مقالات وآراء

ذئب أميركا و فأرها .. استبدال القوة

وكما هو معروف .. لم تتوقف الولايات المتحدة الأميركية عن استخدام قوتها العسكرية الهائلة وبشكل مباشر لفرض سياساتها وقناعاتها في كل مكان من العالم وبالشكل الذي يؤمّن لها مصالحها المباشرة وغير المباشرة ..
وتحت غطاء شعارات كبيرة رنانة متنوعة ومتبدّلة .. تبدأ بتطوير الزراعة !… ولا تنتهي بنشر
الحريّات !… مروراً بالسلم العالمي وحقوق الأقليات … وصولاً لحق البلابل بالعزف المنفرد على آلة موسيقية !؟ .. ومن غير أن يعنيها أبداً نتائج هذا الاستخدام لأسلحتها الفتاكة حتى عند ملامسته لحدود الكارثة .. كما حصل في العراق وأفغانستان على سبيل المثال لا الحصر .. فما خفي كان أعظم !؟
ويظهر للمتتبع أن الأهداف الأميركية بقيت على حالها منذ ظهورها كقوة سياسية وعسكرية واقتصادية شبه وحيدة في العالم .. بينما كان المتغير على الدوام هو الشعار أو الشكل الخارجي الذي تتحرك تحت ستاره أومن خلفه ..!؟
وفي الشرق جاء البيت الأبيض الأميركي إليه .. واضعاً نصب عينيه أمرين لا ثالث لهما .. أمن ذئبه المطيع " إسرائيل " .. والنفط ! .. فاستغل واستثمر دون أية رحمة كل ما يمكن استغلاله واستثماره خدمة لهذين الهدفين ..!
وبنت أميركا سياستها بالمنطقة وفقاً لهذا المنظور .. وعلى أساسه أقامت تحالفاتها المتبدلة والمتغيرة لتحافظ على قوته واستمراره على قيد الحياة .. وعلى ذات المبدأ القائل : ليس للرأسمالية أصدقاء دائمون .. بل لديها مصالح دائمة ؟
و لم تترك واشنطن إثماً كبيراً أو صغيراً .. إلا وفعلته لتصل لأهدافها وغاياتها !؟
لكنها لم تستطع النجاح بكل مكان وزمان ؟ .. فلا هي تمكنت من تأمين أمن ذئبها المدلل " إسرائيل " بالشكل الذي يضمن وجوده وبقاءه .. والذي ظهر كحقيقة ناصعة بعد عدوان صيف 2006 على لبنان وما فرضه من معادلات جديدة بالمنطقة ؟ نتيجة لانتصار حزب الله اللبناني رغم الفارق الكبير وبكل المقومات بين الطرفين .. هذا من جهة … ومن جهة أخرى بقاء عدد من العواصم العربية عصيّة على كل تلك الرياح العاتية وبأشكالها المتعددة .. عسكرياً واقتصادياً
وثقافياً .. حتى بعد احتلال العراق !؟
هذه الوقائع على الأرض .. دفعت " العم سام " للتفكير والبحث عن طرق ووسائل جديدة و مبتكرة توصله إلى الأهداف التي يريدها ؟
خاصة // وكما سبق وذكرت // بعد العدوان الإسرائيلي على لبنان عام 2006 وتحوّل ذلك // الذئب المخلوع الأنياب والمخالب // بنتيجتها إلى دجاجة .. وفقدانه بالتالي لمبرر وجوده الفعلي .. حيث أدرك الأميركيون أنه لابد لهم من التفكير جيداً وإعادة ترتيب أوراقهم وبما يتناسب مع النتائج على الأرض وإلا فإن الأمور ستخرج تدريجياً من تحت سيطرة الفيل والحمار الأميركيين // الحزبين الحاكمين // ؟
لذلك تم طرح فكرة استبدال " الذئب بالفأر " أو ما يمكن تسميته
" استبدال القوة " .. بحيث يتم الاعتماد على قوة ذاتية " الفأر" تتحرك خلسة لتكون بديلاً عن القوة العسكرية المباشرة أي " الذئب الإسرائيلي " …
فالفأر و رغم ضآلة حجمه وقوته تمكن بأنيابه الصغيرة من هدم سد كسد مأرب التاريخي ؟
وفأر الشرق // إذا جاز التعبير // الذي استبدلته واشنطن بذئبها
