هَلّا أغلقتم أفواهكم أيها السادة الفنّانون ؟ .. بقلم كاظم فاضل
لن نضيف جديداً حين نقول أن الشخصية العامة .. تأخذ المكانة المفترضة لها بعقول ووجدان ومشاعر الناس من خلال العمل الذي تقوم به .. وبالتالي تحسب عليها كل حركة تقوم بها .. وكل حرف تنطقه .. هكذا هي المعادلة الأزلية ولا قدرة لأحد على تغييرها ..
فأخيراً وليس آخراً .. دخل بعض الفنانين السوريين على خط ما بات يطلق عليه " الأزمة السورية " .. إلى هنا الكلام طبيعي ..
ولكن المشكلة أو الغير طبيعي أن يؤدي هذا الدخول لزيادة حدة ووتيرة الانقسام والاصطفاف في الشارع السوري .. مع التأكيد على أهمية حضور ومشاركة الجميع بالحراك العام الذي فرض نفسه على البلد .. أي أننا لسنا بوارد مطالبتهم أن يكونوا خارج السمع والنظر وبقائهم على الحياد بأشكاله وأهدافه المعروفة … فهذا مرفوض . ولا بإعادة النظر بمواقفهم المعلنة وغير المعلنة .. فهذا شأنهم ولا يحق لأحد مطالبة أي منهم بذلك ..
لكن كل ما نطلبه من بعض الفنانين السوريين أن يتقوا الله بالبلد .. وألا يستثمروا بدماء الناس وجراحهم وأرواحهم وسكينتهم وطمأنينتهم … تحقيقاً لمكسب هنا وشهرة هناك .. كل ما نطلبه من الفنانين السوريين .. إصرارهم على نثر لغة وثقافة المحبة ولم الشمل والتقارب بين الناس وبلسمة الجراح لا أكثر ولا أقل … فسورية الوطن تعيش لحظات تكاد تلامس حدود الولادة … وهي بأمس الحاجة لما يجمع وليس العكس ..
فما الذي تريد أصالة نصري على سبيل المثال لا الحصر أن تقوله لنا وهي تتمدد على ضفاف النيل من خلال خروجها علينا شاهرةً لسانها المصقول بمليوني دولار " قطرية " لتعلن انضمامها للثوار بوجه أشقائها وأبناء جلدتها … فتعبّر بذلك عن الشطارة والفهلوية النادرة التي تمتلكها في البيع والشراء …وكذلك عدم اكتراثها بحجم الفرقة التي تنتج عن كلامها بالبيت الواحد .. فعن أي مثال يحتذى وشخصية عامة مشهورة نتحدث إذاً … ؟؟!!
وكذا الحال عند كندا علوش … " ممثلة سورية تعيش في مصر " والتي بدورها أطربت الآذان بقولها // أنها مع الثورة ولكنها ضد الإخوان المسلمين // .. في صورة عجائبية مؤلمة فهاهي تتحدث عن بلدها مسترخيةً بأحد المطاعم المصرية وتقول أحب هذا ولا أحب ذاك وهي توزع الابتسامات يميناً ويساراً وبدون أدنى شعور بالمسؤولية اتجاه بلدها وشعبها !!! … وكأن الحديث يتعلق بسكان القمر أو عطارد !!!
منذ مدة ليست بالطويلة سمعت كلمة للبطريرك الماروني بشارة الراعي أكد فيها على مقولة " الشركة والمحبة " كعقد اجتماعي يؤمن العيش المشترك بين الناس ..
أعتقد أن هذا هو الدور الهام الذي يجب أن يلعبه الفنان بشكل عام والسوري بشكل خاص .." نثر المحبة ".. وإلا فليغلق فمه ويصمت .. لأن سورية بأمس الحاجة لما يجمع وليس العكس.
(( .. ولا أجدني مضطراً للتعبير عن مدى التعلّق والحاجة للإصلاح والحرية ومحاربة الفاسدين والمفسدين لكن بالشكل الذي يريده السوريون ودون تدخل من أي جهة كانت ومهما كانت المبررات وتحت أي مسمى يأت … وبما يحفظ البلد وأهلها ))..
ان مجرد ذكر هذه الاسماء عيب على العروبة واللغة العربية ، لماذا لايكون الحديث عن اناس زادوا بمواقفهم الوطنية كل المواطنين كذلك المحترم والمبجل والمقاوم زهير عبد الكريم وذلك الوفي والاصيل عارف الطويل وآخرين كثر ……..