د.عدنان محمود : أولوية الإعلام متابعة قضايا المواطن وتقييم مؤسسات الدولة
وزير الإعلام : نعمل على بناء مرحلة جديدة لواقع إعلامنا الوطني والانتقال من مرحلة إعلام الدولة والحكومة إلى إعلام المجتمع والمواطن
ألتقى الدكتور " عدنان محمود " وزير الإعلام السوري الإعلاميين في القطاعين " الخاص والعام " وقبلهم ممثلو المؤسسات والمنظمات الشعبية والأهلية والحكومية وذلك في قاعة المؤتمرات بمبنى محافظة حلب , وتركز اللقاء على أهمية الإعلام في المرحلة التي تمر بها سورية في ظل الهجمة الشرسة التي تتعرض لها من خلال " 600 " جهة إعلامية مختلفة الجنسية وترتبط بأجندات خارجية هدفها النيل من وحدة واستقرار سورية , وأوضح أن البعض من هذه القنوات جدولت برامجها بما يتناسب مع الحملة الإعلامية ضد سورية وأصبحت شريكاً بما يحدث على الأرض بشكل يومي .
وأشار السيد الوزير إلى أهمية أن يأخذ الإعلام السوري دوره في هذه المرحلة منوهاً على الإعلام الإلكتروني لما له دور في الوقت الراهن حيث قال " أجريت دراسة عن الإعلام الإلكتروني وأثبتت أنه 83% من الناس يأخذون معلوماتهم من المواقع الإلكترونية " .
ثم تناول اللقاء الحديث على قانون الإعلام والمجلس الوطني للإعلام حيث لفت السيد الوزير إلى أنه تم انجاز التعليمات التنفيذية لقانون الاعلام الجديد وستكون موقع التنفيذ قريبا , موضحاً أن وزارة الإعلام وضعت إستراتيجية للمرحلة القادمة من أولوياتها إعادة هيكلة منظومة الإعلام الوطني المسموع والمقروء والمرئي , مشيراً إلى أن يكون الإعلام الوطني هو إعلام مجتمع ويبرز دوره في متابعة قضايا الشأن العام والمواطنين خدمياً ومعيشياً ومتابعة تطلعات وطموحات الشعب وتقييم ومتابعة مؤسسات الدولة بلغة بنّاءة .
ودعا وزير الإعلام إلى الارتقاء بالمهنة من خلال امتلاك المهارات الحديثة والاختصاص في العمل الإعلامي موضحا أن الوزارة ستعمل بالتعاون مع المجلس الوطني للإعلام على تعزيز عمليات التأهيل والتدريب في مختلف المؤسسات وخلق بيئة تنافسية تسهم في تحسين المنتج الإعلامي وفق آليات قانون الإعلام الجديد.
وطلب السيد الوزير من الاعلاميين تطوير الاداء شكلا ومضمونا وكسر النمط القديم وإقامة دورات تأهيلية ومواكبة الاتجاهات الحديثة في علوم الاعلام ومحاربة الفساد من خلال المواضيع والتحقيقات المدعمة بالوثائق والارقام بعيدا عن المصالح الشخصية والتشهير ، داعياً المستثمرين في هذا القطاع والذين يبثون من خارج سورية للتقدم بطلبات الى المجلس الوطني والاعلام ليحصلوا على الموافقات اللازمة مؤكداًأن هناك تسهيلات كبيرة في هذا المجال مشدداً على أهمية إيصال المعلومة للإعلاميمن أجل الوصول إلى إعلام حر وشفاف مشيراً إلى أننا بحاجة في سورية إلى نوع من التنافس الإعلامي ليكون غنى بالمعلومات ويساهم في تحسين النوع الإعلامي وتشغيل اليد العاملة والاستفادة من الخبرات الموجودة .
وأنهى حديثه مشيراً إلى أن الوزارة بصدد خطة لتوسيع مساحة البث المحلي لمحافظة حلب والتركيز على النشاطات والفعاليات اليومية بالتعاون مع جميع الفعاليات الفكرية والثقافية والدينية لإغناء هذا البث ومعالجة الاشكالات والقضايا العالقة في المركز الاذاعي والتلفزيوني في المدينة وتوسيع مساحات بث جلسات مجلس الشعب كما أوضح أن الوزارة تعتزم إحداث مركز للدراسات وبحوث الرأي العام لتقويم الأداء الإعلامي بشكل دوري وإحداث قناة موجهة إلى الشباب.
من جانبهم أكد الإعلاميون حق الإعلامي في الحصول على المعلومة في إطار ممارسته عمله وضرورة الاهتمام بالإعلام الالكتروني ومعالجة تأخر وصول الصحف المركزية الى المحافظات ومعالجة الترهل القائم في المؤسسات الاعلامية وأوجه القصور في المكاتب الصحفية بوزارات ومديريات الدولة وتحويلها من مكاتب علاقات عامة الى مكاتب تزود الصحفيين بالمعلومات التي تخدم المواطن ومتابعة تنفيذ خطط الوزارات وبرامجها.
تطوير قطاع الإعلام وبشكل خاص الإلكتروني
إعادة تأسيس ووضع إطار قانوني لوسائل الإعلام الالكترونية تعتبر إستراتيجية وزارة الإعلام للمرحلة القادمة ولا سقف للتعاطي مع الشأن العام وإعادة هيكلة وسائل الإعلام من حيث الكادر والسياسة التحريرية لمواكبة الإعلام المعاصر , هذا ما تتطلب المرحلة الجديدة لبناء سورية المستقبل وإعادة النظر بجوانب عدة وفق استراتيجيات وخطط تعتمد الدقة في الاختيار للاستفادة من الموارد البشرية بالشكل الذي يلبي حاجة العمل ومتطلباته.
