أمير ..عريس .. زفـّه الإرهابيون هدية لقادة المؤامرة
زهرة أخرى من زهور سورية اليانعة امتدت لها يد الغدر و الخيانة لتسحقها و تدمر معها سعادة أسرة كاملة , و دموع أمّ لم و لن تنضب حزناً على فقيدها الغالي . محمد أمير دقاق شاب يكمل عامه الحادي و العشرين بعد أيام ,
و قد شارف على الانتهاء من خدمة العلم الإلزامية , تبحث أمّه و عماته و خالاته عن عروس رسمها في خياله منذ أكثر من سنة , و وفقوا في إيجادها قبل أيام و تمّ الترحيب الحار من أهل العروس , فالعريس أمير شاب لقطة كما يقال يعمل بجدّ و نشاط حتى في إجازاته العسكرية ليؤسس عش الزوجية , و كان آخر ما يحتاجه لبيته الصغير المتواضع الستائر الحريرية البيضاء التي أوصى خالته الخياطة أن تجهزها له لحين عودته , فهو لا يريد الذهاب لرؤية عروسه إلا و بيته كامل بكل لوازمه .
ودّع أمّه و سافر صباح الخميس الثامن عشر من الشهر الجاري يقصد قطعته العسكرية في جسر الشغور . و بعد ساعات من قليلة من سفره رنّ هاتف أمّه لتسمع من يقول لها : أنت أم أمير صاحب هذا الهاتف ؟ أجابت بلهفة : نعم , فجاوبها بكل قسوة الدنيا و لؤم و خسّة المجرمين : أرسلوا إلى المكان ..كذا .. من يأخذ جثة ابنك فقد قتلته لأنه يخدم في الجيش السوري و لأنه من حلب موطن الجبناء في سورية , و أغلق الخط دون أن ينتظر منها جواباً .
ذهلت الأم لوقع الكلام و دارت الدنيا بها , و أسرعت تتصل بزوجها تخبره من بين دموعها و نحيبها و لوعتها بما سمعت , فما كان منه
إلا أن هدّأها قائلاً بأنّ أحداً ما يمزح مزحة ثقيلة معها و أنّه سيتأكد فوراً , و فعلاً اتصل بقائده في الجيش و أخبره بالقصة , فأكد له الضابط المسؤول بعد أن سأل بأن أمير لم يصل إلى قطعته بعد و أنه سيرسل دورية لتتأكد من المكان الذي ذكره القاتل المتصل .
و انطلقت دوريّتان تضمّ كلٌ منهما أربعة عناصر من جنودنا , و لكن مع وصول الدوريّة الأولى إلى المكان المحدّد و ترجّل عناصرها لتفقد جثة أمير فتحت النيران عليها ليسقط الجنود الأربعة شهداء إلى جانب زميلهم الذي سبقهم , و لمّا سمعت الدورية الثانية صوت إطلاق الرصاص طلبت المساندة من الكتيبة ممّا جعل الإرهابيين يلوذون بالفرار .
بعد ساعتين وصل الخبر إلى أهل أمير الذين وصلوا إلى المشفى العسكري ليعودوا مع جثمان الشهيد الذي زفّ إلى أجمل عروس ليهنأ في حضن أمّه سورية و لتشيّعه زغاريد الأمّ و العمّات و الخالات و كل الصبايا اللواتي حلمن به كعريس , و كانت الستائر الحريرية البيضاء تزيّن نعش العريس الشهيد بدل أن تزين جدران غرفة الزفاف .
هذه الحريّة السلمية التي ستجعل سورية الفردوس المنشود بدعم عصابات الجامعة العربية و الامبريالية التي تسيّرها , و أنا أضمّ صوتي إلى أصوات كل الأمهات المكلومات و الآباء المفجوعين لأقول لكل من يدعم خراب سورية دم أبنائنا في أعناقكم نحاججكم به يوم القيامة و لن تسامحكم أجيالنا بدموع أمهاتنا و آلامهم و لو تصالحتم في السياسة من سيصالح ضمائركم و ينقيها من دماء الأبرياء .
لك تفو على كل شي واطيالله يفرجينا فيكون يوم ياعرب
لا حول ولا قوة الا بالله الله يشل ويذل كل مين تأمر على بلدنا ويتم ولاد ورمل نسوان وبكى وثكل امهات اولهن حمد الحقير التافه
ان من يقتل ابن بلده جبان وخسيس وليس له اصل وليس له دين والاسلام براء منهم الى قيام يوم الدين ودم الشهداء في رقبة هولاء الخنازير اولاد الزانية الصهيونية العالمية .. الرحمة لشهداءنا الابرار والخزي والعار للقتلة والمأجورين
يا ريت هذه المجلة الكريمة دائما تخصص زاوية من زواياها للحديث عن قصة شهيد من شهداء الوطن وان كثروا وان طالت الايام بسرد قصصهم لاننا لن ننسى وسنرضع اطفالنا واجيالنا القادمة منها لتبقى عيونهم مفتوحة وان تذكر الوقائع بالاسم والمكان ولقرأها العالم كله لعل هناك من ينور الله قلبه