوية ( الجهاد ) عن منظمة حقوق الإنسان ودورها بالأحداث التي قامت في البحرين ومن قبلها فلسطين وعن غياب نظرها لما فعله جورج بوش بالعراقيين من قتل وتدمير .
بعد ذلك تحدث السيد عبد المنعم الصوا عن بعض الأمور التي تم مناقشتها منوهاً إلى أن معالجة الفساد لا يتم بعمليات القتل والتدمير بل تكون بإيجاد آليات عمل لمكافحة الفساد بوضع ضوابط جديدة وأكفاء في مواقع اتخاذ القرار ومن خلال الحوار مع الشباب الذين هم أمل المستقبل .
وذكر السيد " أحمد دهان " رئيس مكتب الإعداد وتنمية المهارات الشبابية بفرع الشبيبة إلى الحوارات مع الشباب تستمر في معظم الوحدات والروابط , حيث نفذت عدة منابر حوارية في مجالات متعددة تحدثت عن المؤامرة وأبعادها , محاولات التضليل الإعلامي , مسيرة الإصلاح والبناء , كلمات وخطب السيد الرئيس بشار الأسد , حزمة الإصلاحات والتشريعات في سورية , والعديد من الموضوعات والقضايا التي خصصت لها جوانب من الحوار والهدف منها هو العمل على طرح القضايا الوطنية موضع النقاش وتبني الأفكار الداعمة للإصلاح والتطوير والعمل على تنفيذها أو إيصالها للجهات المسؤولة لخلق مناخ من الحوار الوطني في أوساط الشباب .
هذا والجدير ذكره بأن شبيبة حلب أقامت عدة لقاءات لمحللين سياسيين وإعلاميين ورجال دين وأعضاء في مجلس الشعب , كما أقامت منابر حوار شبابي في كافة الوحدات المدرسية مع انطلاق العام الدراسي وتأتي هذه الحوارات في مبادرة شبابية لقيادة الرابطة في تعزيز الحوار مع الشباب .