الأسد يلتقي بطريرك موسكو ويؤكد أهمية العلاقات التاريخية بين البلدين
التقى السيد الرئيس بشار الأسد ظهر أمس البطريرك كيريل بطريرك موسكو وسائر روسيا.
وأعرب البطريرك كيريل عن سعادته الكبيرة بزيارة سورية مهد الحضارات والديانات موضحاً أن زيارته تأتي تأكيدا للعلاقات الوطيدة بين الشعبين الروسي والسوري ونظرا للمكانة الكبيرة التي تتمتع بها سورية تاريخيا ودينيا.
وأشاد البطريرك كيريل بما رآه في سورية من تنوع يسوده المحبة والإخاء والتعاون مؤكدا أن سورية تشكل نموذجا للعالم بأسره للتآخي المسيحي الإسلامي.
كما أعرب البطريرك عن أمله بأن يتجاوز الشعب السوري الأزمة التي تمر بها البلاد وأن تظل سورية بلد المحبة والسلام.
بدوره أعرب الرئيس الأسد عن تقديره للبطريرك وللشعب وللقيادة الروسية لوقوفها إلى جانب الشعب السوري مؤكدا أهمية العلاقة التاريخية بين البلدين الصديقين.
وأضاف الرئيس الأسد أن سورية التي لعبت دورا مهما عبر التاريخ في نشر الشرائع السماوية وثقافة المحبة والأخوة في جميع أنحاء العالم مستمرة في لعب هذا الدور بحكم تاريخها ومكانتها في الشرق الأوسط والعالم.
حضر اللقاء البطريرك أغناطيوس الرابع هزيم بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس والمطران نيفون سيالي والسفير الروسي في دمشق والوفد المرافق للبطريرك كيريل.
كما أقيم قداس احتفالي في الكاتدرائية المريمية بدمشق بمناسبة زيارة بطريرك موسكو وسائر روسيا إلى سورية ترأسه البطريرك كيريل والبطريرك أغناطيوس الرابع هزيم.
وأكد البطريرك كيريل أن روسيا تقف إلى جانب سورية من اجل الحق والدفاع عنه وأن الشعب السوري الذي يعيش أياماً عصيبة سيخرج منتصراً من هذه الأزمة وسيقرر بعد انتهائها ما يريد بنفسه.
وتمنى كيريل للسوريين النجاح ببناء سورية الحديثة المنفتحة على الجميع وقال.. سورية البلد الذي عهدناه دائماً يحترم الحرية الدينية ويعيش جميع أبنائه في سلام ومحبة دائمين وأن هذه الأرض والحضارة العريقة التي عاشتها هي القاعدة التي ستبني عليها خروجها منتصرة من هذه الأزمة مؤكداً أن سورية بتاريخها الاجتماعي الحضاري تعبق بأجواء التسامح والتآخي.
ودعا البطريرك كيريل الشعب السوري إلى الحوار لتجاوز الأوضاع الراهنة وتحقيق مستقبل مشرق من خلال الطريق السلمي مؤكداًأنه بالحوار يمكن حل كل القضايا وأن الشعب الروسي يبادل الشعب السوري المحبة والاحترام فآباء الكنيسة الأولون الذين قدموا من سورية حملوا لروسيا المسيحية متمنياً أن يحفظ الله سورية وأن تزدهر بالخير وأن يعمها السلام.
بدوره قال البطريرك هزيم إن زيارة البطريرك كيريل إلى سورية تحمل معاني كبيرة وقوية وهو أرادها في هذا الوقت تعاضداً مع شعب سورية وعربون وفاء ومحبة لهذه الأرض الطيبة.
وشكر البطريرك هزيم لروسيا وشعبها وقوفها إلى جانب سورية والقضايا العادلة متمنياً أن يحفظ الله البلدين والشعبين الصديقين.
حضر القداس مطارنة الكرسي الأنطاكي وسفيرا روسيا وأرمينيا بدمشق وقام بخدمة القداس لفيف من الكهنة وجوقة الكاتدرائية.
وقال البطريرك كيريل إن سورية تعتبر انموذجا لتعايش المسيحيين والمسلمين في جو من السلام ومستوى عال من التسامح وغياب النزاعات والخلافات واحترام حقوق الأقليات الدينية.
وأضاف خلال لقائه الدكتور محمد عبد الستار السيد وزير الأوقاف وسماحة الدكتور احمد بدر الدين حسون المفتي العام للجمهورية.. أتتبع بقلق بالغ ما يجري اليوم في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حيث تعرض المسيحيون في عدة بلدان منها لمضايقات شديدة ولكن التعايش الرائع الذي تعيشه مختلف الطوائف والأديان في سورية يعتبر انجازا ومكتسبا للمجتمع السوري بمسلميه ومسيحييه على حد سواء.
وأكد كيريل أن تطور العلاقات بين المسلمين في سورية وروسيا يمكن أن يصبح عاملا هاما في خلق الانسجام بين الأديان في العالم داعيا إلى زيادة الاهتمام بالتعليم الديني في كل البلدان للوقاية من التطرف عبر تعليم الأخلاق والعلوم الدينية للجيل الجديد.
من جانبه نوه وزير الأوقاف بموقف روسيا المبدئي الداعم لسورية مؤكدا ان سورية تتعرض لهذه الأزمة لأنها تملك الكنز النموذج وهو تعانق المسجد والكنيسة في أخوة تضم أبناء الوطن جميعا فثروة سورية هي بمساجدها وكنائسها ومحبة أبنائها ولحمتهم الوطنية ونقول لمن يدعو إلى الفتنة علينا إطفاء النار بنور الإيمان لا بتسعير المزيد من النار.
بدوره قال سماحة المفتي العام للجمهورية ان المسيحية انطلقت من سورية لتنشر النور في العالم أجمع منوها بمواقف الكنيسة الروسية الارثوذكسية في فلسطين المحتلة التي رفضت بيع أي جزء من أملاكها في القدس المحتلة للإسرائيليين.
وأكد حسون أهمية إعطاء الأجيال القادمة المناعة ضد الفكر المتطرف الذي يؤدي لتدمير الإنسان مشيرا إلى ان ما تتعرض له سورية جاء لثنيها عن مواقفها المبدئية ودعمها لقضايا العرب العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
وبدأ بطريرك موسكو وسائر روسيا كيريل الأول مساء أمس زيارة رسمية إلى لبنان وتقليدية إلى أبناء الكنيسة الأنطاكية في المنطقة عقب زيارة قام بها إلى سورية.
وقال البطريرك كيريل الأول ردا على أسئلة الصحفيين لدى وصوله إلى بيروت إن سورية منذ قرون كانت مثالا صالحا للتعايش بين الأديان ولا شك أننا قلقون مما يحدث فيها وأشار إلى الأوضاع في العراق معربا عن اعتقاده ان مثل ذلك لن يحصل في سورية ولبنان.
وأضاف البطريرك.. أنا أقوم بزيارة رسمية إلى الكنيسة الأنطاكية بعد تنصيبي بطريركا لكنيسة موسكو وسائر روسيا وهذا ما يقتضيه التقليد بين الكنائس الأرثوذكسية.