صحيفة:السعودية وقطر فرضت قرارات الجامعة بشأن سورية لارضاء أمريكا مقابل بقاء الأنظمة الخلجية
كشف مصدر سياسي عربي أن القرارات التي اتخذها مجلس وزراء الخارجية العرب إزاء الأزمة السورية قبل يومين تندرج ضمن صفقة بين الولايات المتحدة الامريكية ودول الخليج
وعلى رأسها قطر والسعودية تتعهد بها الأخيرة بنقل ملف سورية الى مجلس الأمن مقابل تعهدات امريكية بالحفاظ على الانظمة الخليجية و منع أي مظاهرات احتجاجية ضدها.
واعتبر المصدر في تصريحات نقلتها صحيفة الديار اللبنانية اليوم أن بنود القرار العربي الجديد الذي فرضته السعودية و قطر والأردن تشير بوضوح إلى أن من يقف وراءه حريص على اشراك المجتمع الدولي في مسألة التنفيذ لا سيما أنّ هذا الطريق يبقى الورقة الأخيرة في يدّ مجلس الأمن الذي لا يزال يؤجلها بسبب الموقف الروسي وخشية الناتو من التهديدات الروسية.
وفي قراءة للموقف القطري السعودي رأى المصدر أن الجانبين ومن ورائهما الأردن ومعظم امارات الخليج متفقون على تسليم مصير سورية الى مجلس الأمن لقاء بقاء الأنظمة في تلك الدول على حالها وإفشال أي مظاهرة شعبية إحتجاجية تقوم فيها .
ولفت المصدر إلى أنه من الطبيعي ألا توافق الحكومة السورية على تنفيذ هذه المبادرة، بعد أن تغاضى مجلس الجامعة عن الممارسات والارتكابات التي تقوم بها المعارضة السورية المسلحة و التي تبين مؤخراً أن ذراعها العسكري كان وراء مقتل الصحفي الفرنسي جيل جاكييه معتبرا أن العرب يغضون الطرف عن المعارضة المسلحة لأنهم يقفون وراء تسليحها وكانوا يتوقعون أن تتمكن من اسقاط النظام غير أنها لم تفلح ما استلزم تدخلهم المباشر.
وفي الجانب القانوني شدد المصدر على انه لا يحقّ لمجلس الجامعة اتخاذ القرارات بعيداً عن تقرير رئيس بعثة المراقبين لا سيما أنّ الحكومة السورية كانت وقعت مع الجامعة على البروتوكول الخاص بالمراقبين لحلّ الأزمة السورية معتبرا أن استنباط الحلول المجهزة من الخارج دون موافقة سورية بعد تعليق عضويتها في الجامعة يشكل تدخلاً واضحاً في الشؤون الداخلية السورية وهذا ما تؤكده المادة الثامنة من ميثاق الجامعة التي تنص على أنه على كل دولة عضو في الجامعة أن تحترم نظام الحكم القائم في دول الجامعة الأخرى وتعتبره حقاً من حقوق تلك الدول وتتعهد بألا تقوم بعمل يرمي إلى تغييره.
ورأى المصدر أن اجمالي ما تضمنته المبادرة القطرية السعودية يمثل مهزلة حقيقية خصوصا أنه لا علاقة له بتقرير رئيس بعثة المراقبين بل اسقط على الوزراء العرب اسقاطا وهو غير قابل للتحقق.
وفي السياق نفسه نقلت الصحيفة عن مصادر دبلوماسية مطلعة قولها أن شيئا ما بدأ طبخه منذ اسبوعين لتجاوز مهمة المراقبين والقفز إلى الهدف الأول والأخير وهو تدويل الأزمة السورية بغطاء من الجامعة العربية الا أن كل ذلك اصطدم بثبات الموقف الروسي في مجلس الأمن وخارجه.
وأشارت المصادر إلى أن الحكومة الروسية ابلغت من يعنيهم الأمر أن لا تعديل في موقفها الذي يلخصه مشروعها المطروح في مجلس الأمن، والذي يرتكز على رفض أي تدخل عسكري خارجي ضد سورية أو أي قرار يغطي مثل هذا التدخل والتأكيد على الحل السياسي المبنيعلى الحوار.
وبينت المصادر أن الخطة الجديدة قضت بالرجوع الى المربع الأول الذي تولى وزير خارجية قطر التحرك من أجله والمتمثل باستصدار قرار في الجامعة العربية يشكل غطاء رسميا وصريحا لتدويل الازمة السورية الامر الذي لقي منذ البداية تأييدا سعوديا وخليجيا ولكن الموقف المصري الذي كان يميل أكثر الى الاكتفاء بالتمديد للمراقبين العرب وتعزيزهم حد من امكانية تمريره ما دفع بالقطريين لطلب الدعم الأمريكي الأوروبي حيث تحركت الادارة الامريكية وفرنسا لتوفير المناخ الملائم لنجاح مشروع تدويل الأزمة السورية بغطاء عربي وجرى التمهيد لذلك بنعي مهمة المراقبين العرب قبل انتهاء المهلة الاولى ووضع تقريرهم واطلاق النار عليها من الجانب القطري، والمعارضة السورية عدا عن عمليات الترغيب التي حصلت لاقناع بعض المراقبين بالانسحاب حسب المصادر.
وقال المصدر إن الهدف من وراء الجدل المفتعل حول الاقتراح القطري بارسال قوات عربية الى سورية لم يكن سوى شماعة للانتقال الى الطرح الجدي الذي كان يجري العمل لتسويقه وتمريره من قبل دول الخليج قبل اجتماع وزراء الخارجية العرب والذي يقضي برفض التمديد للمراقبين العرب بعد أن تسرب للمسؤولين في هذه الدول مضمون التقرير الذي تضمن نقاطا عديدة لصالح الدولة السورية.
وختمت المصادر بان كل ذلك تم بعلم واشراف الولايات المتحدة حيث ارتأت ادارة اوباما اعتماد خيار الغطاء العربي لتدويل الأزمة السورية تحت عنوان مشروع سياسي لنقل السلطة مدعوما بشكل واضح وصريح من قبل الادارة الامريكية التي سارعت وزيرة خارجيتها هيلاري كلينتون حسب المصادر الى ابلاغ السعودية وقطر بالسير في الصيغة الجديدة وعملت لدى مصر عبر الاتصال بنظيرها المصري لازالة التحفظات على المشروع كما اجرت اتصالات مماثلة بعيدة عن الاضواء مع عدد من الوزراء العرب لتسويق وتمرير القرار وتأمين الاجماع حوله وواكب ذلك الاتيان ببرهان غليون ورفاقه الى القاهرة للاجتماع مع بعض الوزراء.