البارسا ملكاً لأندية العالم
على مسرح يوكاهوما الدولي باليابان ، قدم فريق برشلونة سمفونية كروية جديدة ، تمايلت على أنغامها جماهير الكرة العالمية ،
وانهمرت بسببها دموع عشاق راقصو السامبا البرازيلية كلما أبدع إنيستا وعزف ميسي وهز اسكافي شباك المنافس، وانطلق داني ألفيس كالصاروخ في عمق دفاع فريق سانتوس .
لم يكن نهائي مونديال الأندية الذي أقيم اليوم الأحد باليابان بين البارسا وسانتوس فقط بمباراة في كرة القدم فاز بها البارسا برباعية نظيفة توجته للمرة الثانية كبطلاً لكأس العالم للأندية .. وتناوب على أهداف البارسا ميسي عند الدقيقة 17 ، ثم تشافي هرنانديز د 24 ، وفابريجاس د 45 ، ميسي د82 .. بل كا رهاناً على أكثر من اتجاه، تأني قدرة برشلونة على الفوز والتتويج بالكأس كأول فريق بتوج به مرتين ، وعلى الجانب الفردي هناك من كان يجهز للمقارنة بين نجم البارسا ميسي ، ونيمار " دلوعة سانتوس " .. لكن عندما صمت الجميع وبدأ العزف الكروي ، فلم يكن هناك صوت يعلو فوق صوت فريق العباقرة الكاتالونيين .
منذ اللحظات الأولى من إطلاق الحكم الأوزبكي إيرماتوف عن بدأ المباراة مانحاً فريق برشلونة ركلة البداية ، وكشفت فرقة الأوركيسترا الكروية البرشلونية عن نيتها في تقديم سيمفونية جديدة عنوانها الحرمان واللوعة للمنافس .. ومع مرور الوقت بدأ ملايين المشجعين وعشاق كرة القدم يدركون المعنى الذي يريد البارسا توصيله من سيمفونيته الجديدة .. عندما قدم النموذج لكيفية الاحتفاظ بالكرة والحركة العنكبوتية للفريق مع تطبيق إسلوب" التك تاك " ومعناها استلام الكرة " تك " وتسليمها أو تمريرها للزميل " تاك " لتدور الكرة ويدور حولها فريق سانتوس من مربع إلى أخر في كل أنحاء الملعب .
في الوقت الذي ظلت الجماهير تبحث بين لاعبي الفريقين عن الجوهرة البرازيلية الجديدة كما قدمها الإعلام التجاري العالمي طوال الأيام الأخيرة ( نيمار ) لم يدخل الكادر إلا عند الدقيقة 7 ومن محاولة استعراضية في المراوغة لم يستجب لها بيول قلب دفاع البرسا ، وفيما عدا هذه اللقطة، هربت الكاميرا بعيداً عنه لتنقل العزف المنفرد للبارسا بقيادة المايسترو أنيستا ، والعازف الرقيق ميسي ، وضابط الإيقاع فابريجاس والجناح الطائر داني ألفيش .
لم يكن من الممكن أن تعاند الكرة من يدلعها ويداعبها ويحترمها .. وتحرمه من معانقة شباك المنافس، ولعل الدقيقة 17 شهدت على ذلك عندما استوقف اكسافي كرة بطريقة سحرية ومررها للمنطلق ميسي في قلب دفاع سانتوس لينفرد و"ينكشها " من فوق الحارس رافايل محرزاً الهدف الأول للبارسا بمهارة مسجلة باسم " البرغوث".
يمضي سانتوس في غيبوبته الكروية ويكتفي بفاصل من الدفاع العشوائي .. وفي المقابل يواصل البارسا تسيده الكامل للإيقاع الكروي والنفسي والبدني للمباراة .. إلى أن مهد لفرصة إحراز الهدف الثاني عند الدقيقة 24 عندما رحب تشافي هرنانديز بهدية رجل المباراة الأول وقائد جبهة الغزو الكتالوني اليمنى داني ألفيش من تمريرة عرضية عكس اتجاه دفاع سانتوس ليستقبلها هرنانديز بمهارة مركبة " استقبال ثم تسديد مباشر" لتسكن المرمى البرازيلي كهدف ثاني للبارسا .
