اكتشاف سرير جنائزي للمرة الأولى في تدمر يعود لبداية القرن الثاني الميلادي
اكتشفت بعثة التنقيب الأثرية الوطنية مدفناً أرضياً يعود لأسرة حنبل بن حنطوش التدمرية في منطقة المدافن الجنوبية الغربية لمدينة تدمر الأثرية.
وأكد رئيس بعثة التنقيب الميداني خليل الحريري في تصريح لوكالة سانا أن أعمال التنقيب في هذا المدفن أسفرت حتى الآن عن إظهار اللوحة التأسيسية للمدفن الذي يعود تاريخه إلى بداية القرن الثاني الميلادي إضافة إلى باب المدفن الحجري الذي مازال على وضعه السابق لافتاً إلى أنه عثر عند مدخل المدفن الذي يبلغ عمقه نحو ستة أمتار على سرير جنائزي فريد من نوعه يتسع لشخصين وجد بداخله رماد لعظام الموتى.
واعتبر الحريري أنه لأول مرة يتم العثور على مثل هذا السرير الجنائزي في تدمر خاصة أن السرير يبرز النحت الفني المتطور من خلال الزخرفة البديعة التي تظهر نقوشاً شبيهة بشجرة الكرمة خلف رب العائلة متكئاً وحاملاً كأساً مقدسة ويرتدي اللباس التدمري المعروف ويلبس القبعة الكهنوتية يحيط بها اكليل الغار في وسطه أيقونة من الحجر بينما تجلس زوجته إلى جانبه عند قدميه وعباءتها على رأسها وتتزين بالأقراط وعلى يساره خادم العائلة يحمل بيده اليمنى صحنا وفي الأخرى بوقا في نهايته رأس حيوان ونقش على واجهة السرير كتابة مطلية باللون الأحمر من أجل قراءتها بسهولة لاسم رب العائلة ملكو بن تيما بن حنبل بن حنطوش وزوجته ربنا.
واللافت للانتباه أن المشهد الجنائزي للسرير نحت على جانب السرير بينما كانت العادة أن ينحت المشهد في أعلى السرير.
وأكد الحريري أن السرير المكتشف يبلغ طوله 195 سم و عرضه 85 سم وارتفاعه 85 سم ويزن نحو 2 طن موضحاً أن أعمال التنقيب كشفت أيضاً عن مذبح نذري له مبخرة مزخرفة ومازالت آثار اللون الأسود ظاهرة عليها مشيراً إلى أن أعمال التنقيب في المدفن مازالت في بدايتها وسوف تعمل البعثة لاظهار تفاصيل بناء المدفن ومعازب الدفن خلال موسمها الحالي.
يشار إلى أن مكتشفات أعمال البعثة الوطنية بتدمر تعادل أضعاف ما اكتشفته البعثات الأجنبية خلال مواسم عامي 2007-2008.