في المنطقة العربية .. هو الشيخ حمد بن خليفة آل ثان أمير دولة قطر !؟
وهنا لا بد من الاعتراف بذكاء ودهاء صاحب الفكرة وكذلك من قام باختيار الشخص المناسب للمكان المناسب ليقوم بالمهمة على أكمل وجه !؟
فأمير قطر أو " فأر الدوحة " يمتلك منفرداً مجموعة من القوى والمواصفات فرضت اختياره دون غيره ؟
فمن جهة يعتبر الخبث والمكر الموجودان في عقل سمو الأمير القطري علامة فارقة بل استثنائية ! .. وكذلك امتلاكه لثروة هائلة من عائدات الغاز والنفط .. والأهم من ذلك هو امتلاكه لقناة الجزيرة " الشهيرة " وما أدراك
ما الجزيرة ..!!!
هذه القوى الثلاثة لم تكن لتأخذ فاعليتها وأثرها المطلوب أميركياً لولا تغليفها بأمرين هامين رغم بساطتهما .. وهما اللغة والدين .. بمعنى انتماء سمو الأمير للمنطقة ولو في الشكل دون المضمون كما هو الحال !؟
وبناء على ذلك أعطيت إشارة البدء " لفأر الدوحة " ليدخل جحره ويباشر حفر أنفاقه السرية والعلنية انتظاراً للحظة الحسم وهدم المنزل على من فيه !؟
فأمير قطر وللأسباب الخمسة السابقة الذكر يستطيع الوصول لأمكنة ومراكز لم يكن لأعتى الجيوش الوصول أليها ومهما بلغت قوتها وجبروتها .. !!؟؟
وفي ليلة وضحاها " وللناس ما ظهر " بات أمير قطر المفدى ! المساند الأول للمقاومات العربية في فلسطين و العراق و لبنان وفتحت له قلوب الناس كنصير للحق العربي والإسلامي !؟
ومن هذا الباب العريض دخل الشيخ حمد .. ليحفر المزيد من الأنفاق والجحور مستغلاً حاجة الناس و طيبتهم وفطرتهم النقية .
المؤكد هو نجاح " فأر الدوحة " نسبياً بمهمته الموكلة إليه أميركياً والدليل هو نسيان الكثيرين للعدو الفعلي والحقيقي " إسرائيل " .. !!؟ بل أكثر من ذلك .. فقد دمّر وحرق وفعل ما لم تستطع أميركا وذئبها فعله طيلة السنين الماضية !؟
لجهة نشر ثقافة الكراهية والحقد والضغينة بين الأخوة والجيران … وحتى بين الأمكنة والشوارع !!
فالناس باتوا تائهين وكأنهم في حيص بيص من أمرهم .. لهم عقول لكنهم لا يفكرون .. ولهم عيون لكنهم لا يبصرون .. ؟؟؟
إذاً أنياب ومخالب حمد الصغيرة فعلت فعلها ! .. والله وحده يعلم كم من السنين ستمضي لبناء ما تهدم .. ولتعود مياه النبع تتدفق وكما كانت بالأمس القريب؟
أحد النشطاء الفلسطينيين كتب يقول :
..//.. أحياناً أحسد أميركا ..!؟ .. فقد استطاعت على الدوام أن تجد من تحملّه وزر ما تصنعه من جرائم وفتن وكوارث .. بينما تتحدث هي عن الحرية والعدالة و الإنسانية .. لكنني أعود لأتراجع عن ذلك .. لثقتي وإيماني بالله الواحد الأحد العالم بكل شيء والذي يمهل ولا يهمل ..//..
صحيح أنه قد لا يكون في عالم السياسة مكان لمثل هكذا كلام ….. لكنني من أشد المؤمنين بذلك .

بواسطة
كاظم فاضل

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. حسبي الله و نعمة الوكيل فيكم يا حكام الخليج الخونة و عملاء الخنازير سنحاسبكم يوم القيامة الذى لا ينفع فيه لا مال و لا بانون و لا جاه عن كل قطرة دم عربي مسلم مات غدرا منكم لا يهم جنسيته المهم عربي مسلم عاشة سوريا شعبا و حكومة بقيادة القائد الدكتور بشار الاسد و عشاة كل الاوطان العربية الشريفة

زر الذهاب إلى الأعلى