شهدت الدقيقة 26 أول تسديدة لسانتوس بواسطة المهاجم بورغيس على مرمى فيكتور فالديز، ليرد عليه ميسي بتسديدة في القائم الايمن من تمريرة انيستا ضرب بها مصيدة التسلل التي حاول سانتوس فرضها دون جدوى .
مدرب سانتوس موريس راماليو بدأ يدرك بعد نصف ساعة من اللقاء أن تاريخ سانتوس الناصع والضارب في جزور كرة القدم العالمية وبيت الجوهرة السوداء بيليه .. معلق في رقبته وعليه أن يدافع عنه ويحسن تمثيله ، وبالتالي اضطر لإشراك صانع اللعب تياجو على حساب الزيادة العددية غير المجدية في خط الدفاع ، بهدف محاولة امتلاك الكرة في وسط ملعب البرسا ليلتقط دفاع الفريق انفاسه كي يتفادى فضيحة رقمية تهديفية في يوم تاريخي .
قبل دقيقة واحدة على انتهاء الشوط الأول ، أبى فابريجاس أن يمنح سانتوس الأمل في الهروب من فضيحة كروية، عندما استقبل ميسي تمريرة ألفيش ليسدد وتعود لتشافي الذي يسدد برأسه في المرمى لتعود من سيقان الحارس ليلتقطها فابريجاس ويودعها المرمى كهدف ثالث للبرسا .
دخل سانتوس الشوط الثاني بنفس جديد عنوانه حفظ ماء وجه ناديهم ولو بأداء بصبغة هجومية تعلن عن وجود الفريق كمنافس للبرسا في الملعب ، وعند الدقيقة 47 كانت أول فرصة تهديف لسانتوس من ايلانو الذي مرر كرة مرتدة سريعة للمهاجم بورغيس ليمررها عرضية من اليمين على رأس المندفع من الخلف نيمار الذي سدد رأسية فوق العارضة.
في الوقت الذي استرد فيه البرسا ايقاع الأداء من جديد وأهدر تياجو هدف أكيد من تمريرة المارق في قلب دفاعات سانتوس " ميسي " ، رد عليه نيمار بإهدار أول انفراد وفرصة تهديف لسانتوس عندما انفرد وحاول تمرير الكرة من بين أقدام حارس البرسا فالديز دون جدوى ، لتعانده الكرة بانفراد أخر سدد في اقدام الحارس وكأن كرة القدم أرادت أن تعلمه درساً " لن ينفك الإعلام الضاغط في اتجاه تلميعك وفرضك مبكراً على ساحة النجوم ".
كعادته، اتجه أداء البرسا نحو تسيير الأداء " تمويت اللعب" عبر ايقاع بطيء ، استمر ل20 دقيقة حاول فيها سانتوس مباغتة البرسا دون جدوى، حتى جاءت الدقيقة 82 لتعلن عن رباعية البرسا عندما ارتدى الدينامو داني ألفيش لباس صانع ألعاب من قلب الملعب ليمرر كرة ناعمة لميسي ليشق طريقه نحو الحارس ويراوغه ثم يودع الكرة في المرمى معلناً عن أجمل نهاية يتمناها عشاق البارسا خاصة وكرة القدم على وجه الخصوص .. وغاية في الحزن والأسى لجماهير الكرة البرازيلية الذين اكتشفوا أن بساط الساحرة المستطيلة ينسحب من تحت أقدام راقصي السامبا .
د 54 أول انفراد لسانتوس من بورغيس ويسدد في اقدام الحارس البرساوي
د 82 هدف داني افيش يقود هجمة بعد دخوله لوسط الملعب ويمرر سحرية لميسي المنفرد ليراوغ الحارس ويحرز الهدف الرابع
84 خروج بيول ودخول فونتاس