القتل الرحيم هل هو محاكاة لرغبة انسانية بحتة ام دعوة شيطانية بهيئة ملائكية
القتل الرحيم من المواضيع الحساسة والمثيرة للجدل بين الاطباء وحتى بين افراد المجتمع وهي ليست قضية حديثة كما يظن البعض حيث ان احدى المجلات المصرية مثلا تطرقت للموضوع في احدى اعدادها عام 1930
والمقصود بهذا التعبير هو تسهيل موت شخص بدون الم بدافع الرحمة لتخفيف معاناة هذا المريض
فهل هو محاكاة لرغبة انسانية بحتة ام دعوة شيطانية بهيئة ملائكية
وهل تفرض الانسنية علينا ان نبقي انسان ميت حي او حي ميت على قيد الحياة
يذهب البعض الى اننا هنا نستعين بأحد مبادئ الطب البيطري الذي يقول العنصر الغير منتج يقتل ويقابله في الطرف الاخر من يقول ان في ذلك مساعدة للمريض اولا ولاهله ثانيا لتخفيف نزيف المعاناة النفسية والمادية بأن واحد
في هولندا مثلا تم تشريع هذا النوع لكن ضمن شروط معينة دون ان ننسى انها يمارس احيانا ولكن بصورة غير معلنة كما في الولايات المتحدة حيث اعترف احد الممرضين بقيامه بهذا العمل مرات عديدة قبل ان يفضح امره وفي فرنسا اعترف عدد من الاطباء بقيامهم سرا بممارسته
اما عن انواع قتل الرحمة فهي اولا بأن نعطي المريض الميؤس منه جرعات قاتلة من المنومات او المثبطات او ثانيا بفصله عن جهاز التنفس الصناعي للمريض المسبوت لفترة طويلة لانه من وجهة نظر طبية مريض الغيبوبة الطويلة لا امل في شفائه والاجدى ان نوفر هذل الجهاز لمريض قد يستفيد منه ونبقي على حياته
او قد يتم انهاء حياة المريض عن طريق الامتناع عن علاجه
على اية حال يجب على اي طبيب ان لاينسى قسم ابقراط الذي يوصي بالحفاظ على حياة المريض وعدم اعطائه عقارا قاتلا لان في ذلك تغيير في دور الطبيب المفترض فيه ان يحافظ على حياة مريضه لا ان يقتله
كما ان في ذلك هدم لفلسفة التعليم الطبي واخلاقياته وكذلك الاضعاف من قيمة الحياة وحقوق الانسان
والموضوع كثير التشعب والنقاش فيه يطول بين اخذ ورد ولكن من الاساسي ان نعلم ان امراضا كانت مستعصية الشفاء قد باحت باسرارها وصارت ضمن المتناول فلماذا ننهي حياة انسان مازال النبض في شرايينه وكيف لنا ان نكون اكرم من الخالق الذي وحده بيده قرار الموت والحياة
واذا شرعنا هذا الباب فأنا اؤكد جازما ان ممارسات غير مشروعة ستطفو على السطح ولن نكون قادرين على لجمها ابدا
لازم القتل الرحيم