الإصلاح مستمر في سورية والإعلام أحد جوانبه
إن الخطوات العملية للإصلاح قد بدأت بوضع بعض القوانين والأنظمة موضع التنفيذ ووفق أولويات العمل ومنها قانونا الإعلام والأحزاب وغيرهما من القوانين , ولاقت اهتمام المعنيين بالتطبيق وإن ما يؤكد ذلك لقاء الدكتور " عدنان محمود " وزير الإعلام بداية الأسبوع الحالي مع ممثلين عن شرائح المجتمع كافة في محافظة حلب للوصول إلى نقاط تلاق حول السياسة الإعلامية التي تعتمد في الدرجة الأولى على خدمة المجتمع وتنظيم ومتابعة الأداء الإعلامي لخدمة الشأن العام.
وقد ركز السيد الوزير على ضرورة الانطلاق إلى منظومة إعلام وطني يواكب متطلبات المرحلة القادمة بكوادر مهنية قادرة على فهم الواقع والعمل على خلق التوازن للوصول إلى تحقيق الهدف من الرسالة الإعلامية .
مرحلة جديدة للإعلام السوري
ومن خلال ما تم التركيز عليه من مناقشات وآراء وما يدور في الأفق الإعلامي اجتمعت الآراء على ضرورة إعطاء الأولويات للإعلام السوري ليستطيع مواكبة كافة النشاطات التي تحتاجها المرحلة ووضع إطار قانوني لوسائل الإعلام الالكتروني ووضع خطط واستراتيجيات جادة للانتقال إلى مرحلة لا سقف لها إلا سقف الوطن .
وركز السيد الوزير على ضرورة التعاون ما بين القطاع الخاص ووزارة الإعلام للوصول إلى بناء مدينة إنتاج إعلامي لتسويق المنتج السوري وتعريف الرأي العام العربي والعالمي بحقيقة التطور والتقدم الذي تشهده سورية .
كما قدم السيد الوزير أمام الحضور سواء للفعاليات الاقتصادية والثقافية والدينية وأيضاً للإعلام الخاص آلية العمل القادمة التي تتضمن تطوير بعض القنوات الفضائية وإعطاء الأولوية للمركز التلفزيوني بحلب وتوسيع البث المحلي للوصول إلى مساحة مفتوحة وتفعيل دور المؤسسات الإعلامية والدينية لترسيخ الوعي بين مختلف شرائح المجتمع , وركز على دور رجال الدين وما قدموه من دور مشرف خلال الأزمة بنشر الوعي والمحبة والتآلف بين مختلف شرائح المجتمع .
كما جاءت مداخلات العديد من الأدباء والمفكرين ورجال الدين والمنظمات الشعبية والإعلاميين لتؤكد على ضرورة النهوض بالواقع الإعلامي , وبينت بعض الآراء ضرورة المساهمة في خلق بنية متكاملة لرؤى جريئة وواضحة تقيم الأداء الإعلامي والوزاري وتقترح الحلول وفق معايير علمية ودقيقة وبمشاركة جماعية لخلق رأي عام توافقي حول غياب المسؤوليات للحد من آليات الفساد من مختلف الجوانب .
مداخلات ومطالب بتطوير الإعلام المحلي للمحافظات
كما طالبت بعض المداخلات بتفعيل الواقع الإعلامي في محافظة حلب التي لم تحظ بالاهتمام الكافي لتسليط الضوء على الكنوز الفكرية والأثرية والتاريخية وغيرها من المكونات التي تجعل من هذه المحافظة تمارس حقها في الظهور الإعلامي بكل المفردات وتحديداً ما يخص منها الشأن العام للمجتمع بكل أطيافه وهذا ما يتطلب توفير آلية عمل ترتقي بالإعلام المرئي والمكتوب والمسموع وبما يتناسب مع حجم المساحة وعدد السكان للوصول إلى تلبية طموحات الجماهير في تطوير هذه المحافظة بكل جوانبها .
تنظيم الحالة الإعلامية
كما جاء في طروحات بعض العاملين في مجال الإعلام الالكتروني والصحف الخاصة ضرورة لحظ الوزارة لهذه الحالة التي تحتاج إلى تنظيم وقوننة وتوصيف تنطلق منها الحالة التأطيرية لهذه الفعاليات للوصول إلى منهجية عمل واضحة وباعتماد على كوادر تستطيع تحمل المسؤولية الإعلامية بكل جوانبها وخلق حالة تشاركية ما بين الإعلام الخاص والرسمي .
كما وعد السيد الوزير بعد استماعه لكل الطروحات والآراء بتنفيذ ما جاء في اللوائح التنفيذية لقانون الإعلام الجديد وتفعيل الخطط والاستراتيجيات للوصول إلى تحقيق نقلة إعلامية متميزة تواكب متطلبات المجتمع والمرحلة القادمة .
هذا وقد حضر أعمال الجلسة الأولى السادة هلال هلال والدكتور عبد العزيز الحسن أميني فرعي حلب وجامعة حلب لحزب البعث العربي الاشتراكي وأعضاء قيادة الفرعين والدكتور موفق خلوف محافظ حلب والدكتور نضال شحادة رئيس جامعة حلب ورؤساء المنظمات الشعبية والنقابات المهنية والمدراء العامون في المحافظة ومجلسي المحافظة والمدينة وحشد من إعلام الفكر والثقافة والفن والأدب في المحافظة .